واشنطن - رولا عيسى
تحاول مجموعة من المصممين تحويل القمامة إلى ديكورات داخلية من خلال جمعها من الحدائق والغابات وإعادة تدويرها.
واستطاع المصممان آبي بوث وماكس بينبريدج، أن يصنعا قطعًا مميزة كأثاث المطابخ والوسائد والأغطية من قصاصات وجداها في الحدائق والغابات.
وتمكن الزوجان آبي وماكس من تأسيس شركة "فورست آند فاوند" في حديقة منزلهما عام 2014، بعد تخرجهما من كلية "تشيلسي" للفنون والتصميم، وللعثور على المواد الخام، يقصد الاثنان الغابات للبحث عن القمامة التي يمكن استخدامها في التصميمات.
ويعمل الاثنان على المنسوجات أيضًا، ويستخدمان أصباغًا من الحياة النباتية، وأفادت آبي: "نذهب إلى حدائق لندن ومسطحاتها الخضراء للعثور على الأوراق والزهور والفطر للصباغة، فالفطر يمكن أن يعطي ألوانًا كالرمادي والأصفر والأحمر والبنفسجي الجميلة، ونلتزم بقاعدة التقاط 10% فقط من الموجود، فنحن لا نريد أن ننهب النباتات التي تتغذى عليها الحيوانات".
ويحصل آبي وماكس على الكثير من المواد الخام من السكان المحليين ممن يجددون أثاثهم، وبيّنت آبي: "الناس كريمة جدًا، فنتلقى أحيانًا اتصالات من أشخاص يخبرونا أن أشجار حديقتهم سقطت، فنأخذها ونحولها إلى أدوات منزلية قابلة للاستخدام".
وأضافت: "أحدهم طلب منا ذات مرة أن نحول شجرة صفصاف كانت في منزله، لذلك حولناها إلى ملاعق وألواح تقطيع، فالناس يريدون أشياء يستخدمونها يوميًا".
وعلى الرغم من كون أحد الزوجين نجارًا والآخر منجد أغطية وبطانيات، إلا أنهما يعتبران أن ما يفعلانه يجلب الكثير من القواسم المشتركة في حياتهما، وعبّر عن ذلك ماكس قائلًا: "لكلا الحرفتين جذور تقليدية وعلاقة مع البيئة، ونجد من خلالها الكثير من القواسم المشتركة التي تجمعنا".
ومن جانبه، لا يكتفي المصمم يانكا ايوري بزيارة الغابات والحدائق كآبي وماكس للحصول على المواد الخام، بل وصل به الأمر إلى أن يجوب الشوارع بحثًا عن أجزاء من خردة قديمة كالكراسي، حيث بدأ بإعادة تدوير الأثاث لأول مرة منذ ستة أعوام.
وتحدث يانكا حول تجربته: "أركب الباص وأجوب في الأحياء، باحثًا عن الأثاث القديم الذي يرميه الناس، وأستطيع أن ألتقط قطة أو قطعتين يوميًا، وبعض الناس تعرض أثاثها في الخارج وخصوصًا إذا كانوا سينتقلون إلى مكان آخر، فيتسنى لي الشراء، حتى وإن كان الأثاث معطوبًا".
وأصبح يانكا فنانًا ذا شهرة عالمية في مجال إعادة تدوير الأثاث، فتجوب قطعه كل العالم، وهناك مجموعة من قطعه تعرض في إسبانيا، ولكن يانكا يكتفي بقمامة لندن كمصدر أساسي للمواد الخام، واستطاع أن يعيد الحياة إلى العديد من القطع القديمة البالية، لتصبح قطعًا جديدة ذات ألوان زاهية وتصاميم مميزة.
وأردف: "ربما أجد كرسيًا أو اثنين، أكسرهما قطعًا لأنتج قطعة جديدة كلياً، فأنا من محبي البساطة، وأحاول أن أضيف بعض العناصر التي تميز عملي كالشموع والأزهار، فأنا أستلهم عملي من الثقافة النيجيرية التي أنتمي إليها".
أرسل تعليقك