مستقبل التعليم عن بعد

مستقبل التعليم عن بعد

مستقبل التعليم عن بعد

 العراق اليوم -

مستقبل التعليم عن بعد

بقلم ـ محمد عبد الله

أصبح مصطلح التعليم الإلكتروني يتردد بكثرة في الأوساط التربوية، دون أن يعي الكثيرون من الذين يرددون عبارات تطالب بضرورة الاتجاه نحو التعليم الإلكتروني شيئاً عن آليات ومقومات التعليم الإلكتروني وهل مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية مستعدة لمثل هذا النوع من التعليم ؟ وما المقصود بهذا النوع من التعليم ؟

التربويون يُعرفون التعليم الإلكتروني بأنه ذلك النوع من التعليم المرتكز على الطالب ، والمطوع لتقنيات المعلومات والاتصالات في عملية التعليم و التعلم ، وقد أصبح من أكثر أنماط التعليم انتشاراً وتسارعاً في العصر الحاضر .

وهذا التعريف يرتبط بمصطلح آخر هو مصطلح المجتمع المعرفي ، وهو المجتمع القائم على المعرفة كمكون أساسي من مكوناته ، وفي أدبيات التعليم فإن المجتمع المعرفي بمثابة حلم تسعي جميع الأمم للوصول إليه ، وفي مجتمع المعرفة تكون المعلومات والمعرفة هي العصب الرئيسي للاقتصاد، وعليه فلن تكون الفجوة بين الدول والأمم، كما كانت في السابق ، متعلقة بالدخل ، بل قامت تقنية المعلومات والاتصالات بتغيير المعادلة الاقتصادية فصارت الفجوة بين الدول والأمم هي الفجوة المعرفية

ومن هذا المنطلق، فإن التعليم الإلكتروني لا يعني مجرد نشر أجهزة الحاسب الآلي في الفصول الدراسية أو في الممرات في المباني الأكاديمية ، ولا يعني أيضاً تمديد الشبكات وزيادة سعات الاتصال ، ولا يعني نقل المحتوي التعليمي كما هو ونشره على شبكة المعلومات العالمية، فقضية التعليم الإلكتروني ليست تقنية بالمقام الأول ، بل والتعليم الإلكتروني ، كما يشير خبراء هذا المجال يقوم على الطالب نفسه، ويتضمن ذلك أن دور المتعلم في عملية التعليم والتعلم قد تغير ، وبالتالي فإن دور المعلم قد تغير هو الآخر من كونه مصدراً للمعلومات إلى كونه ميسراً ومدرباً ومنظماً ومخططاً لعملية التعليم وغير ذلك من الأدوار التي يقضيها تحول المتعلم من مستقبل سلبي للمعلومات إلى متعلم فعال ، وهذا الموقف التعليمي يتم في بيئة غنية بمصادر المعلومات وتقنية المعلومات والاتصال .

ولكن في ظل المشاكل التي تعاني منها المدارس المصرية ، وعلى رأسها مشكلة ارتفاع الكثافات في الفصول والتي وصلت إلى أكثر من 120 تلميذاً في الفصل الواحد في بعض المدارس ، بالإضافة إلى أن هذا النوع من التعليم يحتاج إلى معلم بقدرات خاصة وبكفاءة معينة في ذلك المجال ، كما أن هذا النوع من التعليم يحتاج أن تكون المدارس على مستوى معين من الكفاءة والاستعداد التكنولوجي.

وخير دليل على ذلك تجربة التابلت التي بدأها وزير التعليم الأسبق الدكتور محمود أبو النصر ، والتي أنفقت عليه الوزارة عشرات الملايين من الجنيهات ، وفشلت التجربة ، بسبب أن المدارس لم تكن على استعداد لتلك التجربة، وتحول التابلت من جهاز للتعليم إلى وسيلة للترفيه ، وحول الطلاب أجهزة التبلت إلى أجهزة محملة بالألعاب والأفلام.

كذلك فإن من مشكلات التعليم الإلكتروني أن استجابة المعلمين بصفة عامة تختلف نحو توظيف التعليم الإلكتروني في حياتهم التعليمية اليومية ، لذا يجب أن توجه إلى من تنخفض درجة حماسهم لتطبيق التعليم الإلكتروني .

ولنعلم أن المستقبل قد بدأ ولأن التعليم الجيد لا يأتي صدفة فيجب أن يكون لدينا قناعة بأن المؤسسات التعليمية التي لا تتطور باستخدام التعليم الإلكتروني حتماً ستفشل في المنافسة العلمية بالعالم الجديد ومؤسساته التعليمية الإلكترونية المتجددة على مدار الساعة والتي فيها يتم نشر وعرض المعلومات لأفضل العلماء والمحاضرين على مستوى العالم وتصميم وإنتاج لخبراء تكنولوجيا التعليم وعرض بأحدث الأجهزة التكنولوجيا والذي سينتج عنها تعليم الطلاب ليس فقط من خلال أساتذتهم والقاعات والمعامل بمؤسساتهم التعليمية ولكن من خلال مجموعة من الخبراء العالميين من ذوي الخبرات والخلفيات العلمية والمواقع المتنوعة .    

iraqtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستقبل التعليم عن بعد مستقبل التعليم عن بعد



GMT 06:21 2019 الأحد ,09 حزيران / يونيو

الثانوية الكابوسية.. الموت قلقا

GMT 08:34 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

المُعلم الكشكول!

GMT 10:35 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

الباشوات والبهاوات في الجامعات

GMT 06:17 2018 الجمعة ,02 آذار/ مارس

أبي حقًا

GMT 09:30 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

تقييم رؤساء الجامعات

GMT 06:35 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

التلميذ.. ونجاح الأستاذ

GMT 14:17 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

الرد على الإرهاب بالعلم والعمل

GMT 15:55 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم لعزل القيادات الجامعية

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:12 2020 الثلاثاء ,05 أيار / مايو

تنسيقات كاجوال من رانيا شهاب

GMT 07:29 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

دراسة تكشف أن ألعاب الأطفال فيها مواد خطيرة

GMT 23:20 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

سعر الريال السعودي مقابل دولار أمريكي الاثنين

GMT 05:48 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

5 رحلات سياحية لا ينبغي عليك تفويتها العام المقبل

GMT 09:28 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

شاكيرا تنفي انفصالها عن جيرارد بيكيه بطريقتها الخاصة

GMT 18:51 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

منتخب سيدات تونس يتلقى الهزيمة الرابعة في مونديال اليد

GMT 05:38 2014 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

طبيب سعودي ينجح في زراعة سماعة من نوع "باها"

GMT 02:57 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنى عسل تؤكد أن برنامجها الجديد على "أون لايف " سيكون مفاجأة

GMT 05:11 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طرق الوقاية من "الصدفية" فى الشتاء

GMT 06:34 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

زوزو نبيل التي لا يعرفها أحد

GMT 08:13 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

عسير تودع فراشة الإعلام أم كلثوم عن 42 عامًا

GMT 00:57 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

سهير رمزي تؤكد أنها فوجئت بدورها في "قصر العشاق"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq