مقر القنصلية السعودية في اسطنبول

 كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن محققين أتراكاً كانوا يفتشون مقر القنصلية السعودية في اسطنبول حيث اختفى الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي، وجدوا "طبقات طلاء جديدة" داخلها. وقد فتش رجال الشرطة والادعاء يوم الاثنين مبنى القنصلية لأكثر من ثماني ساعات ، ووسّعوا أمس الثلاثاء بحثهم ليشمل مقر القنصل السعودي، على بعد مسافة قصيرة من مبنى القنصلية.

وتُظهر لقطات المراقبة عربات تتحرك بين القنصلية ومنزل القنصل بعد اختفاء خاشقجي. ويعتقد المسؤولون الأتراك أن "خاشقجي قد قُتل وقُطعت أوصاله داخل القنصلية قبل نحو أسبوعين". ووفقاً للتقارير، فإن لدى الحكومة التركية "تسجيل صوتي شاركوه كدليل مع المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

وقال أردوغان للصحفيين في أنقرة: "آمل أن نتمكن من التوصل إلى استنتاجات من شأنها أن تعطينا رأيا معقولا في أقرب وقت ممكن ، لأن التحقيق يبحث في أشياء كثيرة مثل المواد السامة والمواد التي يتم إزالتها من خلال وضع طلاء عليها". .

ووفقا لتقارير ليلة الاثنين ، قد تكون الرياض على وشك الاعتراف بأن الصحفي جمال خاشقجي قد قتل في قنصليتها في اسطنبول بعد استجواب فاشل.

ووصل مايك بومبيو ، وزير الخارجية الأميركي إلى المملكة العربية السعودية أمس الثلاثاء، لإجراء محادثات عاجلة مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ، حيث سعى للحصول على إجابات حول اختفاء الصحافي جمال خاشقجي ، وسط تقارير إعلامية أميركية تقول بأن المملكة "قد تفكر في قبول اعلان وفاته أثناء استجوابه الفاشل". وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد محادثة هاتفية مع الملك سلمان ان "قتلة مارقين" يمكن ان يكونوا وراء اختفاء خاشقجي الذي لم يره أحد منذ دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من اكتوبر/ تشرين الاول لمتابعة أوراق الزواج.

وقامت الشرطة التركية يوم الاثنين بتفتيش القنصلية لأول مرة منذ اختفاء خاشقجي  الذي سبق أن انتقد بشدة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وقال مسؤولون أتراك إنهم يعتقدون أنه قتل - وهو ما تنفيه السعودية - مع الجدل الذي وجه ضربة قوية لصورة المملكة وجهود ولي عهدها الشاب لإظهار حملة الإصلاح.

لكن وسائل الإعلام الأميركية ذكرت يوم الإثنين أن المملكة تدرس تقديم اعترافا بأن خاشقجي ، أحد المساهمين في صحيفة واشنطن بوست ، بأنة "توفي بعد استجواب وقع خطأ أثناء عملية اختطاف".

وحتى يوم الاثنين ، لم تسمح الرياض للمحققين الأتراك بالتفتيش داخل القنصلية - أي الأراضي السعودية الرسمية - مع تقارير بأن كلا الجانبين كان على خلاف حول الشروط.

وقال مراسل وكالة "فرانس برس" ان المحققين الذين وصلوا في موكب من ست سيارات في وقت متأخر الاثنين، غادروا المبنى في الساعات الاولى من صباح الثلاثاء بعد عملية بحث استمرت ثماني ساعات. وأخذوا عينات معهم ، بما في ذلك تربة من حديقة القنصلية ، التي تم تحميلها في شاحنات صغيرة ، كما قال مسؤول في مكان الحادث. وكان وفد سعودي قد دخل القنصلية قبل ساعة واحدة من وصول الشرطة التركية ويبدو أنه لا يزال في الداخل أثناء إجراء التفتيش.

وجاءت تصريحات ترامب بعد محادثة هاتفية مع الملك سلمان وهي أولى محادثات من هذا النوع منذ اندلاع الأزمة. وقال ترامب: "تحدثت فقط لملك السعودية الذي ينكر أي معرفة بما يمكن أن يحدث لمواطننا السعودي". وقد ركزت تعليقات الرياض الأخيرة على عدم معرفة أي قتل أو إنكار أي أمر بقتل خاشقجي. وقال ترامب في وقت لاحق للصحفيين في البيت الأبيض: "كان الإنكار قوياً للغاية". "بدا لي أنه ربما كان من الممكن أن يكون هؤلاء "قتلة مارقين. من يعلم؟"

وقالت  شبكة "سي أن أن"، إن هناك مصدرين يقولان إن "السعوديين يعدون تقريرا بأن موت الصحافي نتج عن استجواب فاشل"، في حين قالت صحيفة "وول ستريت جورنال": إن "المملكة كانت تدرس ما إذا كانت ستقول إن نشطاء مارقين قتلوا خاشقجي عن طريق الخطأ".

وذكرت وكالة أنباء الأناضول التي تديرها الدولة أنه من المتوقع أن يصل بومبيو إلى تركيا يوم الأربعاء بعد محادثات حاسمة في الرياض يوم الثلاثاء لمقابلة وزير الخارجية التركي ميفلوت كافوس أوغلو.