صحافي تونسي يترك مهنته ليصبح رحالة يجوب العالم
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

بحثًا عن ذاته وعن المعنى الحقيقي للسعادة والحرية والحياة

صحافي تونسي يترك مهنته ليصبح رحالة يجوب العالم

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - صحافي تونسي يترك مهنته ليصبح رحالة يجوب العالم

نقابة الصحافيين المصريين
تونس - العراق اليوم

غيّرت حادثة طلاقه حياته وعدلت بوصلة تفكيره، سليم الحاج إبراهيم، صحافي تونسي ترك عائلته ومهنته ووطنه ليجوب العالم بحثا عن ذاته وعن المعنى الحقيقي للسعادة والحرية والحياة.كيف يجب أن أعيش؟ هل أنا الشخص الذي أرسمه في ذهني أم أنا الصورة التي صنعتها العائلة والمجتمع والدين؟ هل أعيش لأجل نفسي أم لأجل الناس؟ أسئلة وجودية عديدة راودت ذهن سليم وأشعلت داخله فكرة السفر، ليخوض مغامرة مشوقة ومميزة مدارها الروح والذات.

رحال دون زاد

يقول سليم في حديث صحافي نقلا عن "سبوتنيك" إن "العائق الأول الذي اعترضني كان المال، لذلك بحثت عن الدول التي يمكن السفر إليها بتأشيرة غير مكلفة، ووقع اختياري أخيرا على تايلاند الزاخرة بالمعابد وبالروحانيات وبالثقافة البوذية الثرية".

500 دولار هي كل ما كان يملكه سليم لدى سفره إلى تايلاند، قبل أن يتخلى عنها لأجل سيدة مسلمة من بورما كانت تحتاجها من أجل إدخال ابنتها للمستشفى، ليجد بذلك سليم نفسه أمام تحدي آخر، هو مواجهة الحياة دون مال.

يتابع محدثنا "لم أتعاطَ مع الأمر بشكل سلبي، فكرت أنه عليّ توفير الطعام ومكان آمن للنوم، ووجدت الحل في التطوع، في تايلاند عملت في المطاعم والنزل والمقاهي، وكنت أحصل في المقابل على الأكل والسكن".

وفي أحيان كثيرة كان سليم يتوسد خيمته في الحدائق العمومية في تايلاند، ولم يكن الأمر يمثل إشكالا بالنسبة إليه، بل هو "حل منطقي لرحال لا مكان ثابت له".

يقول سليم إن وضعيته الجديدة علمته سياسة التقشف وكشفت له عن المعنى الحقيقي للحاجة، وجعلته يدرك الفرق بين ما نحتاجه وما نرغب به، وأن الحاجة ليست شيئا ثابتا وإنما هي مرتبطة بالمكان والزمان والوضعية الصحية والروحية.

يوميات بانكوك

رحلة سليم في العاصمة التايلاندية "بانكوك" كانت مليئة بالتجارب والمغامرة والأحداث التي يقول إنها شكلت منعرجا حاسما في حياته وغيرت مدار تفكيره، من ذلك تلقيه المساعدة من شاب اكتشف لاحقا أنه إسرائيلي الجنسية، ليخوض معه حوارا حضرت فيه مشاهد الحرب في فلسطين والمجازر التي ارتكبت على أرضها والانتهاكات التي مورست على سكانها، وطغت عليه قيم يقول سليم إنها "أعلى من القومية وأعلى من الانتماء الديني والطائفي والعرقي، وهي الإنسان".

في بانكوك عايش سليم حياة وثقافة مختلفتين عن بلده جعلتاه يفكر في كيفية تشكل الصور في أذهاننا ويتساءل هل هي نابعة من ذواتنا أم هي صور تزرع فينا ونتبناها لاحقا ونتعامل بها؟

ويتابع سليم "في بانكوك تعلمت أن الرائحة واللون ثقافة، فالأشياء التي أمقتها في بلدي لم تعد بالضرورة كذلك، فطعم الفئران والحشرات في بانكوك كان لذيذا رغم رائحتها التي بدت لي كريهة، علمني ذلك أن أمعن في النظر إلى الأشياء وأن أتحسس ذاتي وسط الكم الهائل من التراكمات".

من لاوس إلى ماليزيا... بالأوتوستوب

"ملاكا" جنوب غرب ماليزيا كانت المحطة الثالثة لسليم بعد لاوس التي قضى فيها شهرا يعمل كمتطوع، وقد دعاه إليها رحال تونسي تواصل معه قبل خوضه لتجربة الترحال.

يقول سليم "رحلتي إلى هذه الجزيرة كانت ممتعة وشاقة، لم أكن أملك المال لأركب الطائرة، فاعتمدت طريقة "الأوتوستوب" قطعت أكثر من 5000 كلم لأصل إلى ملاكا وقد استغرق ذلك مني سبعة أيام لم أنم خلالها سوى ساعات قلية، كنت متحمسا جدا فالرحلة إلى هناك كانت مثيرة".

ويتابع سليم "أحيانا كنت أركب مع سائق لا يفهم لغتي ولا اللغة الانجليزية فكنا نعتمد الإشارات، وفي أحيان كثيرة كنت أضل طريقي فيعيدني إليه سائقو الدراجات النارية".

في ملكا التقى سليم برحاليْن تونسييْن قادهما أيضا حب المغامرة والبحث عن الذات إلى خوض تجربة الترحال، كان الأمر بالنسبة له ممتعا.

يقول "أعاد لي هذا اللقاء العديد من الأحاسيس التي غابت وسط الذكريات ووسط الكم الهائل من الأحداث والتفاصيل التي أعيشها أثناء السفر".

العودة إلى تونس

العودة إلى تونس لم تكن ضمن خطط سليم القريبة، فتجديد جواز سفره هو ما قاده إلى الرجوع بعد سبعة أشهر أولى من السفر.

يذكر سليم لـ"سبوتنيك" أن الحياة في تونس لم تتغير "فالأزمة السياسية مستمرة والوضع الاقتصادي على حاله والناس يمارسون عملهم الروتيني المعتاد"، مستدركا "أنا فقط من تغير، صرت أنظر إلى الأمور بشكل مختلف وأصبحت أؤمن أنه يجب أن أكون جزءا من الحل".

يقول سليم "علمني السفر أن أنظر إلى الأمور بشكل مختلف، أصبحت أكثر رفضا لفكرة الحكومة ولفكرة أن مجموعة من الناس تملك بيدها رقاب الملايين، وبدأت العملية الانتخابية تبدو لي أكثر زيفا ومجرد وسيلة يعتمدها النظام العالمي لتمرير سياساته الاقتصادية".

لم يدم مكوث سليم في تونس طويلا، فالطاقة التي عاد بها بدأت تتآكل ورحلة البحث عن ذاته لم تكتمل بعد، ليعاود السفر مجددا إلى ماليزيا ومن ثمة إلى الفيتنام جنوب شرقي آسيا، رحلة آمن فيها الرحال التونسي بأن الحياة هي أن تعيش اللحظة وأن تتصل وتتواصل وتشارك، وأن المعرفة تبادل، وأن المكان والزمان الحقيقيين للإنسان هما داخله.

قد يهمك ايضا:

حرس مهرجان "كان" يمنع الصحافية كولديا إلير من الدخول لأغرب سبب

تعرف على قصة الصحافية التي زارت قاعدة تركيا في قطر

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحافي تونسي يترك مهنته ليصبح رحالة يجوب العالم صحافي تونسي يترك مهنته ليصبح رحالة يجوب العالم



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 20:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 02:30 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

شيري عادل تشترط أن يكون زوجها المستقبلي فنانًا

GMT 17:38 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

حصيلة قتلى الاحتجاجات في العراق تلامس الـ500

GMT 16:33 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

صاحب ورشة يقتل زوجته في "إمبابة" خنقًا صباح عيد "الأضحى"

GMT 13:25 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

غطاسة إيطالية تتمكن من الوصول إلى عمق بحري غير مسبوق

GMT 02:47 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

"فولكس فاغن" تستعد لطرح سيارتها T-Roc عام 2020

GMT 06:16 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

إبنة الرئيس دونالد ترامب تحتفل بأعياد الميلاد

GMT 23:29 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

حاتم العقيل يصمم عباءة نسائية بوحي من زهرة الزنبق

GMT 17:37 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

سامي الجابر يشيد باللاعب هتان باهبري

GMT 20:30 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

"المستقبل" اللبنانية تتوقف عن الصدور بنسختها الورقية
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon
iraq, iraq, iraq