العلاقة بين بغداد وإقليم كردستان تعود إلى الواجهة بعد انتهاء ازمة الاستفتاء
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

عقب مشاركة المكون الكُردي في الانتخابات البرلمانية عام ٢٠١٨

العلاقة بين بغداد وإقليم كردستان تعود إلى الواجهة بعد انتهاء ازمة الاستفتاء

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - العلاقة بين بغداد وإقليم كردستان تعود إلى الواجهة بعد انتهاء ازمة الاستفتاء

بغداد وإقليم كردستان
بغداد- العراق اليوم

بعد إنتهاء أزمة استفتاء إنفصال إقليم كُردستان ومشاركة المكون الكُردي بالانتخابات البرلمانية العامة عام ٢٠١٨ وتشكيل الحكومة، عادت قضية طرح العلاقة بين بغداد وأربيل إلى الواجهة.

 كان من المفترض أن يشكل موضوع الاستفتاء درسًا لساسة الإقليم يدفعهم بإتجاه تعميق أسس الوحدة والمشاركة، كما كان من المتوقع جدًا أن يتراجع النفوذ الكُردي بشكل عام، ولقادة ورعاة الاستفتاء بشكل خاص نتيجة رفض الاستفتاء من قبل المجتمع الدولي والإقليمي، وكذلك أعطى هذا الحدث زخما لبغداد قبالة الإقليم، تزامن مع انتصار العراق على داعش وتحرير الموصل وحسمت إلى حدٍ كبير قضية كركوك بعد دخول القوات الإتحادية إليها، وفعلا تم تأشير تراجع بموقف القضية الكردية برمتها وقورنت التجربة الكردية بتجارب أخرى كإقليم كتالونيا، التي أضعفت شرعية خطوة الاستفتاء، وأيضا قوضت شرعية قادة الإقليم، وفي خضم أزمة اقتصادية عاشها كُردستان العراق مع وجود اضطرابات سياسية لحركات معارضة واحتجاجات تزامنت مع الحدث كان رهان بغداد في الإجهاز على الإقليم شاخصا، لكن ما الذي حصل بعد ذلك؟.

مؤشرات التراجع والتقهقر لم تستمر بالنسبة لموقع الإقليم سياسيًا، فاشتراكهم في الانتخابات النيابية كان بزخم غير متوقع بعد الاستفتاء ولم تتراجع الأطراف الكُردستانية بنتائج الانتخابات من حيث عدد الأصوات والمقاعد، بل أن الحزب الديمقراطي الكردستاني الراعي الأبرز للاستفتاء حقق مقاعد أكثر من انتخابات ٢٠١٤ رغم مقاطعته الدخول بانتخابات كركوك، وبعد إعلان نتائج الانتخابات العامة أمست أربيل قبلة حج لقادة الكتل وساسة بغداد لغرض إقناع الزعامات الكُردستانية للانضمام إليها لتشكيل ما يعرف بالكتلة الأكبر، وتناست تلك القوى مواقفها الصقورية تجاه الاستفتاء ورعاته، لكن قادة الإقليم كانوا بارعين سياسيًا واستثمروا لحظات الانقسامات السياسية التي عصفت بقادة الكتل الشيعية وصراعهم على منصب رئاسة الوزراء ولم ينضموا إلى جهة معينة بعينها، مما دفعهم أن يكونوا مرة أخرى بيضة القبان في حسم تعقيدات تشكيل الحكومة ورئاسة مجلس النواب "رغم انشطار القوى الكردية بين الإتحاد الوطني والديمقراطي الكُردستاني حول منصب رئيس الجمهورية"، بل موقفهم كان مساهمًا وبشكل حاسم في إقصاء حيدر العبادي من الولاية الثانية كجزء من رد تصفية الحسابات معه في قضية التعامل مع الاستفتاء والدخول إلى كركوك.

وبالفعل بدا إنهم أكثر نفوذًا وفاعلية من رئيس الوزراء السابق، وبدأ النفوذ الكردي يتصاعد ونجح الإقليم في نسج علاقات سياسية وشراكات مع أطراف من تحالفي البناء والإصلاح وأطراف أخرى وتحييد ائتلاف النصر والحكمة، ثم دخل الأكراد بقوة في ملف تشكيل الحكومة بعد حسم منصب رئاسة الجمهورية والنائب الثاني لرئيس مجلس النواب وحصلوا على أهم منصب سيادي فيها وهو وزارة المالية ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وأيضا حصلوا على وزارتي العدل والإعمار والإسكان، فضلا ملف السفراء، وما ينتظرهم من استحقاقات الدرجات الخاصة الذي سيكرس لهم مساحة مهمة تعمق وجودهم في مفاصل الدولة والحكومة الاتحادية، ولم يتوقف المنجز الكُردي عند هذا الحد بل حصلوا على اتفاق مهم في الموازنة العامة لعام ٢٠١٩، إذ نصت المادة (١٠) على تسوية المستحقات مع الإقليم منذ عام ٢٠١٤ من قبل ديوان الرقابة المالية مع وجوب تصدير 250 ألف برميل عن طريق شركة النفط الوطنية سومو وتأمين رواتب البيشمرگه وموظفي الإقليم فضلا عن نسبتهم من تنمية الأقاليم من النفط المصدر وفوائد المطارات والمنافذ الحدودية والضرائب.

ورغم عدم التزام الإقليم بهذه المادة وعدم التزامه بتصدير النفط، إذ لم تنجز هذه المادة ولم تتم تسوية أي حسابات سابقة مع الإقليم بل تذرع قادة الإقليم بالديون الدولية المترتبة عليهم نتيجة إيقاف حصتهم من الموازنات السابقة منذ عام ٢٠١٤ ولم يشيروا بشيء إلى تصديرهم للنفط من الإقليم وكركوك طيلة السنوات الماضية، إلا أن بغداد دفعت مقدما رواتب موظفي الإقليم وحصل الإقليم على نسبة من الموازنة.

يُضاف إلى ذلك، استقرار التجربة السياسية داخل الإقليم بعد إجراء انتخابات مجلس نواب الإقليم وتنصيب نيجيرفان بارزاني رئيسا للإقليم وتشكيل حكومة برئاسة مسرور بارزاني، استوعبت إلى حدٍ كبير معظم الأطراف الكُردستانية وتم تجاوز أزمة تعطل مجلس نواب الإقليم والأزمة بين الديمقراطي الكردستاني مع حركة گوران، وكذلك نجاح تسوية نسبية بين الديمقراطي والوطني حول المناصب وملف حكومة الإقليم "رغم عدم الاتفاق على منصب محافظ كركوك لغاية الآن والتحفظ على تنصيب نيجيرفان بارزاني رئيسا للإقليم".

 كل هذا أنعكس بشكل إيجابي على واحدية الموقف إزاء بغداد، هذه المؤشرات أعادت مركزية القضية الكردية من جديد كفاعل سياسي في العراق، وأيضا بدأت علاقة الإقليم بالمحيط الإقليمي والدولي تتعافى في ظل تراجع فاعلية القوى المشكلة ما يعرف سابقا بالتحالف الوطني وإتحاد القوى العراقية، فقد عصفت الخلافات والانقسامات بشكل سمح لأن يكون الأكراد أصحاب كلمة مسموعة، كما وتراجعت لهجة الاعتراضات والتحفظات السياسية والإعلامية ضد الكُرد فيما يخص علاقة الإقليم مع بغداد في ملفات تصدير النفط والمطارات والكمارك والضرائب خارج إطار الموازنة والدستور، ورغم وجود مطالبات نيابية وسياسية إلى استقطاع قيمة 250 ألف برميل من نسبة محافظات الإقليم وإيقاف دفع الرواتب، إلا أن المطالب لم تكن بمستوى وضع الإقليم في خانة التجاوز أو التخلي عن الشراكة معهم، إنما إتباع سياسة دعائية لإقناعه بهذه الخطوة في ظل صمت واضح من قبل رئيس مجلس الوزراء تجاه هذه الإشكالية التي قد تفتح أزمة معقدة من جديد بين بغداد وأربيل.

كل هذا يؤشر إلى نجاح سياسة الإقليم في إدارة مشاكلهم الداخلية، وأن يكونوا الرابح الأكبر في إدارة علاقتهم مع بغداد، مقابل تدهور سياسة بغداد وساستها إزاء بعضهم البعض، وإزاء ملف إقليم كُردستان، وقد يرتبط هذا الموضوع بنتائج الانتخابات العامة وطبيعة تشكيل الحكومة التي سمحت لأطراف كانت محرمة من الدخول للعملية السياسية وتحوم حولها شبهات الإرهاب والفساد والطائفية ليكونوا شركاء وزعماء مشاريع سياسية، وتخصص لهم وزارات مهمة، وأيضا إسقاط أحكام قضائية عن مطلوبين سابقين وإطلاق سراح من قبض عليهم خارج العراق بذات التهم دون محاكمة.

كل هذا إنما يؤشر على ضعف الإحساس والاستخفاف بالمصلحة العامة وإتخاذها ذريعة لتحقيق المصالح الحزبية، الأمر الذي أدى وسيؤدي بشكل أكبر إلى أتساع دائرة السلبية واللامبالاة إتجاه كل ما يتصل بالمجال السياسي والاقتصادي للدولة، ويعزز ثقافة الانتهازية وعدم الاكتراث بالمواطن حتى وأن أقتضى الأمر التنازل عن القيم والمبادئ مقابل الحصول على الأموال والمناصب والنفوذ، فلا غرابة أن تتحول العملية السياسية وكل ما يتصل بها إلى عملية حسابية تخضع لمنطق الربح والخسارة.

قد يهمك ايضا:

الإمارات تعلن استنكارها ورفضها القاطع لتعهد نتانياهو "الانتخابي"

"حزب الله" يصعّد للإمساك بملف التفاوض بشأن التنقيب عن النفط والغاز

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلاقة بين بغداد وإقليم كردستان تعود إلى الواجهة بعد انتهاء ازمة الاستفتاء العلاقة بين بغداد وإقليم كردستان تعود إلى الواجهة بعد انتهاء ازمة الاستفتاء



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 23:13 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

ريم البارودي بإطلالة جريئة تشبه "مارلين مونرو"

GMT 00:30 2018 السبت ,24 شباط / فبراير

سيمون تكشف كواليس تحضير "الكبريت الأحمر"

GMT 17:34 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

مخرج فيلم "العفاريت" يكشف عن بنت "ماما مديحة"

GMT 13:32 2018 السبت ,03 شباط / فبراير

مجتمع لا يعرف الخوف!!!

GMT 03:48 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

شابة في أستراليا تشعل مواقع التواصل بصور مغامراتها

GMT 12:36 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

"سيلفى مع الموت" يشارك في مهرجان أربيل الدولي في العراق

GMT 23:44 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

منة فضالي تغضب جمهورها بسبب صورة بدون بنطلون

GMT 16:38 2017 الجمعة ,29 أيلول / سبتمبر

شاهيناز بلعيد تتألق في فستان أسود كلاسيكي وبسيط

GMT 16:16 2013 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

العلاج بالتغذية صيدليَّة متكاملة لشفاء حقيقيٍّ

GMT 22:25 2015 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الخال في دمشق بطل من ابطال خاتون

GMT 21:02 2017 الإثنين ,05 حزيران / يونيو

رونالدو على غلاف لعبة "فيفا" 2018 للمرة الأولى
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq