شواطئ إيطالي تغري الغزيين للموت عليها
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

شواطئ إيطالي تغري الغزيين للموت عليها

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - شواطئ إيطالي تغري الغزيين للموت عليها

شواطئ إيطالي تغري الغزيين للموت عليها
غزة ـ محمد أبو شحمة

الهروب من الموت حربًا وفقرًا إلى الموت غرقًا، أصبح حلمًا يراود الشباب الغزي للتخلص من واقع لا يخلو من الموت بكل تفاصيل حياتهم اليومية، فبعد حرب استمرَّت 51 يومًا وحروب سبقتها وحصار دام  8 سنوات لم تُكتب نهايته بعد، لا يجد الشباب غير البحر سبيلًا يوصلهم إلى حلم الحياة الآمنة في أوروبا.

ويسلك المهاجرون من غزة -ومعظمهم من الشباب- الأنفاق ومن ثم ينتقلون للهجرة على أيدي عصابات من المهربين مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 3500 و 4000 دولار للشخص الواحد، وبعد المرور من تحت "أرض الموت" كما يطلق عليها البعض يتوجب عليهم أن يتخطوا الحواجز الأمنية في سيناء.

ويحتاج هؤلاء إلى بضعة أيام كي يصلوا إلى شواطئ الإسكندرية بأمان، هناك يستقبلهم "سمسار" آخر ليضعهم في قارب تبدأ معه رحلة حلمهم للتغرُّب في أوروبا بعيدًا عن هموم الحصار والحروب المتتالية في غزة.

أحد المهربين الذين يساعدون الشباب على الهرب ، وهو من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، يؤكد أنَّه بعد تهريب الشباب المهاجر عبر الأنفاق يأتي ضابط مصري يكون قد تلقى مبلغًا من المال، ثم يضع على الجواز الفلسطيني ختم مزيف حتى يظهر أنَّهم دخلوا بطريقة شرعية. في رفح المصرية تستقبلهم سيارة تذهب بهم إلى مدينة الإسكندرية وفيها يبقون داخل شقة لا يخرجون منها حتى تحين ليلة الهجرة المناسبة للإبحار.

السفينة التي تقل الشباب على ظهرها، تبحر مدة خمسة أيام، وتنقلهم بمخاطرة شديدة إلى سفينة أخرى غيرها، لإيصالهم لمنطقة قريبة من الشواطئ الايطالية قبل أن تنزلهم في البحر لإكمال المسافة المتبقية سباحة باتجاه الشواطئ، رغم وجود أطفال ونساء من ضمن المهاجرين على ظهر المركب.

الشاب صابر عطية من سكان مدينة غزة عاد إلى قطاع غزة مساء الثلاثاء الموافق 23/9/2014 بعد احتجازه 12يومًا في السجون المصرية ليروي لـ"العرب اليوم" تفاصيل حكاية الهجرة التي قام بها هو ومجموعة كبيرة من الشباب من قطاع غزة قبل أن تلقي قوات البحرية المصرية القبض عليهم على حدود المياه الإقليمية.


صابر والذي بدا عليه الإنهاك والتعب جراء رحلة البحث عن الحياة يقول "خرجت أنا ومجموعة من أصدقائي إلى مصر عبر الأنفاق بعد الاتفاق مع أحد المهربين وفى نهاية النفق وجدنا ضابط مصري ختم لنا جوازات السفر بختم مزوَّر حتى يسهل علينا المرور من الحواجز الأمنية في طريقنا إلى مدينة الإسكندرية ، ثم توجهنا إلى مدينة العريش ومكثنا فيها ليوم ثم تحركنا في باص إلى مدينة الإسكندرية.

ويتابع صابر " من مدينة الإسكندرية بدأت الحكاية، انتظرنا عدة أيام في شقة سكنية للمهرب حتى يكتمل عدد المهاجرين وتحين الظروف لخروج المركب في طريقها إلى الحلم الذي كنَّا نسعى إليه وهو الوصول إلى أوروبا، وبعد اكتمال العدد وتحسن الأوضاع خرجنا إلى المركب وانطلقنا في رحلتنا التي استمرّت ثلاثة أيام داخل البحر، عانينا من قلة المياه والطعام وصغر مساحة المركب بالنسبة لعدد المهاجرين الذين كانوا من جنسيات مختلفة، لكنّ أغلبهم يحملون الجنسية الفلسطينية والسورية، وفي نهاية اليوم الثالث ألقت القوات البحرية المصرية القبض علينا ونقلتنا إلى الشاطئ في مدينة الإسكندرية وخضعنا خلالها للتحقيق مدة اثني عشر يومًا وتعرضنا للذل و الإهانة في أغلب الأوقات ومن ثم تم ترحيلنا إلى قطاع غزة "

وعن سبب إقدام صابر على الهجرة رغم معرفته بكم المخاطر التي سيواجهها واحتمال فشل الرحلة وخسارته للمبلغ الذي استمرَّ في جمعه مدة طويلة من الوقت قال "لم يعد هناك مجال للحياة في غزة بعد الحصار الخانق والحروب التي مرَّت على القطاع في أقل من 6 سنوات ، دمرت أحلام الشباب والخريجين بالعمل وأصبحنا على بند البطالة، البلاد ضاقت علينا حتى أصبحنا بلا قيمة ولا منفعة"

وتابع صابر "قرار الهجرة ليس بقرار سهل لكنَّه أفضل بكثير من أن نعيش الموت في قطاع غزة الذي أصبح غير صالح للحياة بعد الحرب الأخيرة والتي استمرَّت 51 يوم دمرَّ الاحتلال فيها كل سبل الحياة الاقتصادية المدمرة أصلًا بفعل الحصار"

صابر أكد أنَّه سيحاول الخروج من البلاد والهجرة من جديد بأي طريقة كانت "فالموت على شواطئ ايطاليا يستحق المحاولة وأفضل من الموت البطيء في قطاع غزة" حسب تعبيره.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شواطئ إيطالي تغري الغزيين للموت عليها شواطئ إيطالي تغري الغزيين للموت عليها



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 04:26 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

مفاجآت مذهلة في معرض لوس أنجلوس لعام 2017

GMT 06:06 2019 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل وقت لزيارة النرويج من حيث الطقس والمعالم السياحية

GMT 05:53 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

إليكِ أبرز الطرق لمعرفة نوع الجنين

GMT 10:39 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مثيرة عن ليلة "الاغتصاب" المتهم بها رونالدو

GMT 02:46 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح معرض"باريس للسيارات 2018"بمشاركة الشركات العالمية

GMT 05:30 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

كيندال جينر تتألق بفستان جذاب باللون الأبيض

GMT 14:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

مفاجآت بطولة ويمبلدون تصدم نجمات عالم التنس

GMT 09:34 2018 الإثنين ,25 حزيران / يونيو

الاسقف الملوّنة تعزز من جمال ديكور منزلك الداخلي

GMT 13:51 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

روسيا تتوّج بذهبية الفرق في كأس العالم للمبارزة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq