عائلة بوغوسيان تعيد الحياة لفيلا إمباين المميزة في بلجيكا
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

بعد أن أصبحت متهالكة تمامًا بسبب الإهمال

عائلة بوغوسيان تعيد الحياة لفيلا إمباين المميزة في بلجيكا

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - عائلة بوغوسيان تعيد الحياة لفيلا إمباين المميزة في بلجيكا

فيلا إمباين المميزة في بلجيكا
بروكسل ـ عادل سلامه

تعتبر فيلا إمباين، التي تم تجديدها مؤخرًا، واحدة من أجمل الروائع المعمارية في بروكسل، وهي واحدة من أكثر المباني المحببة والمتميزة في بلجيكا، بفضل مظهرها الخارجي من الغرانيت والذهب.

عائلة بوغوسيان تعيد الحياة لفيلا إمباين المميزة في بلجيكا
 
وفي عام 1930، قام  بارون لويس إمباين "في عمر الـ21 "، ابن الملياردير إدوارد إمباين مؤسس مشاريع السكك الحديدية، بتكليف المهندس المعماري السويسري ميشال بولاك بتصميم الفيلا كمقر خاص، والتي بنيت على مساحة 2500 متر مربع، وتم الانتهاء منها بعد أربعة أعوام، لتجمع بين الخطوط البسيطة لطراز "باوهاوس" المعماري، وأناقة وتفاصيل الطراز العالمي "آرت ديكو".

عائلة بوغوسيان تعيد الحياة لفيلا إمباين المميزة في بلجيكا
 
ويعد المهندس المعماري ميشيل بولاك من أشهر معماري بلجيكا، وتتألف أشهر أعماله الرئيسية من "قصر الإقامة" 1928، ومعهد جورج إيستمان في ليوبولد بارك، والمشروع الذي تم تصوره على أرض مساحتها 55 فدانًا، يتضمن فيلا ضخمة مع أربعة واجهات مصقولة من الغرانيت وحديقة تحيط بمسبح مزخرف ودار ضيافة.
 
وكان يعيش في الفيلا لويس إمبابن لمدة أربعةأعوام على الأقل، وعدد قليل من المحظوظين قد شاهدوا روعة المبني من الداخل، حيث تنوعت المواد المستخدمة في بناء الأرضيات والجدران من خمسة أنواع مختلفة، الرخام والغرانيت المصقول والبرونزي والحديد المطاوع والنظارات والأخشاب الثمينة كخشب الجوز، وخشب الورد والبلوط، والخشب الأفريقي الأكثر غرابة، وخشب المنلكارا الفنزولي، كما زينت الحمامات ببلاط الفسيفساء، والألواح الزجاجية الملونة والرائعة، بالإضافة إلى الحديد المطاوع.
 
ويعد حمام السباحة، الذي يمتد على طول الفيلا بأكملها والمزود بسخان ويستخدم في التحكم في درجة حرارة المياه، واحدًا من أكثر المميزات إثارة للإعجاب في تلك الفترة، وفي عام 2006 استحوذت "مؤسسة بوغوصيان" على "فيلا إمبان" التي تعتبر من الأبنية التراثية في بروكسيل وجعلت منها مركزًا للفن والحوار بين ثقافات الشرق والغرب ومركز المؤسسة الرئيسي.

عائلة بوغوسيان تعيد الحياة لفيلا إمباين المميزة في بلجيكا
 
فبعد ترميم مبنى "فيلا إمبان"، المصنف كواحد من المعالم التراثية في بلجيكا، فتحت المؤسسة أبوابها للجمهور، فبعد الصراعات التي عصفت بالشرق الأوسط طوال القرن العشرين، فقد فرت المؤسسة من أرمينيا إلى سورية ثم لبنان، قبل أن تستقر أخيرًا في بلجيكا وسويسرا.
 
ويقول الفنان الأرمني- اللبناني المقيم في بروكسيل جان بوغوصيان،  "كان لي الحظ الجيد أن أكبر في بلد لبنان الرائع، لكنني عانيت من الأضرار الناجمة عن الحرب الأهلية"، مضيفًا "لقد شاهدت الوحشية التي يمكن أن يتحول فيها التعايش السلمي إلى كراهية قاتلة، والجرح الذي تسببه، وقبلها، إبان الإبادة الجماعية التي عانوا منها في عام 1915، عاش آباؤنا الأرمن أيضًا في كابوس".
 
وفي عام 1992، انتقل جان لإنشاء مؤسسة بوغوسيان مع شقيقه ألبرت - الرئيس التنفيذي للشركة - ووالدهم روبرت، من أجل القيام بأعمال خيرية في الشرق الأوسط، وأوضح رالف، ابن ألبرت، مدير الإنتاج في الشركة، "لقد شاركنا في مشاريع إنسانية وتعليمية لأعوام عديدة، لكننا أردنا أن نفعل شيئًا أكبر - نلقي الضوء على الأفكار الجديدة"، "النتيجة هي مؤسسة في بروكسل، التي تعمل على تعزيز التفاهم بين الثقافات المختلفة، وبما أننا أرمن، استمدينا الإلهام من طريق الحرير - هو الكون الذي يدور حوله منزل بوغوسيان".
 
وتنحدر عائلة بوغوسيان من ستة أجيال من تجار الأحجار الكريمة، وقد أقامت هوية فريدة في عالم المجوهرات الراقية تشتهر بـ"فن الترصيع"، وهي تقنية لوضع حجر واحد داخل آخر - كان بوغوسيان المعروف باسم بوغ الفن قبل إعادة تسميته في عام 2007 - تنتج قطع جمالية ملونة، والأحجار الكريمة غير العادية وتهتم بالتفاصيل التي تنتج قطع أقرب إلى الأعمال الفنية.
 
وتتأثر التصاميم من جذور عائلة بوغوسيان في الشرق الأوسط والحياة الأوروبية اليوم، ويتم أحيانًا شراء الحجارة غير العادية وتخزينها لأعوام قبل أن تتحول إلى واحدة من  القطع التي تخلقها العلامة التجارية سنويًا في سويسرا وإيطاليا.
 
وأضاف رالف: "لدينا عملاء مخلصون يشترون عدة قطع بطريقة منتظمة، وعندما تعرف ذلك، تتأكد أن الجمال هو الشيء الوحيد الذي يجذب العالم، إذا كنت قادرًا على دفع قدراتك وخلق شيء خاص ومميز."
 
وعلى النقيض من عالم المجوهرات البوغوسية المروع، فإن مؤسسة فيلا إمباين مفتوحة للجميع، حيث تفتح مديرها العام لوما سلامه "ابنة شقيقه" المبنى للجمهور، بهدف تقديم العروض وورش العمل والتي تجعل الزائر يشعر وكأنه  في بيته ويعطي الجميع نفس الاهتمام سواء كان وزير الخارجية أو لاجئًا سوريًا.
 
ومن المؤكد أن لويس إمباين يوافق على الاستخدام الحالي لمنزله السابق، ففي عام 1937 تبرع إمباين بقصره للدولة كموقع للمتحف الملكي للفنون الزخرفية المعاصرة في بلجيكا، ولكن الحرب العالمية الثانية جلبت نهاية مبكرة لأنشطة المتحف عندما تم الاستيلاء على الفيلا من قبل الغزاة الألمان، ويشاع أن يكون قد احتلها البوليس السري الألماني "جيستابو".
 
وبعد الحرب، على الرغم من الشروط التي تعلق على هدية إمباين للدولة البلجيكية، تم تسليم الفيلا إلى الاتحاد السوفييتي ليكون سفارتها، وبعد الكثير من الحملات الانتخابية أعيد المبنى إلى إمباين في منتصف ستينات القرن الماضي، وقام بتنظيم معارض مخصصة للحركية والفن التشكيلي، قبل بيعه في عام 1973، قبل ثلاث أعوام من وفاته، وتم تأجيرها من قبل محطة التلفزيون RTL لمدة 20 عامًا ثم تتابع بيعها حتي تم التخلي عن الفيلا وأصبحت في حالة سيئة.
 
وعندما حصلت مؤسسة بوغوسيان على فيلا إمباين في عام 2006، كانت في حالة متهالكة تمامًا، وبعد عامين من استطلاعات الموقع والبحوث واسعة النطاق، استغرقت أعمال الترميم المعقدة عامين آخرين. 
 
وذكر جان بوغوسيان: "من خلال استعادة هذا الجزء الرائع من فن العمارة الفنية واستخدامه لإيواء مقر المؤسسة، نعتقد أن مشاريعنا سوف تلبي بطريقتها الخاصة رغبات بارون إمباين".
 
فيما تؤكد لوما سلامة "بعد أن عملت في غوغنهايم، ومتحف مدمم ومتحف لوفر أبوظبي، إنه مشروع حلم بالنسبة لي - لقد وجدت فكرة مشروع ثنائي شرقي يلتقي الغرب إنه حقًا مثير للغاية، ولقد تابعت تقدمها لأكثر من 10 أعوام، ولكني اعتقدت أن علي أن أفعل أشياء من تلقاء نفسي لفترة معينة وحاولت أن أتعلم كل ما علي معرفته لأصبح مديرة لمؤسسة ثقافية"، ويتم تنفيذ "مهمة" المؤسسة لتشجيع التبادل الثقافي من خلال المعارض والمناسبات والإقامة، مع الكتاب والفنانين والمصممين والقيمين الذين يعيشون في الموقع.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عائلة بوغوسيان تعيد الحياة لفيلا إمباين المميزة في بلجيكا عائلة بوغوسيان تعيد الحياة لفيلا إمباين المميزة في بلجيكا



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 09:45 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

سياحة إفتراضية على متن مركب شراعي في أسوان

GMT 21:35 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 09:48 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق موقع مجلة الموروث العراقية الإلكترونية بحلّة جديدة

GMT 01:01 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

نادين نسيب نجيم تقع في الفخ بسبب فيلم"الكرنك"

GMT 05:39 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

سيدتان تكسران ذراع مراهقة آسيوية بدوافع عنصرية في لندن

GMT 14:44 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الليبي مؤيد اللافي صانع ألعاب أهلي طرابلس ينضم إلى الشباب

GMT 14:00 2014 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

وزارة الصحة الفرنسية تعلن شفاء أول سيدة من المرض

GMT 09:41 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

"Ae Dil Hai Mushkil"على قناة "أم بي. سي" بوليوود

GMT 17:50 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

القوات العراقية تعلن سيطرتها على مطار كركوك ومنشآت نفطية

GMT 06:35 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الدكتور أحمد بن محمد العيسى يدشن برنامج "بوابة المستقبل"

GMT 20:48 2020 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

الملك سلمان يقدم واجب العزاء في وفاة السلطان قابوس

GMT 04:47 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

تعرف على الفرق بين أعراض نزلات البرد وفيروس الانفلونزا

GMT 02:15 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاء عامر تستعدّ لتصوير مجموعة مِن الأعمال التلفزيونية

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

600 ناسج في كيرالا الهندية يستعدّون لمهرجان "أونام" للحصاد

GMT 00:24 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

هواوي ستكشف عن هاتفها "Enjoy 9 Plus" الجديد قريبا
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon
iraq, iraq, iraq