غضبٌ عارمٌ يسود الإليزيه وإيمانويل ماكرون مُحبَط لعدم تشكيل حكومة لبنانية
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

يصرّ "حزب الله" على أنّ ما يحدث يُقارب الانقلاب على الموازين

"غضبٌ عارمٌ" يسود الإليزيه وإيمانويل ماكرون "مُحبَط" لعدم تشكيل حكومة لبنانية

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "غضبٌ عارمٌ" يسود الإليزيه وإيمانويل ماكرون "مُحبَط" لعدم تشكيل حكومة لبنانية

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
بيروت ـ العراق اليوم

تشي الأخبار الواردة من باريس إلى بعض المستويات السياسية والرسمية بغضب عارم يسود الإليزيه والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يشعر بإحباط معنوي كبير جرّاء التعاطي السلبي من قبل السياسيين اللبنانيين مع مبادرته، ومحاولات البعض منهم الدؤوبة لهدم كل ما بَناه الفرنسيون على هذه المبادرة التي قدموها كفرصة أقرّ اللبنانيون أنفسهم بأنّها الوحيدة المتاحة لبناء أرضية إنقاذ للوضع اللبناني، الذي يجمع العالم كلّه بأنّه في حكم الميؤوس منه.

وأبلغت مصادر موثوقة أنّ نتائج المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية ميشال عون مع الكتل النيابية أُبلغت إلى الجانب الفرنسي، وصار الرئيس المكلّف مصطفى أديب وفريق التأليف الذي يقوده الرئيس سعد الحريري في أجواء هذه النتائج التي أظهرت تمسّكاً بالمبادرة الفرنسية من كل الكتل، وانقساماً في الرأي حول تسمية الوزراء حيث أكدت غالبية الكتل رفضها أن يُسمّى الوزراء من قبل طرف واحد. كما أظهرت ميلاً غالباً نحو المداورة، التي أكدت مصادر مطلعة بأنه يؤيّد من حيث المبدأ إجراءها، إنما شرط التوافق الوطني عليها.

وبرز موقف مغاير لـ«الثنائي الشيعي» الذي ذهب إلى بعبدا بوفدين منفصلين؛ أي النائب علي حسن خليل باسم كتلة الرئيس نبيه بري، والنائب محمد رعد باسم كتلة «حزب الله»، إنما بِنصّ موحّد يعبّران فيه عن الرفض النهائي للتخلّي عن وزارة المالية وكذلك رفض مصادرة حقهما في تسمية الوزراء.

وحسب المصادر فإنه «ليس لدى الجانب الفرنسي حتى الآن ما قد يجعله يعتبر أنّ المبادرة الفرنسية قد فشلت، بل بالعكس فإنّ باريس أرسلت في الساعات الأخيرة إشارات إلى كل الأطراف، بأنّها ماضية في مبادرتها، وأنّ الرئيس إيمانويل ماكرون شخصيا كان على متابعة حثيثة ومباشرة لدقائق وتفاصيل ما استجدّ على خط تأليف الحكومة، وجرى تقييم لأسباب تعثّر هذا التأليف. وتِبعاً لذلك، كانت باريس حاضرة بزَخم خلال الساعات الماضية عبر مروحة اتصالات واسعة، قيل إنّ رئيس الاستخبارات الفرنسية برنار إيميه كان حاضراً فيها، وشملت الأطراف المعنية بملف تأليف الحكومة، وكذلك الرئيس المكلف".

رسائل فرنسية لـ"حزب الله"
إذا كانت فرنسا أسفت “لعدم تمكن الزعماء السياسيين اللبنانيين من الالتزام بتعهداتهم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتشكيل الحكومة خلال 15 يوماً” فإن مبادرتهم تلك لم تعد مفهومة. صارت خاضعة للتأويل والتكهنات في ضوء ما يعتري تشكيل الحكومة من مطبات قد تطيح بالرئيس المكلف. المعضلة أن سلوك الفرنسيين لا يتطابق ومواقفهم. أقله في ما يتعلق بعلاقتهم مع “حزب الله”، فإعلان الثنائي الشيعي عدم مشاركته في الحكومة استنفر الفرنسيين ودفعهم إلى تطمينه بدليل إيجابية اللقاء الذي جمع النائب محمد رعد مع الرئيس إيمانويل ماكرون.

تعدد الرسائل التي تلقاها “حزب الله” من الفرنسيين لم تساعد في حل لغز الالتباس الحاصل في موقفه من سلوك الرئيس المكلف مصطفى أديب ومن يقف وراءه حيال تشكيل الحكومة. خلال الساعات الماضية حرص الفرنسيون على نقل رسالة مفادها “نحن لا نستهدفكم ولا يوجد لدينا مشروع ضدكم وكلامنا الطيب مع النائب محمد رعد خير دليل”.

في مكان ما يكتنف الغموض الجهود الفرنسية بالنسبة لـ”حزب الله”، فهل يتصرف والحريري كفريق واحد؟ وما هي حقيقة موقفه من رفض الحريري منح الثنائي الشيعي حقيبة المالية؟ ومن فوض الحريري إدارة تشكيل الحكومة؟ مثل هذه الأسئلة وغيرها وصلت إلى مسامع الفرنسيين مباشرة وبالواسطة لكن الإجابة عليها لم تقنع “حزب الله” والثنائي الشيعي. ربما ركن الفرنسيون إلى رغبة الثنائي بتكليف الحريري مجدداً تشكيل الحكومة وحين اعتذر أصروا على تبني من يختاره. عاش الحريري الحالة وأراد لعب الدور إلى نهايته. لم يدرس خطواته وابعادها وأن رهاناته ستخيب. وكأن الحريري لم يقتنع بعد ان “حزب الله” أقوى من هذه الألاعيب ولا تنطلي عليه، وفق تعبير مصادر مطلعة على موقف “الحزب”، التي لفتت إلى أنّ “حزب الله” يعتبر أنّ أسباباً عديدة أوصلت المبادرة الفرنسية إلى مأزق:

1 – الفريق الذي استغل هذه المبادرة ومعها العقوبات الأميركية لتحقيق إنقلاب سياسي في البلد يخرج من خلاله “حزب الله” من الحكومة محققاً بذلك الهدف الأميركي –الإسرائيلي، ويكون للشيعة تمثيل هزيل في الحكومة ولا يمثلهم تحت عنوان الاختصاصيين.
2 - العقوبات الأميركية.

3 - محاولة استغلال الظروف المالية والاقتصادية للقول إن من تسبب بهذه السياسات هو الثنائي الشيعي، ولو أن هذه القوى السياسية لا تتحمل وزر كامل الأزمة بل لها حصتها منها.
“حزب الله” إرتاب من إصرار الفريق المشكل للحكومة على سحب حقيبة المالية من الثنائي وتشكيل الحكومة بمفرده، وعلى تسمية الوزراء الشيعة ومن الاختصاصيين.

وتضاعف قلقه يوم زار الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري يبلغه أن وزارة المال لن تكون من حصة الشيعة، وحين رفض بري قال له الحريري سيتحدث إليك ماكرون!
يصر “حزب الله”، وفق المصادر المطلعة على أجوائه، على أن ما حصل يقارب الانقلاب على موازين القوى السياسية في البلد، ومحاولة عزل مكون سياسي وإخراجه من السلطة السياسية حاليا، أي تحقيق غايات سياسية في ظل موازين مختلفة.

 وحين استشعر الخطر تحدث إلى رئيس الجمهورية ميشال عون شارحاً رؤيته للأمور فأبلغه النائب محمد رعد صراحة: "إذا أردتم المداورة فلنضعها في سياق مشروع لا يقتصر على المالية فقط. ولماذا الإصرار على طرحها اليوم ومن باب تحميل اللازمة لفريق سياسي واحد"، وتابع رعد قائلاً: "لتكن المداورة في الرئاسات والوزارات ووظائف الفئة الأولى ومجلس القضاء الأعلى، وليتم وضعها ضمن أطر دستورية ونظام دستوري أما دون ذلك فإن هذا الفريق ومن خلال طريقته في إدارة الحكومة فيلعب بمصير البلد ويأخذه للمجهول”.

قد يهمك أيضًا

مصرف الرافدين العراقي يعلن دفع وجبة جديدة من سلف الموظفين ومنتسبي الداخلية

"الآلوسي" العراق هو الخاسر الأكبر من اتفاقية السلام تحول لساحة عبث وتصفية حسابات

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غضبٌ عارمٌ يسود الإليزيه وإيمانويل ماكرون مُحبَط لعدم تشكيل حكومة لبنانية غضبٌ عارمٌ يسود الإليزيه وإيمانويل ماكرون مُحبَط لعدم تشكيل حكومة لبنانية



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 17:16 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

عائلة سعودية تعيش في فناء المنزل هربًا من الحرائق اليومية

GMT 02:29 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أنس الزنيتي يؤكد سعادته بتتويج فريقه بلقب الكأس المغربي

GMT 01:06 2017 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أبوجرة سلطاني يحذر الحكومة من خطورة رفع الأسعار

GMT 03:04 2017 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

"آبل" تطلق جهاز iPhone X ذو التكنولوجيا الفائقة

GMT 09:51 2015 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

المطربة اللبنانية رشا تنتهي من أغنية "جايا الأيام"

GMT 13:19 2017 الخميس ,13 تموز / يوليو

تدهور حالة المغربي عبدالحق نوري نجم أياكس
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq