غازي القصيبي في ذكراه العاشرة أديب لم يزل ينير العقول
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

كتبه باقية ومتربّعة على قوائم "الأكثر مبيعًا"

غازي القصيبي في ذكراه العاشرة أديب لم يزل ينير العقول

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - غازي القصيبي في ذكراه العاشرة أديب لم يزل ينير العقول

الدكتوروالأديب السعودي غازي القصيبي
الرياض - العراق اليوم

عقد من الزمان مضى منذ رحيل الدكتور غازي القصيبي، الأديب السعودي الذي أثرى المكتبة العربية بمؤلفات ثرية، أسهمت في إنارة العقول، وتغذية الذائقة الأدبية، وتتلمذ عليها أجيال قارئة شقّت طريقها برفقة هذه الكتب التي هي اليوم إرث الراحل. حيث لم يكن القصيبي كاتباً عادياً، بل هو الشاعر، والسفير، والروائي، والأكاديمي، والوزير، والأديب الذي قدم أكثر من 70 كتاباً قيّماً قبل أن يتوفى في 15 من شهر أغسطس (آب) لعام 2010.

ويتحدث الناقد الدكتور معجب الزهراني، الذي أسس كرسي «غازي القصيبي» بجامعة اليمامة وأشرف عليه سابقاً، وهو حالياً مدير معهد العالم العربي في باريس، عن الراحل، واصفاً إياه بالرجل الاستثناء. ويردف «عندما نبتعد عنه تطغى صورة الدبلوماسي والإداري والناجح والنجم الشعبي، لكن حين نقترب منه أكثر وأكثر؛ نراه أحد كبار المثقفين في منطقة المشرق العربي»، مفيداً بأن القصيبي على يأتي وزن الأديب المصري طه حسين وأمثاله من كبار المثقفين.

ويعتقد الزهراني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أنه على رغم المعرفة الجديدة والروح الإبداعية التي قدمها غازي القصيبي، فإنه جاء في وقت صعب، وبالتالي لم تشع شخصيته كثيراً بسبب الظروف المحيطة آنذاك، ويرى أن القصيبي أسهم في التحوّل من عالم التقليد وعالم الرؤية السحرية إلى العالم الحديث والفكر الحديث.

ويصف الزهراني ما حصل للقصيبي في النصف الثاني من عمره بأنه «انفجار في الذاكرة الإبداعية»، حيث بدأ بعدها يخوض في مجال الرواية والمسرح، ثم كتب كتابه «حتى لا تكون فتنة»، الذي يُعلق عليه بالقول «لو كان لنا حظ أوفر، لنُشر وانتشر وفُعّل في وقت مبكر من تلك الحقبة الشقية التي عانينا منها كثيراً ودفعنا ثمناً باهظاً، خاصة حين سيطرت الصحوة على كل المجالات». في تأكيده على دور القصيبي الذي حذر وناضل باكراً لنزع أشواك الصحوة. ويردف «أما حين نقرأ روايتيه (شقة الحرية) و(العصفورية)، نرى كيف وصل لمرحلة عالية جداً من الكتابة الإبداعية الساخرة».

من جانبه، يرى الكاتب حمد القاضي، نائب الرئيس وعضو الهيئة الاستشارية والثقافية لكرسي غازي القصيبي للدراسات التنموية والثقافية، أن القصيبي ما زال حاضراً كل يوم بالوهج ذاته؛ بالشِعر ذاته؛ بالفكر والعطاء ذاتيهما. ويضيف «بعض الغاليين على الإنسان وبخاصة من الرموز الثقافية والاجتماعية والإنسانية تشعر رغم رحيلهم من ظهر الأرض إلى بطنها أنهم حاضرون كأنهم أمامك بعطاءاتهم؛ بمهاتفاتهم؛ بمجالسهم».

ويتابع القاضي حديثه لـ«الشرق الأوسط» مؤكداً أن غازي القصيبي هو أحد هؤلاء «الحاضرين» بوطنه وبعالمه العربي، بل والدولي. ويستشهد القاضي بلقاء سبق أن نشرته «المجلة العربية» مع غازي القصيبي، قال فيه «إذا رحلت يا حمد لن يبقى منِّي سوى الشاعر»، معلقاً على ذلك بالقول «لكنه بقى الشاعر والمفكِّر والأديب والوزير المنجِز والسفير المتألِّق، وقبل ذلك وبعده (الإنسان) بكل مواقفه الإنسانية».

وكان القاضي قد أصدر كتاباً بعنوان «قراءة في جوانب الراحل الدكتور غازي القصيبي الإنسانية»، الذي أوضح فيه أن الراحل أعطى للميدان الثقافي ما لم يعطه آلاف المتفرغين، حيث أصدر 70 كتاباً على مدى سبعين عاماً، ويقول القاضي «أُرجع منجزه الثقافي أو الإداري أو الإنساني إلى قدرته في إدارة الوقت بشكل عجيب، ونأيه عن المجاملات التي تضيع وقته».

من ناحيته، يُفضّل الكاتب السعودي محمد العصيمي، تسمية غازي القصيبي بـ«كبير المثقفين العرب»، مرجعاً ذلك للإرث الثقافي الثري الذي خلفه الراحل. وأشار إلى دور القصيبي في فتح دار السفارة السعودية في لندن للمفكرين والأدباء العرب المهاجرين والمُهجرين - حين كان سفيراً للسعودية في لندن -؛ وذلك كي يأدوا أدوارهم المعرفية والثقافية، مؤكداً أن الأديب الراحل كان حريصاً على صنع معرفة عربية مُشتركة.

وعن الدور التنويري الذي تصدى له القصيبي عبر عدد من المؤلفات، يتابع العصيمي حديثه لـ«الشرق الأوسط» مستشهداً بكتاب الراحل «حتى لا تكون فتنة»، والذي وقف بالمرصاد لتيار الصحوة المتفشي آنذاك، بحسب وصفه، موضحاً أن القصيبي هو من أوائل من عرى رموز الصحوة، حيث يصفه العصيمي بصانع النور الفكري في السعودية.

والقصيبي الذي من أقواله المأثورة «وراءَ كُلّ إنجازٍ عظيم، إيمانٌ عظيم». على الرغم من الكثير من أن كتبه أحدثت ضجة فور صدورها، فإن رواياته حظيت بالنصيب الأكبر من الاهتمام والمنع من النشر في بعض الأوقات، وهي ما زالت تعيش اليوم على أرفف المكتبات وتتلهف عليها أيدي القراء الذي تبهرهم أعمال القصيبي الروائية، وكثير منها يتربع على قوائم «الأكثر مبيعاً»، ومن أشهرها: شقة الحرية، العصفورية، سبعة، هُما، دنسكور، سلمى، أبو شلاخ البرمائي، الجنيّة، حكاية حب، وغيرها.

وسطّر القصيبي سيرته الذاتية في كتابه الشهير «حياة في الإدارة»، وهو عمل مُلهم لكل الشبان العرب، تناول فيه سيرة حياته الوظيفية وتجربته في الإدارة وتسلم المناصب الحكومية، وسلّط الضوء خلاله على أبرز منعطفات حياته، مقدماً إضاءات هي بمثابة الدروس العملية والتوجيهية للشباب الذي يقرأون الكتاب.

وفي الشعر، نظم القصيبي الكثير من القصائد الجزلة، أشهرها القصائد الوطنية، حيث كان مدافعاً شرساً عن ثرى بلاده، وكثير من قصائده تفوح منها رائحة حب الوطن. وكان له تجربة وحيدة في الترجمة، حيث ترجم القصيبي كتاباً للكاتب الأميركي إيريك هوفر بعنوان «المؤمن الصادق» الذي يتناول موضوع علم النفس الاجتماعي، وهي تجربة أكدت شمولية الأديب الراحل وقدرته على تسخير قلمه ومعرفته لخدمة شتى فنون الأدب والمعرفة.

وقد يهمك أيضا

شاهد: إجراءات وقائية مشددة في "المسجد الحرام" استعدادًا لاستقبال الحجاج

الشيخ السديس يؤكِّد إقامة صلاة التراويح في الحرمين الشريفين دون مُصلّين

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غازي القصيبي في ذكراه العاشرة أديب لم يزل ينير العقول غازي القصيبي في ذكراه العاشرة أديب لم يزل ينير العقول



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 14:39 2021 الجمعة ,19 شباط / فبراير

موسك يتربع على عرش أغنى رجل في العالم

GMT 04:15 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

تمتعي بعطلة فريدة ومميزة على ثلوج النمسا

GMT 04:23 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

إطلالة أحلام الشامسي الجديدة تشعل مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 09:48 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

تشغيل مصنع أسمدة جديد في الدار البيضاء خلال كانون الأول

GMT 08:12 2013 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيع صور مادونا شبه عارية وهي في الثامنة عشرة في مزاد علني

GMT 07:41 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير فيصل بن خالد ونائبه يشرفان حفل أسرة آل ثابت

GMT 06:21 2013 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

النسر الذهبي الطائر البري المفضل في إسكتلندا

GMT 01:31 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالة صيفية رائعة لـ"كاميليا ورد" مِن جزر السيشل

GMT 07:30 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة عن كيفية قتل شاب عراقي في السويد

GMT 04:42 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

العلماء يثبتون أن الطعام الصحي يطيل العمر

GMT 23:58 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات محتشمة للمحجبات من جود عزيز

GMT 07:35 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

نصائح ستساعدكِ في العثور على عطرك الجديد الذي يناسب شخصيتكِ
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq