أحيانا أرقص لو تراني صور شعرية تمزج الواقع بالرموز
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

"أحيانا أرقص لو تراني" صور شعرية تمزج الواقع بالرموز

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "أحيانا أرقص لو تراني" صور شعرية تمزج الواقع بالرموز

بيروت ـ وكالات

تعبر الشاعرة والصحافية اللبنانية ليلى عيد في مجموعتها الشعرية الاخيرة "احيانا ارقص… لو تراني" عن حالات من الواقع بطريقة تحفل بالرموز والمجازات لكنها تبدو عامة بعيدة عن اي ادعاء ميتافيزقي. والشاعرة تتكلم بهدوء دون صخب او ضجيج فهي تبدو كمن يخاطب نفسه احيانا وبعيدة عن مخاطبة جمهور. انها اقرب إلى ان تكون تخاطب شخصا واحدا او شخصين اذا اخذنا القارىء بعين الاعتبار. انها وسط هذا العالم ووسط مشكلاته وإن كانت تلتقط بعض ما فيه بعين تحول المشاهدات إلى مشاهدات رمزية وتأتي بالتعبير حافلا بالمجازات التي يصعب ان نصل الى إلرمز دونها. المجموعة هي العمل الثالث لليلى عيد اذ سبقته مجموعة اخرى ورواية، ولها قصائد مترجمة إلى الفرنسية. وردت المجموعة الحالية في 131 صفحة متوسطة القطع ولوحة الغلاف هي صورة للرسام بيتر هوبين. وقد صدرت المجموعة عن دار نلسن للنشر السويد-لبنان. وفي القصيدة الاولى تتحدث الشاعرة عن عدم القدرة على التفلت من جاذبية "الشوق" مهما امعنا في الارتفاع إلى اعلى. تعبر عن ذلك في طريقة تصويرية في بعض الاحيان. ونتاج مجموعة ليلى عيد هو من نوع قصيدة النثر وفيها كثير من الصور ومحدودية في الموسيقى التي تبقى خفية ولا ترتفع. ونقرأ قصيدة "كواليس" التي تشكل بداية المجموعة. تقول واصفة هذه الجاذبية التي تتحكم بها "يطالني الشوق/ مهما ارتفعت/ مسافرة في سماء/ انحني وسط المسافة/ انكسر/ غيوم خضراء/ استعارت طراوتي. "ليست كلمات هذه/ قطع من قلبي/ ارتق بها ثقوب غياب". وواقع الامومة يرافق كثيرا من قصائد الشاعرة اذ انها تشير اليه مباشرة او مداورة. تتابع هنا فتميز بين الاختفاء والاختباء فتقول "لا ابتعد/ اختبىء/ حاملة نطفتك/ ألد صوتا ( مثل صوتك) اهدهده لا يغفو/ مهما نسيانا رضع". وتختم القصيدة بتوق إلى ما ينعش النفس مفتقدة ذلك. تقول "ظننت انني نسيت/ كيف انادي اسمك/ الورود لا تموت ( تنتحر) في اناء نسينا ان نضع فيه/ روحا تدغدغها نجمة/ او ابتسامتك/ اقص شعري/ لا اقص انتظاري". وفي احيان وإن تكن غير كثيرة قد نحار في فهم ما ترمي اليه الشاعرة اذ يبدو كلامها ملغزا، وفي قصيدة "احيانا ارقص... لو تراني" تقول "برودة ساخنة/ تقطعني/ عابثة بالفطر والمياه/ تغرب عني شمسان/ تنبت على كفي شفة ميتة/ ربيع ضامر/ لا يشبه نهد بيروت". وتضيف قائلة "على الشاطيء/ على الخصر/ قبلات عجوز/ شعر منبوش/ قصة فينيق". وفي تصوير يمزج الواقعي بالرمزي والمادي بالمعنوي تقول "رقصات من دخان/ جثث من ورق/ تكدست/ تناسلت طعنات اخرى/ وذاكرات". وتبرز تصويرية حادة عندها في قولها "تصمت نظرتك/ انا على حافة ثرثرة/ اهذي كرأس مقطوعة/ ابتلع اقراصا لأفيق/ عيناي نمر محاصر/ روحي تنز لعابا ازرق/ تأكل احجار صمت/ تتماهى/ اسئلة من نار". وتنتقل إلى القول في هدوء متوتر "اخاف ان تصمت/ ويجتاحك على غفلة/ زحف اصداء/ لا يتوقف دبيبها/ تأكل نبرة في صوتك/ هي كل ما احتاج. "اخاف ان تغفو/ ايضا على غفلة/ تخبو نجمة/ او عينك/ يفلت وهم تشبثي بيدك/ بين جدران ممغوطة/ وأشداق". وفي مجال اخر تقول "في شوارع منطفئة/ شباب غابر/ امكنة هزيلة/ يحيلها سكرنا الملول/ وشهواتنا البائتة/ جليدا دافئا/ رائحة بيت/منديل ام/ ذقن والد حليقة/ ووجهك كأنه يبتسم/ يبتسم لا يبتسم/ ينقضي ليل". وفي قصيدة اخرى تعود بنا الى الامومة فتقول "اطفيء الصباح بالقهوة/ اثمل/ الليل بستان بارد/ عشرة ذئاب/ سبع شموع غير مضاءة/عيناك نسران/ يذرفان جمرا/ اعطيك ثدييي/ هل تهدأ... "متى اصبحت أما/ مازلت طفلة/ لم اشبع نوما/ لا حلما ولا لعبا/ امي/ لو تنهضين/ تسندين ثقلي/ قبل ان اهوي". وفي قصيدة اخرى من تلك القصائد غير المعنونة التي اشتملت عليها المجموعة تقول "لغيابك وقع حداد/ موت قصيدة بحزن ابيض اصغي اليه/ حرير مجروح/ في صندوق عرس لكنها روحي/ التي تؤلمني/ تطول بعذاب/ سخي/ ببراءة/ ابعد من ضباب/ لا تعود الا بخفة ثلج/ كم يجب ان ابرد/ ليتلاشى صقيعي/ ليزهر غضن رماد/ لتنضج شمس/ شمس/ هي تفاحة روحي النضرة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحيانا أرقص لو تراني صور شعرية تمزج الواقع بالرموز أحيانا أرقص لو تراني صور شعرية تمزج الواقع بالرموز



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 15:42 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على مواصفات هيونداي Nexo FCV

GMT 03:17 2015 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

أسد يفترس سائحة أميركية في جنوب إفريقيا

GMT 03:54 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

الأميرة ديانا تؤكد أنها كانت "معزولة للغاية"

GMT 23:28 2018 الخميس ,20 أيلول / سبتمبر

ارتفاع نفط عمان 57 سنتاً ليبلغ 16ر78 دولاراً

GMT 05:59 2018 الثلاثاء ,07 آب / أغسطس

"أودي" تطلق أفخم سياراتها الكروس أوفر

GMT 18:51 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

تعديلات جديدة تطرأ على سيارة بنتلي Bentayga
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq