مخيمات لعوائل داعش في صحراء السماوة

في الوقت الذي بدأ فيه نازحو المخيمات الوصول إلى مناطقهم في نينوى رغم المخاوف على سلامتهم، كان أهالي المحافظة قلقون إزاء موجة نازحين أخرى تلوح بالأفق من عراقيين مقيمين حاليًا في سورية لديهم ارتباطات بأعضاء من تنظيم داعش.

قال قائد عمليات نينوى السابق، اللواء نجم الجبوري، في أغسطس/ آب السابق: "نحتاج إلى وقت لكي نتعاف، فكرة غير جيدة أن ننقل عراقيين من مخيم الهول في سورية إلى نينوى".

وجاء في تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش، صدر في 4 سبتمبر/ آيلول، أن سلطات محلية في نينوى طردت قسرًا منذ 23 أغسطس/ آب، أكثر من ألفي عراقي من مخيمات للنازحين في المحافظة، ممن لهم ارتباطات بداعش.

وظهرت تقارير في أواخر شهر يوليو/ تموز، تفيد بأن هناك خططًا لعزل العوائل القادمة من مخيم الهول وحجزهم في مكان خاص بمخيم الجدعة قرب القيارة، جنوبي محافظة نينوى.

من ناحية أخرى، يقول قادة عسكريون وزعماء عشائر محليون، إنهم ضد فكرة جلب نازحين عراقيين إلى المنطقة.

 وقالت هيومن رايتس ووتش، في يوليو/ تموز، إن هناك ما يقارب من 30 ألف عراقي في مخيم الهول في سورية.

وذكر "الجبوري" لـ "المونيتر" أن العراقيين الموجودين في مخيم الهول “هم أشخاص سيئون. غالبيتهم عوائل لقياديين من داعش. إذا تم نقلهم لمخيمات في المنطقة سوف يثيرون مشاكل".

وأعرب عن قلقه بأن حدوث تغييرات من هذا النوع قد تقوض المكاسب التي حققت خلال السنوات الأخيرة في القيارة، والتي يقول عنها الكثير بأنها تعيش وضعًا حساسًا.

وقال الجبوري، الذي شغل في بداية مشواره منصب قائممقام تلعفر "لقد كسبنا قلوب الناس في الموصل وخارج الموصل. لا يوجد أحد من الأهالي الآن ممن يوفر ملاذًا آمنا للإرهابيين ولداعش. قبل العام 2014 كانت العلاقة بين الناس والقوات الأمنية والجيش سيئة جدًا".

وأضاف قائد العمليات السابق "ولكن الموصل منطقة كبيرة ولدينا عدة آلاف من القرى. داعش ما يزال يحتفظ ببعض المسلحين والأشخاص المتعاونين معه. بسبب ذلك تحدث هجمات في بعض الأحيان. فكرتي هو أن نأخذ هذه العوائل إلى الجنوب أو المناطق الغربية. نأخذهم إلى الصحراء ربما في السماوة".

وتابع الجبوري: "يجب أن نضعهم بعيدًا عن الموصل وصلاح الدين والأنبار. لأنه أصلا لدينا الآن العديد من النازحين، والنازحون هنا عانوا كثيرًا، وإذا وضعنا هؤلاء السيئين معهم فلن تكون فكرة جيدة".

وحررت القيارة من داعش في أواخر شهر أغسطس/ آب 2016، ولكن مسلحو التنظيم الإرهابي أضرموا النيران في آبارها النفطية وبقيت أدخنة الحرائق تغطي سماء المنطقة عدة أشهر.

وقال "الجبوري" إنه ما تزال تستخدم الجزر في نهر دجلة من قبل التنظيم الإرهابي، للاختباء في الخط الحدودي الفاصل بين جنوبي نينوى وشمالي محافظة صلاح الدين.

تحدث أحد زعماء عشيرة الجبور التي ينتمي إليها أغلب أهالي القيارة، الشيخ عبد الرزاق الوكاع، بالضد من فكرة نقل نازحين من مخيم الهول إلى القيارة، وقال في لقاء مع المونيتر، من محل إقامته في آربيل: إن الدولة العراقية أضعفت النظام العشائري، ومن الصعوبة الآن أن يكون للزعماء العشائريين أي نوع من النفوذ يمكنهم من التأثير على الوضع كثيرًا.

وأضاف "الوكاع": "نظام العشائر مثل النظام العسكري فلهم رتب ومناصب حسب التسلسل الهرمي، أما الآن تجد هناك كثيرًا من المشايخ المزيفين. إنها غلطة الدولة العراقية".

وقال إن "الوضع الأمني في العراق بات متقلبًا جدًا، وأحد أسباب ذلك أن القوة العسكرية الأكثر نفوذًا الآن هي وحدات الحشد الشعبي وليس الجيش".

ولفت إلى أن أي مخيم للنازحين، يجب أن يبعد 10 كم على الأقل من أي مدينة، فبينما يسمح للنازحين الداخليين من الذهاب إلى مناطقهم، فإن زوجات وأطفال مسلحي داعش، يجب وضعهم في مخيمات بعيدة عن المناطق المسكونة؛ لأن تواجد مثل هكذا منشآت قرب مناطق سكنية يؤدي إلى انتشار المخدرات والفساد والرشاوى وإضعاف الأمن.

قد يهمك ايضا:

السهيل يلغي قرار تعيين "العبادي" بنينوى ويطالب بترشيح من تنطبق عليه الشروط

محافظ نينوى يبحث مع مبعوث رجب طيب أردوغان إنشاء جسر سابع في الموصل