إحصاء للمعارضة يؤكّد أنَّ أسهم الزواج بسوريات في مصر مرتفعة
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

نفى وجود حالات زواج بـ"مهور بخسة" كما هو متداول في الشارع

إحصاء للمعارضة يؤكّد أنَّ أسهم الزواج بسوريات في مصر مرتفعة

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - إحصاء للمعارضة يؤكّد أنَّ أسهم الزواج بسوريات في مصر مرتفعة

سوريات في مصر
دمشق ـ جورج الشامي

مازالت قضية الزواج من سوريات في مصر أحد أكثر القضايا جدلاً في الشارعين السوري والمصري، وضمن هذا الإطار قام أحد المواقع الإلكترونية التابعة للمعارضة السورية بأخذ عينة استقصائية، أفضت إلى نتيجة مفادها أن أسهم الزيجات من السوريات في مصر ما تزال مرتفعة، كما كانت دوماً. وأوضح الاستقصاء أنَّ "شباب نخبة المجتمع المصري كانوا يُفاخرون بالزواج من سُوريّات، لكن الظروف الراهنة أحاطت تلك الأسهم بمنغصات كثيرة، منها شعور المصريين بأنهم في موقعٍ أفضل من معظم السوريين، واستغلال الظروف الصعبة للكثير من العائلات السورية، لإقناعها بتزويج بناتهن بمهورٍ محدودة، لكنها دون شك لا تهبط إلى الحد الشائع بصورة مغلوطة بين المصريين، (500 جنيه مصري)، وهو حدّ اتضح بأنه وهمي، إذ أنه على ما يبدو كان نتيجة التعميم، بناء على حالات محدودة للغاية، لم يبرز مثالاً واحداً عليها رغم كثرة البحث".
وتضمن التقرير المنشور شهادات عدة، منها ما نقله المصري عمرو، الذي يعمل في مجال السياحة، وأكّد "خالتاي متزوجتان من سوريين، وكذلك شقيقي، وهم سعداء للغاية"، مشيرًا إلى حلمه بالزواج من سوريّة". وتابع "بصراحة لم أكن أظن أنني قادرٌ يوماً على تحقيق هذا الحلم، ولكن بعد لجوء عشرات آلاف السوريين إلى مصر، وتردي الأوضاع المعيشية لبعضهم، أصبح الزواج من السوريات أمرٌ متاحٌ، بتكاليف مقبولة وممكنة بالنسبة لشخص مثلي". ويوضح الحاج إبراهيم، وهو مصريّ يدير دُكانة في حي شعبي "الطلبات التي كان من الممكن للعائلات السورية أن تطلبها من رجلٍ مصريّ، يتقدم لخطبة ابنتهم، حينما كانوا مستقرين في بلدهم، تفوق قدرات معظم الشباب المصري، الذي يعزف عن الزواج بمصريات بسبب كثرة الطلبات". ويستطرد الحاج، الذي تعمل زوجته كواسطة بين عائلات سوريات وبين شباب مصريّ باحثٍ عن الزواج من سوريات "اليوم اختلف الوضع، والسوريون المقيمون في مصر، في جزء كبيرٍ منهم، يتساهل في طلباته، وإن كان ذلك أمراً لا يمكن تعميمه، لكنه تكرر مراراً".
ويشيع بين شرائح واسعة من المجتمع المصري بأن السوريين يُزوجون بناتهم بتكاليف بخسة للغاية، حتى أن الكثير من المصريين يخبرونك إنهم سمعوا بأنك تستطيع الزواج من فتاة سوريّة بـ 500 جنيه مصري فقط، (70 دولارًا)، لكننا لم نقابل أيَّة حالة واقعية حصلت بالفعل، تُثبت ذلك.
ونفى الحج إبراهيم بدوره صحة هذه المقولة، مؤكّدًا أن "السوريون يزوجون بتكاليف مقبولة، مقارنةً بما كانوا يشترطونه لبناتهم في سورية، لكن قصة الـ 500 جنيه هذه إشاعة، أو حالات محدودة، تم تعميمها بصورة خاطئة، كعادة المجتمع المصري، الذي يميل إلى التعميم بسرعة، ودون تدبّر".
وأكّدت سهام، وهي سوريّة مُقيمة في الغردقة المصرية، وتعمل في روضة للأطفال، أنَّ "المصريات مستاءات للغاية، فالكثير من أزواجهن يهددوهن بأنهم قادرون على الزواج عليهن من فتاة سوريّة بـ 500 جنيه مصري فقط، وهن يلُمنَنا على ذلك، لكنني لم أرَ أية عائلة سورية، أو شاب مصري، أكد حالات زواج بهكذا مهورٍ بخسةٍ، كل من يقول لك من المصريين ذلك، تسأله، هل رأيت بعينك حالات مشابهة، فيؤكد أنه سمع فقط، لكن لم يرَ".
ما سبق واقعٌ رصدناه بالفعل، فالسمعة التي تشاع على السوريات لا يوجد حالات تؤكدها، فبعد الكثير من البحث والاتصالات والأسئلة، لم نقع على حالة واحدة لزيجة بمهور بخسة كالتي تُذكر، لكن ذلك لا يُلغي حقيقة أن العائلات السورية تخلت عن الكثير من المطالب المُعتادة التي تُقدم للعريس في سورية، مُراعاةً للأوضاع المعيشية الجديدة، التي فرضت على شريحة واسعة من السوريين ضرورات التكيّف معها.
وأقرّت نجلاء، سوريّةٌ تعمل هي الأخرى في روضة للأطفال، بأنه عُرض عليها الزواج مراراً من مصريين، ولها شقيقة خُطبت بالفعل، وتساهلوا بالطلبات، مقارنةً بما كان شائعاً في سورية قبل لجوئهم، موضحة أنَّ "العريس المصري فرض علينا عاداتهم، والتي تُفيد بأن على الفتاة أن تُشارك بتجهيز المنزل مع العريس، وبالتالي لا يُدفع لها مهرٌ إلا إذا كانت مستعدة للمشاركة في شراء أثاث المنزل، لاسيما أغراض المطبخ، التي عادةً ما تشكّل الكهربائيات الثقل المالي الرئيسي فيها، وهي عادة لم تكن معروفة في المجتمع السوري، وكانت السوريات يدخلن منازل أزواجهن بمُهورهن كاملة، دون أن يصرفن منها مَليماً، إلا في سياق شراء مستلزمات العروس من ملابس".
وضعية أخرى أثّرت على السقف السائد لتكاليف الزواج من سوريات في مصر، تلك المُتعلقة بالأرامل أو المطلقات، لاسيما إن كنّ يصطحبن معهن أولادهن، مما يدفعهن للتساهل في قضايا المهر، والذهب، والعفش، والبيت، وسواه.
لكن في المقابل، تحظى السوريات في مصر بميزتين، لم تكونا سائدتين في المجتمع السوري، الأولى أن المصريّ يتقبّل الزواج من مُطلّقة ولديها أولاد، حتى لو كان عازبًا، شريطة ألا يدفع لها مهراً، والثانية أن المصريّ، في معظم الحالات، يتقبّل الزواج من سيدة تُقاربه في العمر، أو حتى تكبره ببضعة أعوام.
ويصر نجيب، أب لفتاتين سوريتين، وهو قادرٌ على تغطية تكاليف معيشة عائلته بشكلٍ مقبولٍ، على أن "قبول الزواج من مصريين في ظروفنا الراهنة، خطأ كارثي، لأن الزواج غير متكافئ، ويقوم على نظرة فوقية، نسبياً، من جانب المصريين"، ويشير إلى "هم ينظرون إلينا كلاجئين، ومشردين، وظروفنا المعيشية سيئة، لذلك يرونها فرصة يجب اقتناصها، وذلك في رأيي ابتزاز واستغلال، والزيجات المبنية على هكذا رؤية لا تتمتع بالمقومات السليمة".
ربما نجيب يملك رفاهية رفض تزويج ابنتيه إلا لسوريين، أو لمصريين بشروطٍ مُكلفة، كي يقدّروا قيمتهن، كما قال لنا، لكن سوريين كُثر لا يتمتعون بتلك الرفاهية، التي يحظى بها نجيب، ومنهم أبو خالد، الذي أخبرنا أن ظروفه المعيشية مُتعبة جداً، والعمل في مصر لا طموح فيه، والنجاح في هذه الظروف السياسية والأمنية المُضطربة التي تعصف بالبلد نادرٌ للغاية، لذا يعتقد أن التأفف والتعالي على شبان مصريين محترمين، لكنهم بظروف معيشية متوسطة، ستنعكس لاحقاً على بناته، اللواتي سيدخلن سنّ العنوسة، في ظروف لا يجد فيها الشباب السوريّ والمصريّ على حدّ سواء، الظروف التي تتيح لهم القدرة على تلبية متطلبات الزواج المبالغ بها أحياناً. ويبقى أن لكلٍ ظروفه ورأيه، لكن تجربتنا الاستقصائية في هذا المجال أفضت بنا إلى نتيجة مفادها أن "أسهم الزيجات من السوريات في مصر ما تزال مرتفعة، كما كانت دوماً".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إحصاء للمعارضة يؤكّد أنَّ أسهم الزواج بسوريات في مصر مرتفعة إحصاء للمعارضة يؤكّد أنَّ أسهم الزواج بسوريات في مصر مرتفعة



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 12:28 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير التخطيط الصومالي يفوز بعضوية مجلس الشعب

GMT 02:41 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

جميلة جميل تكشف عن جسدها البدين في فترة المراهقة

GMT 01:20 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

الدكتور مجدي بدران يكشف عن فوائد الصيام المتقطع

GMT 23:09 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عاطل يذبح زوجته الحامل في البحيرة

GMT 01:55 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

سعر الريال القطري مقابل اليورو الثلاثاء

GMT 07:47 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

"مرسيدس" تكشف عن تطوير سيارتها "بنز جي كلاس"

GMT 08:17 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

تركي آل الشيخ يكشف رسالة خادم الحرمين للرئيس السيسي
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq