كوتشو قرية حاول تنظيم داعش المُتطرِّف مسحها عن الخريطة
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

"كوتشو" قرية حاول تنظيم "داعش" المُتطرِّف مسحها عن الخريطة

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "كوتشو" قرية حاول تنظيم "داعش" المُتطرِّف مسحها عن الخريطة

تنظيم "داعش" المتطرف
بغداد - العراق اليوم

تسرَّبت أنباء عن واحدة من أسوأ ما شهدته الحالة في شمال العراق من اعتداءات في الأسابيع التي تلت بدء مقاتلي تنظيم "داعش" هجومهم على المدن والقرى في المناطق المحيطة، حيث قتل العشرات واختطف المئات على يد مقاتلي "داعش" في كوتشو، وهي قرية صغيرة تبعد نحو 15 كيلومترًا جنوب بلدة سنجار.

وشكَّلت هذه الفظائع الجديدة تذكيرا مريرا بضراوة تقدم "داعش"، فمنذ 3 أغسطس/آب، عندما بدأت الجماعة المسلحة مسيرتها نحو السيطرة على الأراضي المحيطة بسنجار، اضطر عشرتنظيمات الآلاف من اليزيديين إلى الفرار من منازلهم وقتل المئات واختطف الآلاف.

وبعد يومين من البحث، وجدت، في نهاية المطاف، بعض الناجين من الهجوم على كوتشو ممن تمكنوا من الفرار من المناطق التي تسيطر عليها "داعش". وهم مصابون بجروح وقلقون ومرعوبون من مصير عائلاتهم. قالوا لي إن العشرات من أقاربهم وجيرانهم قتلوا وليس لديهم أخبار عن أسرهم وعن القرويين الآخرين، وهم لا يعرفون ما إذا كان آباؤهم وأطفالهم وأشقاؤهم أحياء أم أمواتا.

الناجون يروون ما شاهدوا من رعب
قال إلياس، وهو ممرض يبلغ من العمر 59 عاماً، لي: "في الساعة 11- 11.30 (الجمعة 15 أغسطس/آب)، دعت "داعش" جميع السكان إلى المدرسة الثانوية، التي اتخذتها مقراً لقيادتها منذ جاءت إلى القرية قبل أسبوعين. وهناك طلبوا منا تسليم أموالنا، وهواتفنا المحمولة، ومن النساء تسليم المجوهرات الخاصة بهن. وبعد حوالي 15 دقيقة، جلبوا المركبات وأخذوا بملئها بالرجال والفتيان. ودفعوا نحو 20 منا إلى الجزء الخلفي من سيارة بيك اب "كيا"، وأخذونا نحو كيلومتر واحد إلى الشرق من القرية. ثم أنزلونا من السيارة عند البركة وجعلونا نزحف على الأرض متراصين وقام أحدهم بتصويرنا. ظننت أنهم سيطلقون سراحنا بعد ذلك، لكنهم أطلقوا النار علينا من وراء ظهورنا. أصبت في ركبتي اليسرى، ولكن الرصاصة جرحت ركبتي فقط"، ثم أراني ثقباً بحجم رصاصة في سرواله، عند ركبته المصابة.

"أسقطت نفسي إلى الأمام، كما لو كنت قد مت، وبقيت هناك ووجهي للأسفل دون حراك. وعندما توقف إطلاق النار ظللت دون حراك. وبعد مغادرتهم، لذت بالفرار. كان خمسة أو ستة آخريو كانوا على قيد الحياة، وهم أيضاً فروا من المكان. بينما لقي البقية جميعهم مصرعهم. أنا أعرف اثنين منهم، كانا بجواري: وهما خضر ماتو قاسم ، البالغ من العمر 28 سنة، وصلاح موكري رافو، حوالي 80 عاماً. لا أعرف الآخرين؛ كنت خائفا جداً من النظر حولي، ولم أستطع أن أركز. أنا لا أعرف ما حدث لعائلتي، لزوجتي وأطفالي السبعة، وزوجة ابني وطفليهما؛ لا أعرف إذا كانوا أحياء أو أموات، ولا أعرف مكانهم. ولا يمكن الاتصال بأي شخص، لأنهم أخذوا هواتفنا النقالة".

خضر، وهو طالب عمره 17 سنة، قال لي إنه كان أيضاً ضمن أول مجموعة من الرجال والشبان الذين حشدوا في المركبات وأخذوا إلى ضواحي القرية لقتلهم.

قال: "لم يكن هناك نظام، ملأ "داعش" المركبات عشوائياً. أنا وابن عمي، غالب إلياس، دفعنا إلى نفس السيارة. وكنا بجوار بعضنا البعض عندما مددونا على الأرض. وقد قتل. كان في نفس عمري، ويعمل كعامل مياومة، في البناء غالباً. ليس لدى أي أخبار عما حدث لوالدي وإخوتي الأربعة وشقيقاتي الست. هل قتلوهم؟ هل اختطفوهم؟ أنا لا أعرف شيئاً عنهم".

وقال ناجٍ ثالث، واسمه خلف، وعمره 32 سنة، وهو آب لثلاثة أطفال صغار:
"كنت في المجموعة الثالثة. وقبلي، أخذت "داعش" مركبتين مملوءتين بالرجال والشباب. تم اقتيادنا لمسافة قصيرة جداً إلى الشرق، ربما 200-300 متر. ولم يكن هناك آخرون في المكان الذي نقلنا إليه. كنا 20 أو 25 محشورين في الجزء الخلفي من البيك آب، لا أعرف على وجه اليقين. وعندما وصلنا إلى هناك جعلونا نقف في صف واحد، ثم صاح أحدهم 'الله أكبر'! وتلا ذلك إطلاق رصاص. ربما كان هناك 10 منهم (داعش) ولكنهم كانوا وراء ظهورنا، لا أعرف كم عدد من فتح النار منهم. وقد أصبت مرتين، في الفخذ الأيسر والساق اليسرى.

"بعد توقف إطلاق النار، سمعت المركبات تغادر ونهضت مع رجل آخر وهربنا. ذهبت في اتجاه، وهو في آخر. لا أعرف أين هو الآن. لا أعرف مكان أحد، لا أولادي، ولا عائلتي. أين هم؟ هل أمسكوا بههم؟ كيف يمكنني العثور عليهم؟...كان بين أولئك الذين قتلوا قريبي أمين صلاح قاسم، شقيق إلياس (الممرض الذين نجا من قتل المجموعة الأولى)، وابنه عاصم، وعمره بين 10-12 سنة، وسبعة آخرون أعرف أسماؤهم و10 أو 12 آخرين لا أعرف اسماءهم، لأني لم أتمكن من الرؤية بشكل واضح. كنت مرعوباً؛ أبقيت رأسي منخفضاً، وعندما عم الهدوء وتيقنت من أنهم رحلوا جريت بعيداً ".

عدد القتلى غير معروف
لم يعرف العدد الإجمالي للقتلى في كوتشو. فوفقاً للناجين الثلاثة الذين قابلتهم، بعد تجميع القرويين في المدرسة المحلية، أخذ مقاتلو داعش ما لا يقل عن ثلاث مجموعات من الرجال والفتيان لقتلهم، 20- 25 في كل مره. وقتل معظم الرجال والفتيان في المجموعتين الأولى والثالثة، في حين يعتقد أن ما بين ستة وثمانية تمكنوا من الفرار. ومن غير المعروف ما إذا كان أي شخص من المجموعة الثانية قد نجا، وكان عددهم أيضاً 20- 25 شخصاً. ولا يعرف كم مجموعة أخرى تعرضت للمصير نفسه. وثمة تقارير تفيد بأن مئات من الرجال والنساء والأطفال من كوتشو نقلوا إلى تلعفر -في منتصف الطريق بين سنجار والموصل- حيث تحتجز مجموعات "داعش" المدنيين المختطفين الآخرين من اليزيديين. ولكن هذا لم يتم التأكد منه حتى الآن.
وطبقاً لرواية سكان من كوتشو كنت على اتصال معهم قبل الاعتداء عليهم أن عدد سكان القرية كان أكثر من 1200. وانقطع الاتصال معهم منذ يوم الجمعة. بينما لا يزال أقاربهم الذين يعيشون في أماكن أخرى غير قادرين على الاتصال بهم، وهم قلقون جداً على سلامتهم.

وظلت كوتشو محاصرة من قبل مجموعات "داعش" منذ سيطرتها على منطقة سنجار في 3 آب/أغسطس، وظل الاتصال مع السكان منذ ذلك الحين صعباً.

وأبلغني ناجون من مجزرة يوم الجمعة الماضي أن مقاتلي "داعش" شددوا من ضغوطهم منذ أسبوع، بعد أن تمكن سكان قرية الحاتمية القريبة، المحاصرة بالمثل من قبل "داعش"، تمكنوا من الفرار، قالوا: "منذ ذلك الوقت، أصبحت المراقبة لنا أكثر تشدداً. فلم نستطع الذهاب إلى أي مكان أو القيام بأي شيء. فقط بقينا في بيوتنا. دعتنا داعش في البداية إلى أن نهتدي [لننضم إلى المذهب الخاص بالمجموعة الأصولية المسلحة من الإسلام السني]، ولكن في وقت لاحق قالوا لنا إننا لسنا مضطرين إلى ذلك إذا كنا لا نريد، وإنه لن يحدث لنا شيء، لكننا كنا خائفين".

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

القوات الأميركية في العراق تكشف تفاصيل عمليتها العسكرية في نينوى

العثور على مقبرة جماعية تضمّ رفات 80 أيزيديًّا في بلدة سنجار

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كوتشو قرية حاول تنظيم داعش المُتطرِّف مسحها عن الخريطة كوتشو قرية حاول تنظيم داعش المُتطرِّف مسحها عن الخريطة



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:12 2020 الثلاثاء ,05 أيار / مايو

تنسيقات كاجوال من رانيا شهاب

GMT 07:29 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

دراسة تكشف أن ألعاب الأطفال فيها مواد خطيرة

GMT 23:20 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

سعر الريال السعودي مقابل دولار أمريكي الاثنين

GMT 05:48 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

5 رحلات سياحية لا ينبغي عليك تفويتها العام المقبل

GMT 09:28 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

شاكيرا تنفي انفصالها عن جيرارد بيكيه بطريقتها الخاصة

GMT 18:51 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

منتخب سيدات تونس يتلقى الهزيمة الرابعة في مونديال اليد

GMT 05:38 2014 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

طبيب سعودي ينجح في زراعة سماعة من نوع "باها"

GMT 02:57 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنى عسل تؤكد أن برنامجها الجديد على "أون لايف " سيكون مفاجأة

GMT 05:11 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طرق الوقاية من "الصدفية" فى الشتاء

GMT 06:34 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

زوزو نبيل التي لا يعرفها أحد

GMT 08:13 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

عسير تودع فراشة الإعلام أم كلثوم عن 42 عامًا

GMT 00:57 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

سهير رمزي تؤكد أنها فوجئت بدورها في "قصر العشاق"

GMT 16:36 2014 السبت ,01 آذار/ مارس

اللفت يساعد في علاج الحساسية

GMT 11:20 2015 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

حمام أمونة الدمشقي يجمع بين التراث والحداثة

GMT 03:42 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

ريهام حجاج حبيبة عمرو سعد في "وضع أمني"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq