بيع المواطنين للبنوك

بيع المواطنين للبنوك..!

بيع المواطنين للبنوك..!

 العراق اليوم -

بيع المواطنين للبنوك

بقلم: يوسف عشي

    في حدث غريب وعجيب تساءل العديد من المواطنين حول سلوك إدارة الخزينة العامة للمملكة التي غيرت طريقة استخلاص الضريبة على السيارات.

       الخزينة العامة أصدرت منشورات وعلقتها على جدران إداراتها تفسر فيها الإجراءات التي اتخذتها مبررة إياها بتيسير سبل دفع مبلغ الضريبة وذلك بإتاحة إمكانية تسديدها لدى أي وكالة بنكية متفادية بذلك الاكتضاض والازدحام الذي ينتج عن تجمع المواطنين لدفع هذه الضريبة في هذا الوقت من السنة وبالتالي معاناتهم في الطوابير وتعطيل أشغالهم.

      لكن الواضح من خلال حالة الإحباط التي اعترت العديد من المواطنين وهم في بداية السنة الجديدة، أن ما تقوله مناشير هذه الإدارة إنما هو يندرج في إطار التعبير الشهير "كلمة حق يراد بها باطل" والدليل على ذلك بسيط جدا حينما اكتشف المواطنون زيادة مبلغ 23 درهم فوق المبلغ المحدد قانونيا كيفما كانت القوة الجبائية لمحرك العربة. وأيضا تخصيص بنوك دون غيرها بهذه الخدمة ( تحديدا التجاري وفا بنك والبنك العقاري والسياحي و مصرف المغرب فقط حسب إفادة موظفي الخزينة العامة) وتذمر موظفي البنوك من إضافة عبء استخلاص هذه الضريبة إلى مهامهم مما يثير الكثير من التساؤلات.

      والنموذج من مدينة سطات حيث لعب المواطنون لعبة الحجلة، وال"كاش كاش" بين مقر إدارة الخزينة العامة و العديد من وكالات البنوك بالمدينة ليكتشفوا أهولا أخرى جديدة أضيفت إلى الضريبة المستخلصة أصلا من أرزاقهم.

      فبالنسبة للبنوك في هذه المدينة فقد قسمت نفسها إلى وكالات "مركزية" "كبرى" ووكالات صغيرة. ولهذا تحجج موظفوا الوكالات "الكبرى" ياحصرة !كالبنك الشعبي والتجاري وفا بنك، والبنك المغربي للتجارة الخارجية.. بأنهم لم يتوصلوا لحد الساعة بالنظام المعلوماتي الذي يمكنهم من الولوج للتطبيق الخاص بهذه الخدمة. وينصحون المواطنين بالذهاب إلى بنوك أخرى أو وكالاتهم بنفس المدينة التي سموها ب "الوكالات الصغرى".. حيث يجد المواطنون تعاملات أخرى في غاية الغرابة..

      فعلى سبيل المثال لا الحصر نشطت موظفة حديثة السن بوكالة للتجاري وفا بنك توجد بشارع الجيش الملكي في مواجهة مسجد المسيرة نشطت هذه الموظفة في استجلاب أكبر قدر ممكن من المعلومات الشخصية للمواطنين الذين يقصدون وكالتهم من أجل خدمة دفع الضريبة على السيارات، وصلت لطلب أرقام هواتفهم الشخصية في الوقت الذي تعاملت في نفس الموظفة بوكالة أخرى لمصرف المغرب متواجدة بطريق كيسر إلى جانب باقي موظفي هذه الوكالة في غاية الأدب والتساهل مع المواطنين ميسرة لهم الدفع باستعمال البطاقة الرمادية فقط. في حين تعالت وقاحة موظفة الوكالة "الصغيرة" للتجاري وفا بنك باستعلاء.. وكأن المواطنين مدينين لها شخصيا بقيمة الضريبة، وأيضا بمعلوماتهم الشخصية لدرجة طلبها من المواطنين البطاقة الرمادية والبطاقة الوطنية و أرقام هواتفهم الشخصية لغاية ربما لا يعلمها إلا الله أو لغاية في نفسها.

      والطامة الكبرى تتحقق للمواطنين بعد أدائهم الضريبة  حيث يفاجئون بزيادة مبلغ 23 درهم إضافية على الضريبة تبرر في الوثيقة الاستخلاص مفسرة بمبلغ 20 درهم كمبلغ للخدمة البنكية التي تكرمت الخزينة العامة وخففت على المواطن بزيادتها.. والأنكى مبلغ يفوق 3 دراهم يفسر بالضريبة على القيمة المضافة.. سبحان الله.. بات المواطنون يدفعون الضريبة على الضريبة في هذا البلد.. أليس هذا عار  وحيف في حق المواطن يا وزير المالية ويا رئيس الحكومة.. ويا من تتحملون مسؤولية البلاد والعباد في هذا البلد السعيد؟؟

       الجدير بأن يذكر ويتم التساؤل حوله هو السلوك السلبي و (السيادي) لوزارة المالية التي يبدو أنها لا تتوانى عن بيع المواطنين للبنوك وتسليمهم الذمة المالية للمواطن إلى البنوك لتمتص من أرازقهم الأموال الطائلة وتظيفها إلى مغانمها الكثيرة.. إن هذه "الغزاوة" التي تتم بمعرفة الدولة إنما تدل بوضح كبير جدا على عدم الإهتمام والإستهتار الكبير بالمواطن.. وإلا: من استشار المواطنين في تكليفهم بأداء ثمن خدمة تنصلت الوزارة من القيام بها بداعي تقريب الإدرارة من المواطنين..؟

     حري بوزارة المالية أن تدفع هي ثمن الخدمة التي كلفت بها البنوك.. بدل أن تتم إراحة موظفيها من القيام بعملهم الذي يتقاضون أجورهم من أجله، والسعي الوزارة بوقاحة مالية إلى تجسيم المواطنين عناء التوجه إلى غير الأماكن التي ألفو أداء مستحقات الضريبة على السيارات بها، والأدهى أن يقتطع من أرزاقهم ثمن خدمة لم يطلبوها.. أليس هذه قمة الإستعباد..   

    إلى متى سيظل المواطن ذلك الحائط القصير الذي يقفز عليه الكل..؟ إلى متى الإستهتار بمعيشة المواطن..؟ حتى يهان ماديا ومعنويا وهو يقوم بواجب وطني متمثل في سلوكه الإيجابي بأداء الضريبة.. حتى تتجاسر موظفة علا أو قل شأنها على التعامل مع المواطنين كعبيد في ضيعتها الإقطاعية..؟؟ وفوق ذلك يؤدون لها مبلغ هذه الإهانة.. بل و يؤدون قدرا آخر من المال كضريبة على الضريبة وكضريبة على الإهانة المباشرة من تلك الموظفة، وغير المباشرة من بلدهم الذين يلتزمون بقوانينه.. فهل هذا يروقكم يا أولي الحل والعقد..؟ سؤال يرفع من هذا المنبر للمسؤولين.. إذا كانو أصلا مسؤولين..  .السلام عليكم

 

iraqtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيع المواطنين للبنوك بيع المواطنين للبنوك



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 18:47 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

ديكورات حمامات تتباهى بجاذبية اللون الأسود تعرف عليها

GMT 22:39 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

انتشار سريع ومثمر في جميع الأصعدة

GMT 11:52 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

"الزمالك" يأمل في تحقيق البطولة الغائبة أمام "بيراميدز"

GMT 14:44 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

فيريرو يؤمن بقدرة زفيريف على التطور في الجراند سلام

GMT 23:34 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

شيبة يكشف عن عمل غنائي مشترك مع إيهاب توفيق

GMT 06:56 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أبرز صيحات ألوان حقائب ربيع 2019

GMT 10:38 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

"جوجل" تضيف موجز أخبار إلى الصفحة الرئيسية للجوال

GMT 13:44 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

ضبط 7 كيلوغرامات من "الكيف" في غليزان و الوادي
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon
iraq, iraq, iraq