لبنان يحتفل بـعيد الزجل الجمعة وسط محاولات خجولة من الشعراء الجدد
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

يرتكز على إلقاء الشعر الارتجالي بالعامية ضمن مباراة تجري بين جوقتين

لبنان يحتفل بـ"عيد الزجل" الجمعة وسط محاولات خجولة من الشعراء الجدد

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - لبنان يحتفل بـ"عيد الزجل" الجمعة وسط محاولات خجولة من الشعراء الجدد

عيد الزجل
بيروت - العراق اليوم

منذ نحو 10 سنوات أعلن مركز سليم سعد الثقافي في بلدة عين زحلتا الشوفية أول يوم جمعة من شهر أغسطس (آب)، من كل عام، موعداً للاحتفال بـ«عيد الزجل» في لبنان. ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم، يحتفل اللبنانيون بفن الشعر الشعبي هذا الذي أدرجته اليونيسكو على لائحة «تراث البشرية الثقافي غير المادي وقد وصفته بأنه «صمَّام أمان ذو دور رئيسي للمساعدة على تمتين التماسك الاجتماعي».

وفي المناسبة تقام حفلة إلقاء الشعر الزجلي في 2 من الشهر الحالي بدعوة من جمعية الفكر الحضاري اللبناني في بلدة عين زحلتا.
 
ويشارك فيها كل من الشعراء سليم بو غانم، وحمود بو حمدان، ومروان يانطاني، ومهدي أبو قلفوني. وهي تأتي ضمن النشاطات التي ينظّمها «مركز سليم سعد الثقافي الدولي» في البلدة المذكورة، وبالتعاون مع وزارة الثقافة.

إلا أن الواقع الذي يعيشه هذا الفن الشفوي هو مغاير تماماً عمّا يحاول التغني به البعض. فالعيش على أطلال سنوات غابرة، سجل فيها الزجل نجاحات عالمية طالت العالم، بدءاً من لبنان وبلاد الشام، مروراً بأميركا وأستراليا، ووصولاً إلى أفريقيا، لم يعد ممكناً، في ظل غياب تام من قبل الدولة اللبنانية، إعادة إحيائه.

«لا شك أن فن إلقاء الزجل سجّل تراجعاً كبيراً في الآونة الأخيرة في لبنان، ولا سيما أن معظم أربابه رحلوا عنّا، ولم يستطع جيل شباب اليوم إكماله».

يقول المخرج الإذاعي إميل العلية، الضليع بأخبار الزجل ومقدم برنامج «نادي الزجل» في فترة سابقة عبر أثير إذاعة صوت لبنان في الأشرفية. ويضيف في حديث  «هناك محاولات خجولة لشعراء جدد في هذا الإطار، إلا أنهم لم يستطيعوا أن يتركوا الأثر الذي سبق وخلّفه عمالقة أمثال زغلول الدامور (جوزف الهاشم)، وموسى زغيب، وخليل روكز، وزين شعيب، وإدوار حرب، وطليع حمدان، وغيرهم».

 وحسب العلية، فإن آخر المسابقات الحماسية التي جرت بين فرق زجلية، كانت قد شهدتها بلدة حبوب البترونية في التسعينات مع أركانها الأساسيين زغلول الدامور وموسى زغيب وأقفل الباب وراءها على أي نشاط زجلي بهذا المستوى.

فهذا الفن الذي يرتكز على إلقاء الشعر الارتجالي بالعامية ضمن مباراة تجري بين جوقتين، ترافقه مائدة لبنانية مؤلفة من أطباق المازة والنقر على الدف من قبل المشاركين فيه، أصبح شبه مندثر بعد أن غاب عن ذاكرة اللبنانيين وسهراتهم. فهم يفتقدونه تماماً اليوم بعدما كانت بعض شاشات التلفزة كـ«تلفزيون لبنان» و«أو تي في» تحاول إحياءه من خلال عرض حفلات زجل قديمة وبرامج تحكي عن هذا الفن الشعبي المتوارث في لبنان منذ الأربعينات. حتى أن عروضه التي كانت تدرج على برامج مهرجانات فنية لبنانية كبرى كبعلبك وبيت الدين وجبيل وغيرها لم تعد موجودة.

وتتنوع موضوعات الزجل ما بين الغزل والتحدي والوطن وغيرها لتدور في أجواء حماسية. ويغلب عليها «ردّات» وقوافي بيوت شعر شعبية ارتجالية أحياناً ومحضّرة مسبقاً أحياناً أخرى ونابعة من تقاليدنا اللبنانية في القرية وفي المدينة.

«طبعاً أشعر بالخوف على مستقبل الزجل في لبنان بعدما أوصلناه إلى العالمية في حقبة معينة». يقول شاعر الزجل موسى زغيب، أحد أهم أركانه منذ السبعينات حتى اليوم. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: 

أن «الذنب لا يقع على اللبنانيين، بل على المؤتمنين على تراثه من جهات ومؤسسات رسمية. فالأطباق الفنية التي يتنافس البعض على تقديمها للناس لا تستذكر فن الزجل بتاتاً، وهو أمر مؤسف ويسجل تقصيراً ملحوظاً أيضاً من قبل الشعراء أنفسهم».

ويسترجع زغيب شريط ذكرياته مع الحقبة الذهبية للزّجل في لبنان عندما كُرّم من قبل خمسة رؤساء جمهورية لبنانيين وحكومات أجنبية كأستراليا والأردن والكويت وغيرها. «لقد أخذت حقي من هذا الفن الذي بدأته وأنا في الـ15 من عمري واستمررت أمارسه لنحو 60 سنة متتالية مع شعراء عمالقة اشتهروا به. وجُلت الكرة الأرضية سبع مرات؛ فيومها كان زمن العمالقة مع الرحابنة وفيروز وصباح ووديع الصافي، وكنا جميعاً نرفع اسم لبنان عالياً. فلكل زمن رجاله، لكن السؤال المطروح اليوم ماذا سيكون مصيره في المستقبل مع جيل بالكاد يسمع بهذا الفن أو حتى يجهل وجوده على خريطتنا الثقافية الشعبية؟
أما سليم سعد، صاحب مبادرة إحياء عيد الزجل في لبنان، فيشير في معرض حديثه لـ«الشرق الأوسط»، بأنه لا يهمه ما يتردّد أن الزجل في طريقه إلى الاندثار؛ لأنه متمسك بإحيائه في نشاطات ثقافية ينظمها وهو لن يتوقف عن إقامتها في موعدها من كل عام. ويتابع: «أقوم بجهد كبير لتعزيز هذا الفن في لبنان محاولاً تحويله إلى ممارسة شعبية تراثية يحتذى بها. فغير صحيح بأنه على طريق الاندثار ما دام هناك أشخاص مثلي يهتمون بإنمائه ونشره. فصحيح أن اهتمامات اللبناني تنحصر اليوم بالمظاهر المزيفة بعيداً عن جذوره وأترابه، إلا أننا لن نستسلم لما ترميه علينا وسائل التواصل الاجتماعي من موجات فنية، لا علاقة لنا بها لا من قريب ولا من بعيد».

ويؤكد إميل العلية في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أنه من خلال المقابلات التي أجراها مع كبار شعراء الزجل في لبنان أمثال زغلول الدامور وموسى زغيب وغيرهما، لمس الموهبة الفذّة التي كان يتمتع بها هؤلاء الشعراء. «كان جوزف الهاشم (زغلول الدامور) يتميز بأناقة شعره الزجلي وحضوره الأخّاذ على المنبر، وكذلك بصوت ذي نغمات خاصة به لن يتكرر. أمّا زين شعيب، فكان السّباق في المبارزة الزجلية، وأسرع من يلقي الشعر الارتجالي. في حين يعد موسى زغيب موهبة خاصة في إلقاء الزجل من خلال صور تميل إلى الشعرية منها أكثر من الزجلية».

والمعروف أن شحرور الوادي (جد الفنانة الراحلة صباح)، هو أول من أسّس جوقة تحمل اسمه ليصبح فيما بعد مصدرَ وحي ومثلاً يقتدى به لدى شعراء الزجل في لبنان.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

نجوم الفن يحيون ذكرى ميلاد الراحلة الكبيرة صباح

سياسي لبناني يقدم اقتراحًا يمهد لانتخاب رئيس للبلاد

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان يحتفل بـعيد الزجل الجمعة وسط محاولات خجولة من الشعراء الجدد لبنان يحتفل بـعيد الزجل الجمعة وسط محاولات خجولة من الشعراء الجدد



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 05:14 2016 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

أنماط العمل تؤثر على النوم بشكل منتظم وتسبب الأرق

GMT 04:10 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

تألّق توليسا خلال قضائها وقتًا ممتعًا في البرتغال

GMT 15:13 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

معلومات عن مثلي جنسي يرتدي ملابس نسائية فاضحة

GMT 03:35 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

"جبل رعوم" في نجران أهمية استراتيجية ومكانة تاريخية

GMT 02:55 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تعرفي على طريقة إعداد "الكبة الطرابلسية"

GMT 06:04 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

ويني هارلو تتألق بإطلالة مثيرة تتحدى مرض البهاق

GMT 06:07 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

فندق جديد لإقامة رخيصة ومريحة في نيويورك

GMT 07:46 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق للعناية بالشعر المعالج بالكيراتين أو البروتين

GMT 20:00 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

"تلاقي" تتحدى لدخول "غينيس" بأطول برنامج حواري سوري

GMT 19:18 2017 السبت ,28 كانون الثاني / يناير

البصل لعلاج التهاب الجيوب الأنفية
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq