بغداد – نجلاء الطائي
أثنت جمعية المترجمين العراقيين على جهود وزارة الثقافة بتخصيصها جائزة الإبداع العراقي في نسختها الثانية لعام 2016، وشمولها لمجالات وافية لمختلف الاختصاصات العلمية والفنية خصوصا الترجمة.
وقال رئيس جمعية المترجمين العراقيين الدكتور علي عدنان إن قيام وزارة الثقافة بتخصيص جائزة الإبداع في حقل الترجمة سيكون له الأثر البالغ في خلق أجواء المنافسة للمبدعين ممن يمتلكون مؤهلات في المستويات كافة لتقديم نتاجاتهم الفكرية والمعرفية وخروجها إلى العلن وإضفاء سمة الإبداع لها. وقام رئيس جمعية المترجمين العراقيين، بالتعريف بجائزة الإبداع خلال الندوة التي أقامتها الجمعية حول آليات نشر الكتب على قاعة المرحوم عناد غزوان في مقر الجمعية وتوزيع فولدر الجائزة على المترجمين الحاضرين للاطلاع على آليات المشاركة والتقديم للجائزة.
من جانبه، قال أستاذ الأدب الألماني في كلية اللغات بجامعة بغداد بهاء محمود علوان: الإبداع ليس مقتصراً على علوم حياتية دون أخرى بشقيها الأدبي والعلمي، بل أنه يشمل العلوم الإنسانية كافة ونتاج العقول البشرية التي جُبلت على تقبل الثناء والعرفان بما أنتجته تلك العقول من خلال المعاناة الكبيرة والسهر والتفكير في سبيل أن يضيفوا لبنة لذلك الصرح الإنساني الكبير من المعرفة والعلوم الإنسانية على مدى عصور من التطورِ والبناء.
والإبداع مرهونٌ أيضا بالبيئة والأرضية الخصبة المهيأة أصلاً لعملية الإنتاج الفكري والتطور الذهني والتوهج المعرفي وبدون تلك البيئة والأرضية الخصبة لا يمكن للفكر الإنساني أن يكون في وضعٍ مهيأ فيه لعملية إنتاج الفكر الخلاق والإبداع ورفد كل ما من شأنه أن يغني ويثري العملية الإبداعية, لذا فأنني أجدُ أن عملية توسيع الحقول المعرفية المشاركة في جائزة الإبداع في نسختها الثانية إنما هي خطوة بالاتجاه الصحيح والصائب الذي يصب في رعاية الإبداع والمبدعين ويسهمُ أيضا في تشجيع المبدعين على العطاء وبالأخص حين ينتابهم الشعور بأن هنالك جهة أو مؤسسة أو حتى أشخاص يقومون بتثمين ورعاية نتاجاتهم وأنهم ليسوا بمعزلٍ عن أمتهم التي هم يعملون فيها ولأجلها.
وأعرب علوان عن أمله في أن تكون النسخة المقبلة أوسع وتشمل علومًا معرفية جديدة أخرى في بلدٍ هو بأمس الحاجة إلى ذلك الدعم بعد سنين طويلة من الأهوال والتخريب المتعمد الذي طال كل مناحي المعرفة الإنسانية والفكر المتجدد. أما عن دور النخب الثقافية والأكاديمية في تطوير وتفعيل جائزة الأبدع قال علوان إن المسؤولية مشتركة بين النخب الثقافية وبين المؤسسات التي ترعى تلك المبادرة, وهنا اقصدُ بأننا قبل أن ننتظر دوراً معيناً ملموساً من هذه الجهة أو تلك يسبقها عملية في غاية الأهمية والتعقيد ألا وهي عملية الإعلان والترويج ومحاولة جعل اكبر عددٍ ممكن يطلعون على ما نروم القيام به والذي هو بحد ذاته شريان الحياة لأي فكرة أو موضوع أو نظرية أو حتى أي منتج. وأكد علوان ضرورة إضافة حقول معرفية أخرى وكذلك التوسع في صناعة لجنة عليا أو هيئة معينة يكون لها جسم أو هيكلية معينة ومتواجدة على مدار السنة كي تكون مستعدة للتعاون ولرعاية كل فكرة أو عمل إبداعي معين وتهيئته لخوض مضمار التنافس العلمي الرصين التدريسي.
من جهته، أكد المترجم كامل العامري ضرورة توسيع نطاق الجائزة لتشمل مستقبلا حقولا عديدة كي لا تنحصر في مجالات محدودة حتى لا تؤثر على أهميتها وقيمتها الاعتبارية. وأضاف العامري إن وزارة الثقافة معنية بكل صنوف الإبداع , ومن الممكن أن تلعب دورا في إقامة الجسور مع المبدعين وهذا يتطلب منها الانفتاح أكثر وعلى مستويات أوسع, العراق يزخر بطاقات متجددة مبدعة, كما أن رفع قيمة الجائزة له تأثير كبير أيضا".
وأشار العامري إلى إن النخب الثقافية والأكاديمية فاعلة وهي صاحبة القرار الإبداعي, ومن دون هذه النخب لا يتوفر إبداع, وعليه فان التفاعل بين وزارة الثقافة والنخب والاتحادات والنقابات المعنية بكل صنوف الإبداع له تأثيره في الارتقاء بالثقافة وهذا يتطلب تعاونا بين الجهتين وهذا كفيل بإنجاح مشروعها الثقافي. واقترح العامري: أن تقوم وزارة الثقافة بطبع كل كتاب فائز بالجائزة طبعة أخرى, لتحقيق فرص إمكانية توزيعه وتعاونها مع دور النشر المحلية للوصول إلى الهدف من الجائزة وعقد الندوات وتسليط الضوء على الكتب والأنشطة الثقافية والفنية لإبراز مبررات فوزها وتقديمها للقارئ بوصفها أعمالا متميزة.
أرسل تعليقك