هناك نظرة سلبية مجتمعية للمرأة التي تلجأ للقضاء
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

الحقوقية الأردنية هديل عبد العزيز لـ"العرب اليوم":

هناك نظرة سلبية مجتمعية للمرأة التي تلجأ للقضاء

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - هناك نظرة سلبية مجتمعية للمرأة التي تلجأ للقضاء

الحقوقية الأردنية هديل عبد العزيز

عمّان ـ  إيمان أبو قاعود   كشفت الحقوقية الأردنية المديرة التنفيذية لمركز "العدل" هديل عبد العزيز أن الاردن يحتاج مراجعة شاملة للتشريعات الجزائية لضمان انسجامها مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، مثل الحق في معرفة التهمة عند القبض، وحق التمثيل، وضمانات التوقيف والاستجواب، لأنها غير مؤسسة بشكل جيد، إضافة إلى ضرورة ضمان حق ترجمة الإجراءات، مؤكدة أنه لا بد من تضمين الإجراءات الضمانات اللازمة لحماية حقوق المتهم، وتجريم التعذيب والمعاملة القاسية والمهينة، ولا بد من مأسسة بدائل العقوبات، مؤكدة أن مركز "العدل" يسعى لمد يد التعاون لمؤسسات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال، بهدف إيجاد التكامل والتوسع في تقديم خدمات المساعدة القانونية لمستحقيها.
وأشارت عبد العزيز في لقاء مع "العرب اليوم" إلى أن العادات والتقاليد تعتبر من أهم الأسباب التي تقيد اللجوء إلى القضاء، وخاصة بالنسبة إلى النساء، فهناك نظرة سلبية مجتمعية للمرأة التي تلجأ للقضاء للمطالبة بحقوقها، ناهيك عن النظرة السلبية التي تعانيها المرأة التي قد تلجأ لرفع دعوى للتفريق أو الطلاق.
وتوضح عبد العزيز أن مركز "العدل للمساعدة القانونية" هو  مؤسسة غير ربحية يهدف إلى تمكين الأفراد رقيقي الحال قانونيًا، من خلال توعية الأفراد بحقوقهم، ونشر ثقافة التقاضي وسيادة القانون، ومن خلال توفير خدمات المساعدة القانونية لمحتاجيها في المجتمع الأردني.
وفيما يتعلق بمصطلح  "العيادة القانونية " تشير عبد العزيز أنه يعني مراكز قانونية توفر خدمات المساعدة القانونية مجانًا للمجتمعات، وعادة ما تكون العيادات القانونية مؤسسة في كليات الحقوق، فهو يوحي بسهولة الوصول والانتشار، ويوحي أنه مكتب موجود في المجتمعات يخدم الأفراد، ويساعدهم في معالجة المسائل القانونية التي تواجههم، لأن المساعدة القانونية عنصر أساسي في التمكين القانوني، والأصل أن تكون حقًا متاحًا يسهل الوصول اليه ويسهل حمايته، منوهة أن مركز "العدل" أسس 11 عيادة.
أما بخصوص مصطلح "رقيقي الحال"، فيأتي انطلاقًا من أن الكثير من الأفراد المحتاجين للمساعدة القانونية هم ليسوا فقراء بمفهوم الفقر المتعارف عليه، فهم أفراد قادرون على توفير سبل الحياة لأسرهم، وفي ظروف عادية لا يعتبرون فقراء، كما أن طبيعة الأردنيين تتسم بالحساسية، وكبرياءهم قد يمنعهم من التوجه لطلب المساعدة القانونية إن وسمناهم بمصطلح "الفقراء".
وشددت عبد العزيز على أن هناك خللاً واضحًا في المنظومة التشريعية الأردنية، لذلك يجب توفير الضمانات كافة ليكون القضاء العادل المستقل هو الملاذ لمن يلحق به ظلم، والسبيل لحل الخلافات بين أفراد المجتمع، لذا من الضروري أن تنص التشريعات على حماية حق التمثيل القانوني، وعلى ضمانات المحاكمات العادلة، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة وجود محامٍ خلال عملية التقاضي، بدءًا من لحظة القبض عليه.
ونوهت عبد العزيز إلى دراستين أجراهما مركز "العدل" على عينة مكونة من 10 آلاف اسرة لتحديد مدى تعرض الأسر في الأردن للإشكالات القانونية، ومدى لجوئها للقضاء ولمنظومة العدالة لحلها، وللتعرف على حجم المعيقات في ممارسة حق التقاضي.
وأظهرت الدراسة أن 30% ممن يتعرضون لإشكالات قانونية لا يلجأون الى القضاء لحلها، وأوضحت أن السبب الاول لعدم اللجوء للقضاء هو الحل الودي، والسبب الثاني هو عدم المقدرة المادية، كما أظهرت الدراسة أن 51% ممن يلجأون للقضاء لا يقومون بتوكيل محامٍ لتمثيلهم في دعاواهم.
أما الدراسة الثانية التي أجراها المركز فقد تناولت التمثيل والتوقيف في القضايا الجزائية، ووثقت الفجوة الكبيرة في التمثيل وحق الدفاع في القضايا الجزائية، إذ وجدت الدراسة أن الغالبية العظمى من المشتكى عليهم والمتهمين في القضايا الجزائية لا يتم تمثيلهم، فحوالي 68% من الأظناء والمتهمين لا يتم تمثيلهم في مرحلة المحاكمة، فيما يمثل حوالي 83% من المشتكى عليهم أمام الادعاء العام من دون تمثيل.
أما في المراكز الأمنية فقد وجدت الدراسة أن ما يزيد على 99% من المشتكى عليهم لا يتم تمثيلهم.
توضح الدراستان أن هناك خللاً في حماية حق التقاضي وحق الدفاع، وهذا يؤدي إلى اختلالات اجتماعية وإنسانية، والأهم من هذا كله أنه يؤدي إلى المساس في منظومة العدالة ومبدأ المساواة أمام القانون.
وألقت الدراستان الضوء على عدد من الأمور المهمة، وخاصة التي تتعلق بقرار التوقيف في مرحلة ما قبل المحاكمة، إذ برزت الحاجة لإعادة النظر في موجبات التوقيف وبسط رقابة المحكمة عليها، وإلى ضرورة تعديل قانون أصول المحاكمات الجزائية لإعطاء المحامي دورًا أكثر فاعلية في مرحلة التحقيق أمام الادعاء العام، وكفالة حق الدفاع أمام المراكز الأمنية.
وأبرزت الدراسة أهمية التوعية القانونية وضرورة تكثيف جهود مؤسسات المجتمع المدني في الوصول إلى الفئات المستهدفة، وخاصة في المحافظات البعيدة عن العاصمة.
وأكدت عبد العزيز أن مركز "العدل" يسعى لمد يد التعاون لمؤسسات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال، بهدف إيجاد التكامل والتوسع في تقديم خدمات المساعدة القانونية لمستحقيها ونشر الوعي القانوني، وخلق المواطن الواعي المدرك لحقوقه وواجباته

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هناك نظرة سلبية مجتمعية للمرأة التي تلجأ للقضاء هناك نظرة سلبية مجتمعية للمرأة التي تلجأ للقضاء



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 13:09 2017 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

جيجي حديد تفقد توازنها على المنصة وتتدارك الأمر

GMT 18:49 2015 الثلاثاء ,13 كانون الثاني / يناير

عصائر الفاكهة الطبيعية تقلل من العصبية

GMT 04:31 2017 الإثنين ,15 أيار / مايو

"كيا سورينتو" تكشف عن السيارة الجديدة لعام 2017

GMT 01:15 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

هيفاء الحسيني تؤكد دعمها لأهالي العراق ومحاربة التطرف

GMT 21:13 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

مدربة روسيا تقود منتخب مصر للجمباز الإيقاعي

GMT 19:50 2019 الإثنين ,25 شباط / فبراير

تعرف على مواصفات بيجو 508 الجديدة كليًا

GMT 23:57 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

ما هي اهم الأسباب التي تجعل الطفل بطيء الاستيعاب ؟

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

تأهل 3 لاعبين لخوض منافسات بطولة أبوظبي للغولف الأربعاء

GMT 02:55 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

فساتين سهرة فاخرة للنجمات ليلة رأس السنة

GMT 14:46 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يؤهل المهاجم دجانيني تافاريس داخليًا
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq