الولايات المتحدّة تستعدّ للأسوأ في العراق وتخوّفات مِن تكرار أزمة الرهائن
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

بعد محاولة اقتحام فصائل الحشد الشعبي سفارة أميركا في بغداد

الولايات المتحدّة تستعدّ للأسوأ في العراق وتخوّفات مِن تكرار أزمة الرهائن

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - الولايات المتحدّة تستعدّ للأسوأ في العراق وتخوّفات مِن تكرار أزمة الرهائن

القوات الامريكية في العراق
بغداد - العراق اليوم

أكّدت حدة التصريحات الأميركية وتهديدات الرئيس دونالد ترامب شيئا واحدا حيال إيران والحكومة العراقية، بعد محاولة اقتحام فصائل الحشد الشعبي وأنصارهم سفارة الولايات المتحدة في بغداد، أن واشنطن لن تسمح بأي شكل بتكرار أزمة الرهائن الأميركيين في طهران قبل 40 عاما، كما لن تنتظر سقوط قتلى أميركيين مثلما حدث في بنغازي عام  2012، لكن احتشاد المتظاهرين ودخولهم بسهولة المنطقة الخضراء المحظورة على المدنيين ومساعدة عدد من قوات الأمن لهم والذين دربتهم الولايات المتحدة، يكشف أيضا كيف أصبحت أميركا محدودة التأثير على الحكومة العراقية التي أنشأتها بعد إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.

رفض أشباح الماضي

عكست سرعة وقوة ردة الفعل الأميركية تجاه محاولة اقتحام أكبر سفارة للولايات المتحدة في العالم، مدى القلق العميق الذي شعرت به الإدارة الأميركية، حسب تعبير مسؤول بارز في البيت الأبيض لصحف أميركية، فقد استدعى الحادث والشعارات التي رفعها المتظاهرون من الحشد الشعبي مثل "الموت لأميركا" و"أميركا الشيطان الأكبر"، ذكريات مريرة عاشها الأميركيون قبل 40 عاما، حينما اقتحم طلبة إيرانيون السفارة الأميركية في طهران نهاية عام 1979 واحتجزوا 52 دبلوماسيا ومواطنا أميركيا لمدة 444 يوما، ما كان سببا في جرح الكرامة الوطنية الأميركية، وتسبب في خسارة جيمي كارتر مقعد الرئاسة في العام التالي.

وتصاعدت المخاوف في العاصمة الأميركية من أن تتدهور الأمور في السفارة بسرعة، مثلما حدث في بنغازي الليبية عندما تعرضت البعثة الأميركية هناك لهجوم أدى إلى مقتل السفير الأميركي وثلاثة أميركيين آخرين، وهو الحادث الذي شكَّل صدمة للرأي العام داخل الولايات المتحدة، وكان أحد أسباب اتهام ترامب غريمته السابقة هيلاري كلينتون، التي كانت وزيرة الخارجية آنذاك، بالفشل في حماية دبلوماسييها.

ولهذا السبب، فضلاً عن تصاعد التوتر الأميركي الإيراني إلى أعلى مستوياته، ورغبة الرئيس ترامب في أن يبلغ هدفه بإرغام إيران على الخضوع وطلب التفاوض، كان تهديده واضحاً بأن إيران سوف تتحمل مسؤولية أي خسائر في الأرواح أو المنشآت وستدفع ثمناً باهظاً، مؤكداً أن هذا تهديد وليس تحذيرا.

تأهب ضد حصار محتمل

وبدت الساحة، ليلة أمس، مهيأة لحصار طويل لا يترك سوى مساحة ضئيلة لمناورة الولايات المتحدة، بعدما أعد المتظاهرون الخيام لمبيتهم حول السفارة الأميركية تمهيداً لجولة أخرى من التصعيد، وتهديدهم بعدم مغادرة المكان إلا بعد إغلاق السفارة وسحب الدبلوماسيين والقوات الأميركية خارج العراق.

غير أن مسارعة البنتاغون إلى إرسال نحو 100 من قوات التدخل السريع التابعة للمارينز من الكويت، وتحليق طائرتي أباتشي أميركيتين فوق السفارة، والإعلان عن إرسال 750 جندياً إضافياً على الفور إلى الشرق الأوسط للعمل في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية، وتأكيد مارك إسبر وزير الدفاع الأميركي التأهب لإرسال آلاف الجنود من الفرقة 82 المحمولة جواً من ولاية نورث كارولينا إلى الشرق الأوسط، اعتُبر مؤشراً حاسماً على أن الولايات المتحدة لن تتهاون حيال أي سلوك معادٍ من إيران ووكلائها في المنطقة.

ترقب حذر

وبينما دعا رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي المتظاهرين من الحشد الشعبي وانصارهم إلى الابتعاد عن محيط السفارة، تأمُل واشنطن أن تكون الجهود الدبلوماسية والاتصالات الساخنة التي أجراها كبار المسؤولين الأميركيين في الحكومة العراقية وتعزيز الأمن العراقي في محيط السفارة كافية لإنهاء الأزمة، غير أن مسؤولاً في الإدارة الأميركية أوضح لشبكة "سي إن إن" الإخبارية أن الوضع معقد والإدارة تأمل عودة الهدوء، لكنها مستعدة لكل الاحتمالات وتراقب الوضع عن كثب.

ومن غير المعروف عدد المسؤولين الأميركيين داخل السفارة المحصّنة التي تقع على مساحة 100 فدان، بما يعادل مساحة الفاتيكان، لكن تقديرات رجحت أن يتراوح العدد بين 300 إلى 352 أميركياً، وفقاً لمصادر صحافية أميركية.

وعلى الرغم من حالة التوتر، فإن مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي، أكد في حديث مع شبكة "فوكس نيوز" أنه لا توجد أية خطط لإخلاء السفارة أو سحب القوات الأميركية من العراق، كما من المنتظر أن يعود السفير الأميركي "ماثيو تيولر"، الذي كان في عطلة لمدة أسبوعين، إلى مقر السفارة في بغداد بسرعة، ما يشير إلى ثقة الولايات المتحدة في ضبط الأوضاع واستعادة الهدوء وممارسة دورها في العراق.

تراجع التأثير

قبل أكثر من عشر سنوات، شهد احتفال افتتاح السفارة الأميركية في بغداد ضجة واسعة بالنظر إلى كونها الأكبر والأكثر تحصيناً في العالم، ما اعتُبر مؤشراً على مدى النفوذ والتأثير الأميركي في العراق الجديد، لكن السهولة التي وصل بها المتظاهرون إلى مبنى السفارة وتحطيمهم الأبواب المدرعة وتهشيمهم الزجاج المضاد للرصاص وإشعال النيران في واحدة من غرف الاستقبال، كشف كيف أصبحت الولايات المتحدة قليلة التأثير على الحكومة العراقية التي أسستها في أعقاب الغزو الأميركي للعراق وإسقاط نظام صدام حسين.

ويشير مراقبون في واشنطن إلى أن القوات الأمنية التي دربها أميركيون، أتاحت للمتظاهرين المعادين للولايات المتحدة المرور عبر المنطقة الخضراء التي لا يُسمح للمدنيين بدخولها، بل إن القوات الأمنية امتزجت مع الحشود وانضم بعضهم إليها، بعدما أظهرت لقطات فيديو عدداً من القوات يساعدون منتسبي الحشد على اقتحام السفارة الأميركية.

واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن محاولة اقتحام السفارة، تُظهر بوضوح هشاشة الوجود الأميركي في العراق، على الرغم من مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة في هذا البلد والاستثمارات التي أُهدرت على مدى 17 عاما.

السيناتور الديموقراطي كريس ميرفي اعتبر في تغريدة له أن ترامب هو السبب فيما يجري، لأنه جعل أميركا عاجزة في الشرق الأوسط، فلا أحد يخشاها ولا أحد يستمع إليها، على حد قوله.

وقال السيناتور الديموقراطي تيم كاين إن الممارسات الخاطئة للرئيس ترامب جعلت الأميركيين أقل أمناً.

مستقبل الوجود الأميركي

وبينما تساءل موقع "ذي هيل" الأميركي عن شكل ومستقبل الوجود الأميركي في العراق بعدما ينتهي فصل المواجهة الأخير بين إيران والولايات المتحدة في إطار حروب الوكالة، قال خبراء سياسيون في واشنطن إنه من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة سوف تستطيع استعادة وجودها العسكري والدبلوماسي في بغداد من دون الدخول في مواجهة كبيرة مع الفصائل التي تحاصر السفارة.

وأشار دوغلاس سليمان، وهو سفير أميركي سابق في العراق، إلى أن طهران تعتزم الاستفادة من الوضع الحالي، حيث تحاول الفصائل العراقية استغلال الوضع الحالي للتأكيد على أن توجيه ضربات عسكرية جوية أميركية ضد كتائب حزب الله رداً على مقتل مقاول عسكري أميركي، كانت ردة فعل مبالغا فيها وغير مناسبة.

قد يهمك ايضا :

برهم صالح: عند اختيار عادل عبد المهدي رئيسا للوزراء لم تكن الكتلة الأكبر هي كتلة البناء

تظاهرة لمنتسبين بالحشد تقطع الطريق من ساحة الطابقين باتجاه جامعة بغداد

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الولايات المتحدّة تستعدّ للأسوأ في العراق وتخوّفات مِن تكرار أزمة الرهائن الولايات المتحدّة تستعدّ للأسوأ في العراق وتخوّفات مِن تكرار أزمة الرهائن



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 23:13 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

ريم البارودي بإطلالة جريئة تشبه "مارلين مونرو"

GMT 00:30 2018 السبت ,24 شباط / فبراير

سيمون تكشف كواليس تحضير "الكبريت الأحمر"

GMT 17:34 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

مخرج فيلم "العفاريت" يكشف عن بنت "ماما مديحة"

GMT 13:32 2018 السبت ,03 شباط / فبراير

مجتمع لا يعرف الخوف!!!

GMT 03:48 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

شابة في أستراليا تشعل مواقع التواصل بصور مغامراتها

GMT 12:36 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

"سيلفى مع الموت" يشارك في مهرجان أربيل الدولي في العراق

GMT 23:44 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

منة فضالي تغضب جمهورها بسبب صورة بدون بنطلون

GMT 16:38 2017 الجمعة ,29 أيلول / سبتمبر

شاهيناز بلعيد تتألق في فستان أسود كلاسيكي وبسيط

GMT 16:16 2013 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

العلاج بالتغذية صيدليَّة متكاملة لشفاء حقيقيٍّ

GMT 22:25 2015 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الخال في دمشق بطل من ابطال خاتون

GMT 21:02 2017 الإثنين ,05 حزيران / يونيو

رونالدو على غلاف لعبة "فيفا" 2018 للمرة الأولى

GMT 02:12 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

سمكة قرش عملاقة تسبح بسلام مع غواصين في هاواي

GMT 19:03 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

مضمار جبل علي يُنظّم سباقًا للخيول يحمل اسم "ديرة"

GMT 02:34 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

ندى عادل "سعيدة" بانضمامها إلى أسرة "أبوالعروسة 2"

GMT 18:30 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ربة منزل تقتل زوجها وتحرق جثته لتهديدها بصور عارية

GMT 17:34 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على موضة ألوان "الأرضيات الباركيه" المتعددة لعام 2018

GMT 12:34 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

جمارك السيارة "كيا ريو" الواردة من السعودية

GMT 13:50 2018 الإثنين ,11 حزيران / يونيو

5 نصائح مهمة تساعدك في الحصول على أظافر جميلة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq