تحذيرات سياسية ودينية عراقية من تحول مدينة سامراء إلى موصل ثانية
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

بعد تصاعد الخلافات حول إدارة الملف الأمني ومرقدي الإمامين العسكريين

تحذيرات سياسية ودينية عراقية من تحول مدينة سامراء إلى موصل ثانية

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - تحذيرات سياسية ودينية عراقية من تحول مدينة سامراء إلى موصل ثانية

مدينة "سامراء" في محافظة صلاح الدين
بغداد ـ نهال قباني

عادت مدينة "سامراء" في محافظة صلاح الدين إلى واجهة الأحداث في العراق مجدداً، بعد تصاعد الخلافات بين أهالي المدينة والجهات الرسمية من جانب، والجهات الدينية والسياسية والأمنية من جانب آخر، حول إدارة الملف الأمني وإدارة مرقدي الإمامين العسكريين اللذين يتولى الوقف الشيعي حالياً إدارتهما، دون إشراك الوقف السني الذي يمثل أبناء مدينة سامراء (110 كم شمال بغداد)، فيما تتولى قيادتا "عمليات سامراء" التي تتبع قيادة العمليات المشتركة في بغداد، وقيادة عمليات "سرايا السلام" التابعة للتيار الصدري، إدارة الملف الأمني بصورة مشتركة دون مشاركة من قوات الشرطة المحلية التابعة للمدينة في إدارة هذه الملف.

وحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، فإنه منذ تفجير المرقدين في 22 فبراير/شباط عام 2006، تولت القوات الأمنية التابعة للحكومة العراقية إدارة المرقدين، وأغلقت منافذ المدينة القديمة التي تضم المرقدين، ورحلت جميع أصحاب المحال التجارية ومنعتهم من مزاولة أعمالهم فيها، وهذا الأمر ينطبق كذلك على بيوت الأهالي القريبين من المرقدين.

أقرأ يضًا

- مسيحيو العراق يعتبرون أن الكنائس عادت الى دورها لكنَّ عودة المصلين صعبة

وباشرت العتبة العسكرية التابعة للوقف الشيعي، التي شكلت لإدارة المرقدين باستملاك منازل ومحلات وأراضي أبناء مدينة سامراء المحيطة بالمرقدين بعد التضييق عليهم، وبيعها بثمن يقل كثيراً عن قيمتها الحقيقية ثم نقل ملكيتها إلى الوقف الشيعي والعتبة العسكرية.

وأصدر مجلس محافظة صلاح الدين بياناً طالب فيه مراجع الدين الشيعية والسلطات العراقية، بإعادة النظر في وضع مدينة سامراء والانتباه إلى مطالب أهالي المدينة وتنفيذها. وحذر أحمد الكريم رئيس مجلس محافظة صلاح الدين في تصريحات أدلى بها لوكالة الأنباء الألمانية من تحول مدينة سامراء إلى موصل ثانية، نتيجة للتعسف والظلم والجوع والبطالة التي يتعرض لها سكان المدينة على أيدي الإدارتين الدينية والأمنية فيها، ما دفع أعداداً كبيرة منهم إلى مغادرتها بحثاً عن أماكن أكثر أمناً تتوفر فيها سبل العيش.

وطالب الكريم المرجعية الشيعية في النجف الأشرف، وفي مقدمتها المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، بوقف ما وصفه بـ"الظلم الذي يتعرض له أبناء سامراء" لتدارك الأوضاع قبل انفجارها.

وكانت شرارة حرب طائفية قد اندلعت من سامراء نفسها في عام 2006 لتشمل العراق بأكمله، حيث أودت بحياة عشرات الألوف من الجانبين، وأدت إلى عمليات تهجير قسري، وتغيير في البنية الديموغرافية لعدد من المحافظات التي كانت تضم خليطاً من الطائفتين.

وتشهد مدينة سامراء حراكاً سياسياً وشعبياً واسعاً بهدف وقف التجاوزات الحاصلة على الأهالي أمنياً واقتصادياً، وقد تشكلت وفود رسمية وشعبية من أبناء المدينة للقاء مراجع الدين الشيعية، لا سيما مقتدى الصدر ولقاء أبرز القادة العراقيين؛ ابتداء من رئيس الجمهورية ثم رئيس الوزراء وجميع الجهات المؤثرة والقادرة على اتخاذ قرار في هذا الإطار.

وتتلخص مطالب أهالي سامراء، بحسب الشيخ أصفوك قحطان رئيس مجلس شيوخ عشائر المدينة، في تخفيف الضغط الأمني وفق جدول زمني وتقليص أعداد القوات الموجودة في المدينة وصولاً إلى نزع السلاح فيها أسوة بمدن الكاظمية والنجف وكربلاء، وكذلك إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء طوال السنين الـ15 الماضية، وبيان مصير المغيبين الذين فقدوا بعد تحريرها بوقت قصير من سيطرة داعش عليها عام 2014.

ويطالب أبناء سامراء، بحسب الشيخ قحطان، بفتح المنطقة القديمة وتعويض المتضررين، والسماح بافتتاح جميع المحال التجارية والفنادق والمرافق السياحية التي يملكها أبناء سامراء والقريبة من المرقدين، وتشكيل لجنة مشتركة للنظر في استملاك الأراضي المحيطة بالمرقدين عبر التوصل إلى صيغة تفاهم مع أبنائها، سواء بإعادتها إليهم أو شرائها من قبل العتبة العسكرية والوقف الشيعي، وبقيمتها الحقيقية التي لا تقل عن قيمة نظيراتها القريبة من المواقع المقدسة في بغداد وكربلاء والنجف والكوفة.

ويقول الشيخ قحطان إن أبناء سامراء يطالبون بإشراكهم في إدارة المرقدين، كما كانت الحال منذ 12 قرناً، مؤكداً أن أهالي سامراء كانوا أمناء على المرقدين وسيبقون كذلك.

وتضم المنطقة المغلقة في محيط المرقدين نحو ألفي محل تجاري و50 فندقاً ومثلها من المطاعم السياحية، وقد أغلقت جميعاً وحرم أصحابها من مزاولة العمل أو الاستفادة من أملاكهم منذ أحداث فبراير/شباط سنة 2006.

وقال الشيخ يوسف الناصر، أمين "جمعية شورى علماء العراق الشيعية"، الذي يمثل الوقف الشيعي في المدينة، إن "سامراء ستبقى مدينة التعايش بين الأطياف العراقية، وإن الجهود المبذولة الآن ستنجح في بناء الثقة من جديد، ومن ثم إعادة بناء جسور التواصل بين أبناء المدينة وزوارهم، ليس من العراقيين فقط، بل من جميع دول العالم".

وأضاف الناصر أن "الوقف الشيعي لا يمانع في إعادة افتتاح المنطقة القديمة، وترتيب الأوضاع حولها بما يضمن حقوق جميع الأطراف"، معرباً عن أمله في إعادة افتتاح جميع المدارس الدينية الشيعية منها والسنية، وكذلك المساجد وبناء أخرى مشتركة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين. وأعرب الناصر عن تقديره لدور أهالي سامراء في حماية المرقدين وإدارتهما على مر التاريخ، كذلك استقبالهم وضيافتهم زوار الإمامين في المناسبات الدينية.

وتعدُّ مدينة سامراء التي بناها الخليفة العباسي المعتصم سنة (835م) من أكبر مدن محافظة صلاح الدين، ويبلغ تعداد سكانها نحو 400 ألف نسمة جميعهم من العرب السنة، وتضم في وسطها ضريحي الإمامين العسكريين المقدسين لدى الشيعة في العالم.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا

- ترامب يعترف بإلغائه زيارتين إلى العراق بسبب انكشاف أمرهما

- القوات العراقية تعلن مقتل 3 دواعش في محافظة صلاح الدين

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحذيرات سياسية ودينية عراقية من تحول مدينة سامراء إلى موصل ثانية تحذيرات سياسية ودينية عراقية من تحول مدينة سامراء إلى موصل ثانية



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 03:47 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على النوع الثالث من إنسان الغاب في إندونيسيا

GMT 03:45 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

محمد يوسف يُؤكّد صعوبة مواجهة وفاق سطيف

GMT 16:29 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة من أجمل السراويل المخملية لموسم شتاء 2018

GMT 17:58 2017 الأحد ,24 أيلول / سبتمبر

إنتاج السيارات يتراجع 8% في تركيا

GMT 22:10 2016 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

الشرطة العراقي يضمن بقاء حارسه "أحمد باسل فاضل"

GMT 16:50 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

كائنات حية تعيش في جبال هملايا ..قرد "يعطس" وسمكة "تمشي"

GMT 04:12 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

نادين لبكي تتألق بفستان أبيض في "أوسكار 2019"

GMT 16:04 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتزي يستبعد الدوسري والغنام من المباراة الودية أمام الأردن

GMT 02:36 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

البنجر علاج فعال لمرض الزهايمر والتهابات الكبد

GMT 04:57 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

محمد رمضان بصحبة والديه فى افتتاح محل شقيقته

GMT 05:18 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إطلالة شيرين عبد الوهاب تُثير الجدل في أحدث ظهور

GMT 06:16 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

طريقة تحضير كبسة الدجاج مع النقانق والفاصوليا

GMT 17:56 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ريكي مارتن يجد منزلاً ويشاركه الرسام السوري إيوان يوسف

GMT 08:39 2016 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

هطول امطار الخير على المحلاني غرب القصيم

GMT 13:24 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

النصر يوقع مخالصة مالية مع سعد لكرو خلال 48 ساعة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon
iraq, iraq, iraq