الصناعة التقليديّة تمثل 19 من الناتج الداخلي ومهدّدة بالاندثار
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

رئيس نقابة الحرفيّين المغاربة محمد خشاني لـ"العرب اليوم":

الصناعة التقليديّة تمثل 19% من الناتج الداخلي ومهدّدة بالاندثار

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - الصناعة التقليديّة تمثل 19% من الناتج الداخلي ومهدّدة بالاندثار

رئيس نقابة الحرفيّين المغاربة محمد خشاني
مراكش ـ ثورية ايشرم

اعتبر رئيس وأمين نقابة الصناع التقليديين في مدينة مراكش محمد خشاني أنَّ الصناعة التقليدية المغربية تعدُّ تكريسًا للممارسة الفنية، وانعكاسًا للماضي الحضاري، سواء في صيغته المادية أو الروحية، فضلاً عن أنّها تعبر عن عبقرية الإبداع الفني والحرفي ، وتساير احتياجات الحياة اليومية للمواطن.
وأوضح خشاني، في حديث إلى "العرب اليوم"، أنَّ "الصناعة التقليدية هي حرف يدوية، مارسها الصانع المغربي عبر قرون من الزمن، ما يجعلها موروثًا ثقافيًا، تتوارثه الأجيال، وجزءًا من التراث الوطني، إذ لا يكاد يخلو بيت مغربي من طابع الصناعة التقليدية".
وأشار إلى أنَّ "الصناعة التقليديّة ساهمت بشكل كبير في إنعاش السياحة"، مبيّنًا أنّه "على الرغم من التطورات والتغيرات التي طالت شتى المجالات، إلا أنَّ الصناعة لم يطلها التغيير الذي يقفد الشيء ذوقه، ويخرجه من طابعه الأصلي، فقد ظلت منتوجاتها الأكثر طلبًا في الأسواق المغربيّة والعالميّة، رغم ارتفاع سعرها".
وأكّد خشاني أنَّ "الصناعة التقليدية المغربية تعتبر من أعرق القطاعات الاقتصادية، وأكبرها دلالة على الرقي والتقدم الذي عاشته المملكة المغربية، حيث تجمع كل الصناعات والحرف التي توراثتها الأجيال، وساهمت في إشعاع هذا البلد، الذي ساعده في ذلك موقعه الجغرافي المتميّز والتنوع العرقي والديني".
ولفت إلى أنَّ "التنوع في الصناعة التقليدية ساهم في عبورها للحدود المغربية، واختراق الأسواق العالمية، ومنها صياغة الحلي، وفن الخزف، والنقش على الخشب، والجبص، وفن المعمار، والزليج، والألبسة التقليدية، والأحذية، وفن النحاس، وغيرها من الأشياء، ما يجعلنا نستشف مدى غنى هذه الحرف التقليدية، التي لا يمكن أن تجدها إلا في المدن المغربية، مثل فاس ومراكش ومكناس وتافيلات والرباط وغيرها، التي اشتهرت بفن الصناعة التقليدية".
وأضاف "للصناعة التقليدية أسواق وأحياء خاصة بها، غالبًا ما تكون في قلب المدينة العتيقة، وهو تنظيم تقليدي، كان يراعى فيه احترام مجال البيئة، وعدم تلويثها، حيث اشتهرت مدينة مراكش بأحياء مثل النجارين، وهو خاص بحرفة النجارة، وحي السمارين، والغرابليين، والصباغين، وهذه الاسماء تؤخذ من الحرفة التي يزوالها الصنّاع التقليديّين في الحي، والتي تجدها تتكرر في المدن العريقة المشهورة بالصناعة التقليدية".
وبيّن أنَّ "التطوّر في الصناعة التقليدية تمثل في استخدام الأدوات والوسائل الحديثة، مع المحافظة على الطابع الأصيل المميز لها"، مشيرًا إلى أنَّ "قطاع الصناع يعدُّ ثاني مشغل لليد العاملة في المملكة المغربية، بعد الفلاحة، حيث يمثّل 19% من الدخل الوطني، فضلاً عن أنّه يساهم في إعالة ثلث سكان المغرب، وهو أحد مجالات الإبداع دون منافس أو منازع".
وبشأن المشكلات التي تواجه قطاع الصناعة التقليدية، أشار محمد خشاني إلى أنَّه "على الرغم من الإقبال الذي يعرفه القطاع، إلا أنه يعاني من الإهمال والتهميش، ما جعله مهدّدًا بالاندثار، في ضوء عزوف اليد العاملة الشابة، التي تفضل مهنًا أخرى، تغري بدخل أفضل".
وفي ختام حديثه إلى "العرب اليوم"، أكّد خشاني أنَّ "الفضل في بقاء العديد من الحرف التقليدية يرجع إلى الزوار الأجانب، الذين يقبلون على هذا المنتوج التقليدي بشغف كبير"، مشيرًا إلى أنَّ "الصناعة التقليدية، بكل أصنافها، لا زالت تشكّل قوة اقتصادية مهمة، وكانت تساهم  قبل الحماية في ضمان دينامية اقتصادية، ونوع من التكافل الاجتماعي، إلا أنَّ السلطات الاستعمارية منحتها، إبان الحماية، صبغة ثقافية، ما حال دون بروزها كصناعة قائمة الذات".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصناعة التقليديّة تمثل 19 من الناتج الداخلي ومهدّدة بالاندثار الصناعة التقليديّة تمثل 19 من الناتج الداخلي ومهدّدة بالاندثار



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 23:35 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

"عيد الأم" أحدث فيلم لتكريم الأمهات فى فرنسا

GMT 18:24 2014 الأحد ,13 تموز / يوليو

خبز الفايش الصعيدي

GMT 08:44 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

باشأغا يكشف تفاصيل "محاولة الاغتيال" في طرابلس

GMT 23:06 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

علماء يكشفون حقيقة الكائن الذي أثار الذعر في أستراليا

GMT 23:12 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعرة سندس القيسي تصدر ديوانها 'نافذة مشتعلة'

GMT 19:35 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

مقتل عارضة أزياء عراقية داخل سيارتها في بغداد

GMT 15:27 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

اللاعب البرازيلي برونو سانتانا ينضم لنادي أحد
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq