بقلم : الروائي وارد بدر السالم
اكتظّ معبد لالش بجمهورٍ غير قليل تزاحم لتحية أسيراته الناجيات من سنجار، وهو ما توقعه منظمو الحفل من الشباب والناشطين المدنيين والقائمين على خدمة المعبد من الخلمتكارية المتطوعين، حتى إنّ بابا شيخختو وبابا چاويش بير شرّو حرصا على أن يكونا في مقدمة مستقبلي الأسيرات اللواتي تخلصن من الأسر بأكثر من طريقة صعبة يتداولها بفخر سكان المخيمات المهجّرين من سنجار، وبالقدر الذي كانت فيه الأسيرات منتظمات بصفين كخطين حافيات الأقدام كالآخرين والأخريات؛ مجللاتٍ بالبياض والخجل والفرح ورهبة المكان الذي فارقنه منذ وقت طويل بعد خروجهنّ من الكهف الذي يضم ضريح الشيخ عديبن مسافر وأداء مراسيم الزيارة بخشوع وبكاء صامت، إلا إن زحمة الرجال والنساء والأطفال المحتشدين الذين قدِموا من المخيمات القريبة من شيخان وإيسيان وباعذرا ومركز محافظة دهوك وأطرافها من شارياوخانك وغيرها ملأوا الساحة الصغيرة بالفرح وطقطقات الموبايلات في صور متسارعة لتوثيق الحدث والتركيز على وجوه الناجيات، فأحدثوا موجات من الحركة والتزاحم والفرح توطّنت في عيون تشرق دامعةً مع شمس الربيع العمودية وفي صلاة واحدة ترتّلها القلوب في نبض مشترك يمكن استشعاره بسهولة