كردية تنتظر عودة 26 من أسرتها فقدوا قبل أكثر من 35 عامًا
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

كردية تنتظر عودة 26 من أسرتها فقدوا قبل أكثر من 35 عامًا

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - كردية تنتظر عودة 26 من أسرتها فقدوا قبل أكثر من 35 عامًا

عملية اقالة عبد المهدي
بغداد- العراق اليوم

سامية خسرو الكردية الشيعية تشير إلى صور أفراد من عائلتها فقدوا قبل أكثر من 35 عاما خلال مقابلتها مع وكالة فرانس برس في بغداد في 28 آب 2019، فعلى منضدة خشبية تغطي جداراً كاملاً في مدخل غرفة الجلوس، تفرد سامية خسرو 26 صورة لأقربائها الذين خرجوا ولم يعودوا منذ أكثر من 35 عاماً، وتوقد شموع الانتظار على غرار آلاف العائلات التي لا تزال تنشد مصير مفقوديها.
تقول خسرو وهي كردية فيلية (شيعية) تبلغ من العمر 72 عاماً، لوكالة فرانس برس “لغاية اليوم ننتظر. إلى أن نستلم عظامهم، في ذلك اليوم يمكن أن نقول إنهم ماتوا”. تشير تقديرات حكومية إلى أن أعداد المفقودين بين العامين 1980 و1990، جراء القمع الذي كان يمارسه نظام صدام حسين، بلغت نحو 1,3 مليون شخص. فمنهم من أعدم، ومنهم من فارق الحياة في السجون، والآخر غيّب في ليالٍ حالكة. غير الأسرة الضيّقة، لسامية خسرو، التي كانت نائبة في البرلمان في العام 2005، هناك أكثر من مئة مفقود في العائلة الكبيرة. تعتبر تلك السيدة الأنيقة التي لا تزال تهتم بمظهرها ولباسها حتى اليوم إن الذنب الوحيد لهؤلاء أنهم كانوا ينتمون إلى دين وقومية معينة خلال تلك الحقبة.
تقول: “هل أنا قلت لرب العالمين أن يخلقني كردية؟ أو أن يكون مسقط رأسي العراق؟ أو شيعية؟ هذا ليس ذنبي، هذا إرث، فهل أعاقب عليه؟”.
خسارتها مضاعفة. فزوجها سعدون أيضاً ضحية الفقد. وهو الذي خسر أخاً لم يسمع عنه شيئاً مذ كان شاباً، وآخر أجبر على ترك البلاد قبل 45 عاماً خوفاً من المجهول. اليوم، تعرب خسرو عن خوفها من أن تموت القضية مع رحيل جيلها. تقول وهي تكفكف عبثاً دموعها التي لا تنضب “نحن سنرحل. لكن هل ستكون حرقة من يأتون بعدنا كحرقتنا؟ نحن عايشناهم وربيناهم على أيدينا”.
هذا الخوف يعززه التباطؤ الحكومي في تناول هذا الملف الذي يمكن التطرق إليه بشكل كبير اليوم في العراق، مع الهدوء النسبي الذي تعيشه البلاد بعد عقود من الحروب والعنف.
ولا تزال القوات العراقية تعثر بين فينة وأخرى على مقابر جماعية في محافظات عراقية مختلفة. وتحوي تلك المقابر على ضحايا للإرهابيين، وآخرين قتلوا خلال الحرب الإيرانية العراقية، أو خلال غزو العراق للكويت.
وسلمت السلطات العراقية إلى الكويت مؤخراً رفات نحو 50 شخصاً، لإجراء فحوص الحمض النووي للتأكد من أنهم كويتيون.
رغم ذلك، لا يبدو أن السلطات تسعى لبذل جهود كافية في هذا الإطار، إذ تشير خسرو إلى أنه من خلال عملها على ملفات أفراد عائلتها، اكتشفت غياب التمويل “حتى لمدير المقابر الجماعية. تخصيصاته المالية صفر دينار (…) وعليه، نحن اليوم نراهن على مساعدة المنظمات الدولية”.
وفي هذا الصدد، تشير اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن العراق واحد من البلدان التي تضمّ أكبر عددٍ من المفقودين، فكلّ أسرة في العراق عمليًّا إمّا لديها مفقود أو تعرف أُسَرًا فُقِد ذووها.
وتقول المتحدثة باسم المنظمة الدولية في العراق سلمى عودة لفرانس برس إن “العدد يقدر بمئات الآلاف. رسالتنا للحكومة، هو أن العائلات تستحق المزيد من الجهود لإغلاق هذا الملف ربما يوماً ما”. بعيداً عن هوية المفقودين أو كيفية وزمن حدوثه، يبقى ألمه مشتركاً.
فلا تزال روناك محمد (63 عاما)، تنتظر حتى اليوم زوجها الذي خرج للمرة الأخيرة في العام 1982، ولم يعد.
داخل منزلها في حي الأسرى والمفقودين، الذي يضم عائلات كثيرة فقدت ذويها، في محافظة كركوك شمال بغداد، تفتح روناك ألبوم صور بالأبيض والأسود، وتعود بذاكرتها إلى يوم زفافها.
تقول لفرانس برس إن زوجها طلب كاحتياط عندما كان يعمل في شركة نفط الشمال، “خرج، ولم استعد منه إلا ساعة يده وخاتم زواجنا”.
لم تسمع روناك أي خبر عن والد أطفالها الثلاثة منذ ذلك اليوم، و لم يؤكد أحد مقتله.
لكن أكثر ما يحزّ في نفسها أن ابنتها التي كانت حينها تبلغ 20 يوماً “لا تعرف والدها. فقط من الصور، ويزورها في منامها”. في الحيّ نفسه، أسكتت زينب جاسم ماكينة خياطتها إلى الأبد، يوم خسرت شريكتها، والدتها التي اختطفها تنظيم داعش في العام 2014.
كانت بشرى تنقل ثياباً خاطتها إلى زبائنها في الحويجة، ومن المفترض أن تعود حاملة خضاراً وفاكهة بما جنته. لكن القدر كان مغايراً. أنزلها المسلحون من الباص الذي كانت تستقله مع آخرين، واقتادوها إلى جهة مجهولة. تقول زينب “اتصلوا بنا، وسألونا إذا ما كانت أمي تنقل معلومات” عن التنظيم، ويومها عرفت العائلة أن الوالدة خطفت.
تخنق العبرات زينب وهي تستذكر أن تلك الفترة كانت عيد الأضحى. تقول “العيد أربعة أيام، لم نحتفل به. كنا نأمل ونقول ربما ستعود غداً… ربما ستعود في العيد”.

قد يهمك ايضا:

الرئيس الأفغاني يعلن عن وقف جديد مشروط لإطلاق النار مع "طالبان

المسلحون الانفصاليون في كشمير يغتالون قياديًا في الحزب الهندي الحاكم قبيل الانتخابات

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كردية تنتظر عودة 26 من أسرتها فقدوا قبل أكثر من 35 عامًا كردية تنتظر عودة 26 من أسرتها فقدوا قبل أكثر من 35 عامًا



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:35 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 17:57 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

دار كليوباترا تصدر ديوان "نوستالجيا" لـ محمد صلاح

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

استعراض سيارة بيجو 308 في مظهرها الفخم الجديد

GMT 03:09 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

السعودية تطلق تأشيرة في 3 دقائق لزوار "موسم جدة"

GMT 06:42 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

هيلاري داف تظهر أنيقة في استوديو سيتي

GMT 08:39 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهاجرون مغاربة يغتصبون فتاة إسبانية داخل مصعد

GMT 19:16 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح مميزة لترتيب وتنظيف "غرفة المعيشة" مع حضور الأطفال

GMT 22:37 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

خطوات لتوضيب خزانة الملابس استقبالًا لفصل الشتاء

GMT 12:29 2018 الأحد ,22 تموز / يوليو

مجاهد يكشف تمسك الجانبين بخوض "السوبر"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq