الخط الأخضر لمحاربة الرشوة في المغرب يسجل نتائج هزيلة
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

الخط الأخضر لمحاربة الرشوة في المغرب يسجل نتائج هزيلة

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - الخط الأخضر لمحاربة الرشوة في المغرب يسجل نتائج هزيلة

العاهل المغربي محمد السادس
الرباط - أ ف ب

ينهي سليمان بريهمي حديثه عبر "الخط الاخضر" حانقا. لم ينفعه اللجوء الى هذا البرنامج المخصص للتبليغ عن الرشوة والفساد، في معركته لإخراج مستأجرين من عقار يملكه رغم أنهم لا يدفعون المتوجب عليهم، ويقول إنهم يستقوون بدعم داخل الإدارة.

ويقول سليمان (41 سنة) الذي يعيش في مدينة سلا المحاذية للرباط حيث يعمل سائق حافلة، "إنهم لا يختلفون عن الآخرين"، في إشارة الى مخاطبيه عبر "الخط الاخضر".

ولقي هذا الخط ترحيبا كبيرا عندما أعلن إطلاقه في حزيران/ يونيو 2015 وسط حملة إعلامية مكثفة، باعتباره يضمن عدم الكشف عن هوية مستعمليه من المبلغين عن الرشوة.

ويقول مدير الشؤون الجنائية بالنيابة في وزارة العدل المغربية هشام ملاتي المشرف على برنامج الخط الأخضر "بلغت المكالمات الواردة على الخط الأخضر سقف 6000 مكالمة في اليوم، ثم تراجعت لتستقر في حدود 500 مكالمة يوميا".

وتبدو هذه الحصيلة هزيلة بعد 30  شهرا على الشروع في تنفيذ البرنامج، إذ هناك 36 متابعة قضائية فقط انبثقت عن التبليغات، بالاستناد الى آخر الأرقام الرسمية.

ويقول ملاتي "يملك المبلغون ضمانة عدم الكشف عن هوياتهم، لكن بعضهم يتراجع عندما يتعلق الأمر بالتقدم بشكوى قضائية".

ويضيف، موضحا أن ثماني مكالمات من أصل عشر، ليست "بالتحديد" قضايا ارتشاء، إنما هي عبارة عن ادعاءات تعوزها عناصر ملموسة.

- "فقدت الثقة" -

وينطبق هذا الوضع على سليمان بريهمي المتيقن بأن المستأجرين الذين يرفضون دفع متأخرات الإيجار "يتمتعون بدعائم قوية في إحدى الوزارات".

لذلك، اتصل بالرقم الأخضر0800004747 للتبليغ عن تقاعس القضاة ورجال الشرطة في تطبيق الأحكام القضائية المتتالية بإفراغ البيت موضع النزاع. لكن مشكلته أنه لا يملك حججا تؤكد اتهاماته.

ويشكو سليمان "فقدت الثقة، لدي كل حق، لكن الموكل إليهم ضمان حقوقي لا يفعلون شيئا".

وتبقى الثقة في المؤسسات العامة في المغرب هشة على العموم.

وذكر تقرير لمنظمة "ترانسبرانسي المغرب" غير الحكومية ان "ما بين 2014 و2015، دفع حوالى 48 بالمئة من المغاربة، مرة واحدة على الأقل، بقشيشا مقابل الحصول على خدمة عمومية". وقطاع القضاء هو على رأس قائمة الاجهزة موضع الشكوى، تليه مؤسسة الشرطة والمستشفيات، تبعا لنتائج الدراسة الصادرة سنة 2016.

وانتقد رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة عبد السلام بودرار بحدة هذه "الظاهرة التي تضر كثيرا بالاقتصاد". كان ذلك سنة 2015، قبل أن يعلق عمل المؤسسة بسبب عدم تمديد ولاية اعضائها.

وأصدرت "ترانسبرانسي المغرب" بيانا أخيرا أكد أن المملكة المغربية "تعاني من تفشي الرشوة على نحو هيكلي"، وذلك على الرغم من البرامج المعلنة لمحاربتها.

- "غياب الإرادة" -

ويسعى المغرب الى مكافحة ظاهرة الرشوة عبر إطارات مختلفة. وسبق للملك محمد السادس أن عبر في مناسبات متعددة، عن الرغبة في أن "يطبق القانون على الجميع". وجعل حزب العدالة والتنمية الموجود على رأس الحكومة منذ 2011، من محاربة الفساد أولوية.

في تشرين الأول/أكتوبر 2017 ، رأت "الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها" النور، بعد إقرارها في دستور 2011.

بيد أنه لم يتم بعد تعيين أعضاء هذه الهيئة والذين يفترض أن يكون بينهم ممثلون عن المجتمع المدني وخصوصا منظمة "ترانسبرانسي".

ويشكو المسؤول في "ترانسبرانسي المغرب" فؤاد عبد المومني من "غياب إرادة سياسية حقيقية يمكن أن تعطي إشارة واضحة بانتهاء حالة الإفلات من العقاب".

وسبق لعبد المومني الإشادة بإطلاق برنامج الخط الأخضر للتبليغ عن الرشوة، لكنه يقول اليوم إن البرنامج "بات غير منتج وفعاليته جد ضعيفة، على الرغم مما كان قد أثاره من حماس وانتظارات لدى المواطنين".

عمليا، لا يتوافر للبرنامج سوى إمكانات محدودة. إذ يعمل فيه خمسة قضاة يساعدهم خمسة موظفين يردون مباشرة على المكالمات انطلاقا من مقر وزارة العدل، فيما هم منشغلون بمعالجة ملفات أخرى.

ويرتقب أن "تتطور" خدمة برنامج الخط الأخضر في 2018، من خلال مركز اتصالات مستقل، بحسب ما يؤكد هشام ملاتي. ويوضح ان "أشغال إنشائه سوف تبدأ"، وأن 16 موظفا مدربين سيعدون ملفات الشكاوى باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية.

ويعتبر ملاتي أن انتهاء التحقيقات في الملفات ال36 بادانات في حق موظفين عموميين، يمثل في حد ذاته نجاحا للبرنامج. ويشير الى أن بين هؤلاء "قاضيا في محكمة استئناف دين لقبوله تلقي أموال مقابل التأثير على حكم أصدره".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخط الأخضر لمحاربة الرشوة في المغرب يسجل نتائج هزيلة الخط الأخضر لمحاربة الرشوة في المغرب يسجل نتائج هزيلة



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 23:12 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 01:29 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

حسن الرداد يجسد شخصية وكيل نيابة في "كارما"

GMT 14:23 2020 الثلاثاء ,01 أيلول / سبتمبر

معلومات عن نوع نبات فريد بمحمية عجلون في الأردن

GMT 17:17 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

الكرواتي زوران يخطف جائزة أفضل مدرب

GMT 18:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أبطال فيلم "نادي الرجال السري" يحتفلون بالعرض الخاص

GMT 22:18 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

محمد فراج ينتهي من تصوير فيلم "الممر" خلال أيام

GMT 12:23 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

حبل الكذب قصير

GMT 12:46 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

كيف هو مشهدنا الرياضي؟

GMT 02:16 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

سعر الريال السعودي مقابل جنيه سوداني الثلاثاء

GMT 13:13 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

دمشق تقدم توضيحات حول قانون يمس مستقبل العقارات

GMT 13:57 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

حوّلي شرفة المنزل الى أجمل غرفة معيشة

GMT 04:34 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

طارق لطفي يعود للسينما بعد غياب بفيلم "122"

GMT 13:44 2018 الإثنين ,19 آذار/ مارس

المصارع بوبي لاشلي يقترب من العودة إلى "WWE"

GMT 18:12 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

"نسختك أصبحت قديمة" مشكلة جديدة تواجه مستخدمى واتس آب
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon
iraq, iraq, iraq