أهل الفن و المصالح

أهل الفن و المصالح

أهل الفن و المصالح

 العراق اليوم -

أهل الفن و المصالح

سليمان أصفهاني

تُعتبر المصلحة من المصطلحات السائدة والأكثر رواجًا في الوسط الفني منذ سنوات و حتى هذه اللحظة بعد تسلل الأنانية إلى تلك الأجواء وباتت التحية مرتبطة بغايات وأهداف ربما تستغل الإعلام والعاملين في مجالاته المنوعة أو العكس أحيانًا لكن في المجمل يبقى بعض الفنانين الأكثر بروزًا في إطار السعي لحصد المكاسب من الصحافة الفنية عبر شتى الطرق وبعضها يكون على شكل صداقات آنية سرعان ما تنتهي بعد بلوغ هذا الفنان أو تلك الفنانة أو ذاك الشاعر والملحن غايتهم في التغطية والمتابعة المتواصلة فتسقط كل أقنعة دفعة واحدة ويسود الجفاء والتجاهل والبحث عن ضحايا آخرين للاستفادة منهم وبالتالي الاستغناء عنهم بعد الاستهلاك المتواصل .

ولا شك أنَّ تلك الحالة ليست خفية على أكثرية العاملين في مجال الصحافة الفنية الذين يعانون من مزاجية مفرطة في أكثر الأحيان ويقفون أمام صدمات غير متوقعة من فنانين اتسمت تصرفاتهم بالطيبة قبل أن تتبدل أحوالهم بلا مبرر و يتحولون إلى "مصلحجية" من الطراز الأول غير مبالين بمجهود الصحافيين والتعب الذي ممكن أن يبذلونه في سبيل إيصالهم إلى الناس بأفضل صورة، لذا ليس من المسموح بعد الآن التساهل مع تلك الحالات التي باتت شائعة في أكثر من مجال فني ومن المفترض أن تكون هناك مسافة بين الصحافي والفنان بعيدًا عن رغبة بعض الذين يعملون في مهنة القلم والفكر بالحصول على هدايا أو دعوات أو بدلات مالية لأنَّ في ذلك ضعف ممكن أن يتم التحكم به ورميه جانبًا في أي لحظة، لذلك تبقى عناصر القوة في الشفافية والصراحة والعفوية في التعبير دون اللجوء إلى التجريح ضمن إطار النقد والتمسك بالرأي السليم والمستقل دون أن تتحول الأقلام إلى حاشية تتغاضى عن الأخطاء وتهلل لأصحابها.

مع الأسف مسافة الاحترام ليست متوفرة كثيرًا في العديد من الدول العربية بين الفنان والإعلام وهناك نوع من التطرف في التعامل، وإما أن يكون القلم مؤيد حتى عمى الألوان أو معارض وصولًا إلى الشتائم والتجريح وهي نواحٍ تفقد الإعلامي حضوره ووجوده وتأثيره فيما هناك ضرورة لعدم قبول من يعانون من "فوبيا" المصالح السريعة وتحجيمهم وتطويقهم لأنَّ بعض النماذج الحديثة في الإعلام العربي جعلتهم يعتقدون أنَّ الصحافة الفنية أشبه بخادم مطيع ينفذ الأوامر ولا يتعرض حتى لو وصل الأمر إلى المس بكرامته و هناك عينات ملموسة تؤكد تلك الناحية غير المقبولة على الإطلاق.

وإذا كان لا بد من المصالح فلتكن مشتركة بين الصحافي والفنان، إلا أنَّ استغلال بعض الفنانين للصحافيين والتحكم بهم عن بعد بـ"الريموت كونترول" ورميهم بعد إنهاء صلاحية الخبر أو المقابلة فهي ناحية ممكن أن يقبل بها أصحاب الأوزان الفكرية الخفيفة وهم مجرد "فانز" عند هذا وذاك ليس أكثر، وربما لأنَّ الاعتدال والمنطق لا يوفر طبق طعام مجاني في إحدى الحفلات أو نرجيلة غير مدفوعة في مقهى أو كأس في حانة أو بعض القروش التي لا تصلح لأن تكون بديلًا عن الكرامة.

iraqtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهل الفن و المصالح أهل الفن و المصالح



GMT 14:02 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

يشبهنا صراع العروش

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 07:59 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

محمود مرسي

GMT 08:06 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

أحمد زكي

GMT 10:34 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

مديحة كامل

GMT 10:00 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

سعيد عبد الغني

GMT 14:10 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

عمار الشريعي

GMT 12:00 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

محمد فوزي

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 15:42 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على مواصفات هيونداي Nexo FCV

GMT 03:17 2015 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

أسد يفترس سائحة أميركية في جنوب إفريقيا

GMT 03:54 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

الأميرة ديانا تؤكد أنها كانت "معزولة للغاية"

GMT 23:28 2018 الخميس ,20 أيلول / سبتمبر

ارتفاع نفط عمان 57 سنتاً ليبلغ 16ر78 دولاراً

GMT 05:59 2018 الثلاثاء ,07 آب / أغسطس

"أودي" تطلق أفخم سياراتها الكروس أوفر

GMT 18:51 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

تعديلات جديدة تطرأ على سيارة بنتلي Bentayga
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq