إيران تستدرج القوات الأميركية إلى مستنقع المدن الشيعية العراقية
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

بعدما تحوّلت مناطق السنّة إلى بيئة صديقة في الفترة الماضية

إيران تستدرج القوات الأميركية إلى مستنقع المدن الشيعية العراقية

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - إيران تستدرج القوات الأميركية إلى مستنقع المدن الشيعية العراقية

الخارجية الايرانيه
طهران - العراق اليوم

تحوّل الأعمال العدائية ضدّ المصالح الأميركية في العراق نحو مناطق وسط وجنوب البلاد يؤشّر إلى اعتماد إيران لتكتيك جديد في مواجهتها غير المباشرة مع الولايات المتّحدة يقوم على خلق بيئة معادية بالكامل للأميركيين في مناطق الشيعة وتحويل تلك المناطق إلى مستنقع لقواتهم، بعد أن بات من الصعب اتخاذ مناطق السنّة منطلقا لتهديد الوجود الأميركي على الأراضي العراقية بسبب تحوّل تلك المناطق من بيئة معادية إلى بيئة صديقة له.

وبينما تتزايد الأعمال العدائية التي تنفذها الميليشيات الشيعية الموالية لإيران ضد مصالح الولايات المتحدة في وسط وجنوب العراق، يقدم الجزء الغربي من البلاد صورة مختلفة كليا عن البيئة التي تحيط الوجود الأميركي، وبعد هجمات بعبوات محلية الصنع استهدفت قوافل إمداد للقوات الأميركية جنوب البلاد وشمال بغداد، سقطت رشقة من صواريخ الكاتيوشا مساء الأربعاء في محيط سفارة الولايات المتحدة بالعاصمة العراقية، مخلفة الكثير من الرعب في صفوف السكان.
وجاء ذلك بعد أن أصاب انفجاران مركبات تحمل إمدادات لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في العراق، وقع الأول مساء الاثنين قرب الحدود الجنوبية مع الكويت ووقع الثاني الثلاثاء شمالي العاصمة بغداد.
ولم يسفر الانفجاران اللذان جاءا إثر سلسلة هجمات مشابهة في الأسابيع الأخيرة عن خسائر في الأرواح لكنهما تسببا في وقوع أضرار مادية.
وقالت المصادر إنّ هجوما وقع الأحد، أيضا، في جنوب العراق أصاب قافلة تحمل إمدادات لقوات التحالف.
ومازال بضعة آلاف من أفراد القوات الأميركية يتمركزون في العراق ويقودون التحالف الدولي الذي تتمثل مهمته في محاربة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وأصبحت تلك القوات موضع مطالبة ملحّة من قوى شيعية عراقية لإخراجها من العراق، خصوصا بعد إقدام الجيش الأميركي على قتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ومرافقه رئيس أركان الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس بغارة جوية قرب مطار بغداد الدولي مطلع العام الجاري، حيث حفّزت عملية الاغتيال تلك القوى لاستصدار قرار من البرلمان العراقي يلزم حكومة بغداد بإخراج القوات الأجنبية.
غير أن ملف القوات الأجنبية الموجودة داخل الأراضي العراقية ليس موضوعا عراقيا صرفا بقدر ما هو جزء من الصراع الشرس على النفوذ في البلد بين كل من إيران والولايات المتّحدة.
وتسعى طهران لإقلاق راحة الأميركيين في العراق وصولا إلى دفع إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى سحب القوات الأميركية من البلد، بينما تتمسّك واشنطن بالحفاظ على موطئ قدم هناك حفاظا على توازن النفوذ مع إيران من جهة ومنع الأخيرة من التغوّل وتشكيل محور طويل يمتدّ من طهران إلى بيروت عبر الأراضي السورية والعراقية من جهة أخرى
ويعتزم رئيس الوزراء العراقي زيارة الولايات المتّحدة في العشرين من الشهر الحالي، وهي الزيارة التي تتوجس منها إيران وحلفاؤها في العراق وتعمل على إفشالها مخافة أن تثمر نتائج واتفاقات بين بغداد وواشنطن تتعارض مع المصلحة الإيرانية من قبيل حصول العراق على مساعدات أميركية مجزية في مقابل تعهّده بالالتزام بتطبيق العقوبات الاقتصادية الشديدة على إيران.
جنود أميركيون عزّل يشاركون في سباق رياضي بالأنبار في مشهد كان سيكون خياليا لو حدث بين سنتي 2004 و2008
وكان متوقعا أن تزداد الأعمال العدائية ضد المصالح الأميركية في العراق بشدة مع اقتراب موعد الزيارة، وهو ما حدث بالفعل مع دخول عامل جديد يتمثّل في تركيز تلك الأعمال في مناطق عراقية ليست لها سوابق كبيرة في استهداف الأميركيين.
وتستعيد المناطق الشيعية من العراق في 2020 صورة المناطق السنية في 2003، عندما كانت القوات الأميركية تتحرك وسط شوارع مليئة بالسيارات الملغمة وأعمدة الكهرباء والجثث والكلاب المفخخة، في واحدة من أسوأ فترات الوجودة الأميركي في هذه المنطقة.
ويقول مراقبون إن إيران تدفع بالمناطق الشيعية العراقية كي تكون عدائية إلى أبعد حد مع القوات الأميركية على أمل توريطها في نزاع محلي يمكن أن يكون غطاء مثاليا لتدخل خارجي على نطاق واسع بهدف تصفية حسابات. ويدرك الأميركيون أن تورطهم في أي نزاع من هذا النوع، يعني سقوطهم في مستنقع لن يخرجوا منه منتصرين.
ويتجاهل الإيرانيون، على حد وصف مراقبين، أن قوافل الإمداد التي تُستهدف حاليا جنوب العراق، لا تضم أفرادا أميركيين بل عراقيين فقط، ما يعني أن الولايات المتحدة لن تكون مضطرة للرد في حال سقوط قتلى.
وفي المقابل، تتحول المناطق السنية في العراق إلى صديقة بشكل غير مألوف للقوات الأميركية.
ونظم الجيش الأميركي سباقا رياضيا للعشرات من جنوده في منطقة قريبة من قاعدة عين الأسد في الأنبار، حيث تعسكر قوة كبيرة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وفي مشهد كان سيكون خياليا بين 2004 و2008، حيث كان العنف السني ضد الولايات المتحدة في أوج قوّته، خرج العشرات من الجنود الأميركيين بلا سلاح وهم يرتدون ملابس رياضية، ليجوبوا شوارع قريبة من قاعدة عين الأسد في ناحية البغدادي غربي الأنبار، ضمن سباق تنافسي.
وركض الجنود الأميركيون من النساء والرجال في شوارع كان زملاؤهم يتعرضون فيها سابقا لهجمات قاتلة بالعبوات الناسفة وأسلحة القنص والسيارات الملغمة.
وقال أحمد الموسوي، وهو مدون عراقي، إن مشهد الجنود الأميركيين وهم يتسابقون في شوارع الأنبار السنية، بينما تتعرض أرتالهم إلى هجمات في المناطق الشيعية، رسالة مهمة على تحول عميق، قد تكون له آثاره المستقبلية.
ويريد السنّة أن يترك لهم حق تقرير مصير القوات الأميركية في مناطقهم، وهو ما تعارضه إيران بقوة.
ويقول فارس طه، وهو نائب سابق من محافظة الأنبار إن قرار التعامل مع الوجود الأميركي في العراق يجب أن يكون عراقيا، مشيرا إلى أن الحكومات العراقية السابقة لم تنجح في حماية المناطق السنية من هيمنة الجماعات السلفية المتشددة، ما تسبب في موجات متعاقبة من التجهير والدمار والموت لسكانها.
ويقول مراقبون إن الولايات المتحدة ربما تقترح على مصطفى الكاظمي عندما يزورها المزيد من تقليص مساحات انتشار قواتها العسكرية ضمن المناطق الشيعية، والإبقاء على حجم انتشارها حاليا ضمن قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار السنية وقاعدة حرير في محافظة أربيل الكردية .

 وقد يهمك ايضا

إيران تعلن استعدادها لنقل التكنولوجيا والخبرات الزراعية إلى العراق

إيران والعراق يؤكدان ضرورة رفع حجم التبادل التجاري إلى 20 مليار دولار

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران تستدرج القوات الأميركية إلى مستنقع المدن الشيعية العراقية إيران تستدرج القوات الأميركية إلى مستنقع المدن الشيعية العراقية



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 20:47 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتسرّع في خوض مغامرة مهنية قبل أن تتأكد من دقة معلوماتك

GMT 10:52 2013 السبت ,15 حزيران / يونيو

مجوهرات أقراط ملونة من "شانيل"

GMT 01:13 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

ميرفت رضوان تحتفل بعيد الأضحى بمجموعة حلي خاصة

GMT 14:05 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

منذر رياحة يكشف تفاصيل مشاركته في فيلم "ماتروشكا" العالمي

GMT 14:31 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فورد إكسبلورر 2020 الجديدة تظهر بتمويهات خفيفة

GMT 03:40 2013 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الكوتة ليست هى الحل!

GMT 06:02 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

جورج حبيقة يطرح مجموعته لربيع وصيف 2016

GMT 14:27 2020 الخميس ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

انفصال دينا الشربيني وعمرو دياب أمر واقع والصمت يشعل الجدل

GMT 22:08 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

نيقولا معوض يؤكد أن الفيلم "ماكو" مستوحى من أحداث حقيقية

GMT 09:35 2018 الخميس ,13 أيلول / سبتمبر

"أراضي دبي" تسعى لاستقطاب المستثمرين في فرنسا

GMT 10:01 2018 الأربعاء ,28 آذار/ مارس

المذيعة سماح عبد الرحمن تفصح عن عشقها للإعلام

GMT 16:43 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

تصميمات عصرية لمجموعة جيفنشي قبل خريف 2018

GMT 02:57 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نساء ينتقمن من الرجال بقطع أعضائهم التناسلية

GMT 19:50 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

النجم تامر حسنى يتصدر الإعلان الأول لفيلم "البدلة"

GMT 07:57 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية توقف شركة "أبناء صالح حسين العمودي" للصرافة

GMT 06:04 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزر "هبريدس الخارجي" توفر جولة في عصور ما قبل التاريخ

GMT 19:56 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السد يستعيد جهود بونجاح قبل مواجهة قطر
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon
iraq, iraq, iraq