بغداد - العراق اليوم
لم تنفع إقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لرئيس الخلية الأمنية الفريق الركن جميل الشمري، كما لم تنفع الاستقالة التي تقدم بها محافظ ذي قار مساء أمس، في تهدئة النفوس وحجم الغضب الشعبي العارم الذي يجتاح مشاعر السكان في محافظة ذي قار وخاصة مركزها مدينة الناصرية في أعقاب المجزرة التي ارتكبتها القوات الأمنية أول من أمس، وأدت إلى مقتل وإصابة ما لا يقل عن 250 متظاهرا.
وردا على المجزرة التي ارتكبتها القوات الأمنية ليلة الخميس، أبلغ ناشطون في الناصرية أن المتظاهرين هاجموا أمس أحد مقرات أفواج الطوارئ في منطقة المنصورية القريبة من مركز المدينة وقاموا بإحراقه، كما قاموا بإحراق 7 عجلات تابعة لقوات الأمن على الطريق العام في المدينة. وساد الشعور بالحزن والغضب أجواء المدنية التي أعلنت الحداد ثلاثة أيام على ضحايا. وأغلقت غالبية المحال أبوابها أمام المتبضعين وتعطلت جميع الدوائر الحكومية. وتخشى بعض الاتجاهات الاحتجاجية من خروج التظاهرات عن السلوك السلمي وتحولها إلى حمل السلاح ضد القوات الأمنية، نظرا لحجم القسوة المفرطة التي تنتهجها القوات الأمنية ضد المتظاهرين.
ويؤكد الناشط في الناصرية نور الغالبي «شعور بعض المتظاهرين بالغضب والحيف الشديد والإعلان عن رغبتهم بالتخلي عن الطابع السلمي». يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيرين في الناصرية بدأوا يتساءلون بشكل جاد، لماذا نلتزم السلمية ونحن نتعرض لشتى أنواع الضرب بالرصاص الحي ويموت منا العشرات ويصاب المئات؟». ومع ذلك، والكلام للغالبي، «غالبية المتظاهرين ما زالوا مع التزام الجانب السلمي لأنهم يعتقدون أن السلطة والجهات المتحالفة معها تسعى لإثارة الناس بهدف دفعهم إلى العنف وبالتالي يسهل أمامهم عملية القضاء على التظاهرات بذريعة خروجها عن الإطار السلمي».
ونفى الغالبي ما تردد عن لجوء بعض العشائر والمتظاهرين إلى حمل السلاح، ويؤكد أن «المطلب الأساسي للجميع هو محاسبة رئيس خلية الأزمة المقال الفريق الركن جميل الشمري ويحملونه المسؤولية الكاملة عن المجزرة، وقد قام المتظاهرون بملاحقته بعد هروبه إلى قاعدة الإمام علي العسكرية لكنه تمكن من مغادرتها».
ويشير إلى أنه ونتيجة لغضب المتظاهرين الشديد «استمرت اليوم المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين وتسببت أيضا بسقوط قتلى وجرحى، الأمور غاية في التعقيد والناس تبحث عن الأخذ بثأر أبنائها الذين قتلوا ولن يقبلوا بأقل من محاكمة القادة والعسكريين المتورطين بالدماء».
ويؤكد الغالبي: «استمرت القوات الأمنية بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين رغم الأوامر التي تصدرها القيادات الأمنية».
وفي تطور لاحق من عصر أمس، أفادت الأنباء الواردة من الناصرية عن إعلان قائد شرطة محافظة ذي قار محمد زيدان القريشي، استقالته من منصبه بعد نحو أسبوعين على تسلمه المنصب. كان القريشي ظهر أمس في شريط فيديو وهو يعلن أوامره بمنع إطلاق النار في الناصرية بعد اتفاق مع شيوخ العشائر.
قد يهمك ايضا
علي السيستاني يطالب القوى السياسية الاستجابة لمطالب المحتجّين العراقيين
مسعود بارزاني يرد على الإساءة التى تعرض لها على السيستاني من قبل رجال دين
أرسل تعليقك