عمان - عادل سلامة
انتهت الجلسة الأولى من جلسات القمة العربية في دورتها 28 والتي تقام على ضفاف البحر الميت، وتحدّث عدد من الملوك والزعماء والرؤساء في الجلسة الأولى بعد أن تسلّم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني رئاسة القمة العربية، وأوضح رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج، أن الأمة العربية تعيش تطورات سياسية هامة وخطيرة، مشيرًا إلى أن اتفاقات الصحراء أصبحت مرجعًا للحلول السياسية في ليبيا وتعمل حكومة الوفاق الليبية مع كافة الأطراف.
ودعا السراج إلى وقوف العرب إلى جانب ليبيا والتحلي بالشجاعة والشفافية للوصول إلى حلول سياسية وفق المبادرة المقدمة من مصر والجزائر وتونس وان تتدخل الأطراف العربية بإيجاد حلول للوضع الليبي، مؤكّدًا حرص ليبيا على مكافحة ومحاربة الإرهاب والتطرف، مشيرا إلى أن القوات الليبية استطاعت القضاء على الإرهاب في سرت، وتم التوافق حول بعض الخروقات في العاصمة طرابلس وحلتها الحكومة وتسير الأمور الأن على طبيعتها، ومشيرًا إلى أن ليبيا تتطلع إلى ما سيصدر من قرارات عن القمة العربية لإيجاد حلول إيجابية لتطورات الوضع في ليبيا، ودعوة قيادة مجلس النواب إلى التراجع عن موقفه، مجددًا دعم ليبيا للقضية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية استنادا إلى مبادرة السلام العربية.
وأشار رئيس جمهورية جيبوتي عمر حسن جيلي إلى أهمية العمل على إيجاد حلول للتحديات التي تفرضها هذه الأوضاع من خلال تبني انجع السبل العملية للتصدي لكل التحديات والتهديدات والمخاطر التي تواجه الأمن القومي العربي، موضحًا أنّ القضية الفلسطينية ما زالت هي القضية المركزية في عملنا العربي المشترك، مؤكدا تجديد الجهود للمضي قدما لدعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الإسرائيلي، ومضيفًا أنّ الحل الوحيد للازمة السورية هو الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري والمحافظة على وحدة أراضيه وصون استقلالها ويعيد لها الأمن والاستقرار ، مثلما اكد دعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا ودعم الأطراف الليبية في السعي الحثيث لاستكمال بناء الدولة وصولا إلى حل سياسي يحقق تطلعات وآمال الشعب الليبي، فضلا عن دعم الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي واستكمال الحوار في اطار المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما يحفظ وحدة الأراضي اليمنية.
وقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن اليمن لم تتعرض لمحاولة انقلاب سياسي فقط بغرض الإطاحة بنظام شرعي منتخب والمجيء بآخر انقلابي، بل تم استهداف العملية السياسية الانتقالية التي اقترحتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتمثلت أخيرا بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور الاتحادي الجديد، مضيفًا أن الحديث عن مجرد حصر الضحايا لن يحل المشكلة ما لم نتعامل مع الأسباب الموضوعية التي أنتجت هذا الوضع المركب والجذر الحقيقي لهذه الحرب وفق القانون الدولي والمسلمات الإنسانية وحقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية في معاقبة المتسببين والضرب على أيديهم بصورة جادة وفاعلة، وموضحًا أنّه "بعد عامين كاملين على عاصفة الحزم أتقدم بالشكر والتقدير إلى التحالف العربي على موقفهم الكبير من شعب اليمن وحكومة اليمن، وأننا اليوم على مشارف النصر الكبير إن شاء الله، ولمن يقول إن الحرب قد أخذت وقتاً طويلاً نقول بوضوح أن حجم التآمر والإعداد له كان طويلاً وعميقاً، ولكننا بتنا اليوم قاب قوسين أو أدنى من النهاية".
وأكد هادي على حاجة الحكومة اليمنية إلى الدعم والمساندة الكبيرة لاستعادة الدولة وتثبيت الأمن والتغلب على التحديات الأمنية والاقتصادية الكبيرة التي تواجهها في ظروف ما بعد الحرب، وجهود إعادة الإعمار وإزالة آثار الحرب المادية والنفسية والاجتماعية وفي كافة المجالات، ودعم خطط هزيمة القوى الإرهابية الظلامية، والوقوف صفاُ واحداً لمواجهة الإرهاب والتطرف واجتثاث جذورهما الفكرية والثقافية والمادية واستئصال كل مظاهره ورموزه وتفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، فاليمن واحدة من الدول التي تتعرض لحملة شرسة من قبل الجماعات والمليشيات الإرهابية وتواجه هذا الخطر وتحتاج إلى المساندة العربية والدولية.
وأكد رئيس جمهورية القمر المتحدة عثمان غزالي أهمية دور الملك عبدالله الثاني في تفعيل العمل العربي المشترك، معبرًا عن تقديره للأردن أيضا حكومة وشعبا على حفاوة الاستقبال والتنظيم، موضحًا أن التحديات التي تواجهها الأمة العربية تتطلب توحيد صفنا ولم شملنا للوصول إلى حلول لهذه التحديات، وداعيًا إلى أهمية تمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق مطالبه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة التي تتمتع بأمن وسلام.
وأفاد ممثل رئيس الجمهورية الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، أن آفة الإرهاب "أصبحت تضرب بظلالها جميع مناطق العالم بدون استثناء، مؤكدا أهمية التنسيق والتعاون مع المجتمع الدولي لمواجهته ووضع استراتيجية دولية تحت إشراف الأمم المتحدة لدحره وتجفيف جميع منابع تمويله، مشددًا على الحلول السياسية السلمية التوافقية لتمكين الشعوب من صياغة مستقبلها وتقرير مصيرها وتحقيق تطلعاتها المشروعة في الحرية والكرامة والديمقراطية في كنف الأمن والاستقرار، وبما يضمن الحفاظ على سيادة دولها ووحدة أراضيها".
ودعا بن صالح، إلى منح الجامعة العربية هامش الثقة والإمكانيات التي تفسح لها المجال في إحداث التغيير المنشود، ومراعاة مبدأ المساواة بين أعضاء جامعة الدول العربية واحترام سيادتها ولم شملها حفاظا على مصداقية العمل العربي المشترك، وجدد المواقف الداعم للشعب الفلسطيني لاسترجاع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشريف، إضافة إلى الدفع بمسار الحل السياسي وتكريس الحوار الشامل والمصالحة الوطنية بين جميع الأطراف الليبية، ودعم مسار الحل السلمي للازمة السورية، ودعوة الفرقاء اليمنيين لطي صفحة الاقتتال والحروب وتبني الحوار والحل السياسي والمصالحة.
أرسل تعليقك