عالم مصرى بصمة من الستينيات

عالم مصرى.. بصمة من الستينيات

عالم مصرى.. بصمة من الستينيات

 العراق اليوم -

عالم مصرى بصمة من الستينيات

مصطفي الفقي
بقلم : مصطفي الفقي

تلقيت اتصالًا هاتفيًا من صديقى الأستاذ الدكتور«فؤاد النواوى» أستاذ أمراض الباطنة طب القاهرة ووزير الصحة الأسبق الذى تربطنى به صلة طويلة تبدأ من ستينيات القرن الماضى، وقد أبلغنى الدكتور «النواوى» فى لهجة مؤثرة وبحزن عميق بوفاة صديقنا المشترك الدكتور «عادل عبدالفتاح» والمعروف فى الخارج باسم «عادل محمود»، وقع الخبر على وقعًا مؤسفًا وبدأ شريط الذكريات يمضى أمامى سريعًا إذ إن هناك مراحل ثلاثا لعلاقتى بذلك العالم الراحل

والذى بكته الدوائر العلمية حتى إن «بيل جيتس» رئيس شركة مايكروسوفت العالمية قد نعاه نعيًا مؤثرًا مشيرًا إلى (اللقاحات) التى اكتشفها ذلك الطبيب المصرى الذى كان يعمل رئيسًا لقسم الصحة العامة فى إحدى الجامعات الأمريكية المرموقة وهو ما أتاح له العمل فى خدمة طب «المناطق الحارة» وإنقاذ الملايين من الأطفال بسلسلة التطعيمات التى كان يقف وراءها ذلك العالم الفذ، وإذا كانت الدنيا تراه اليوم عالمًا دوليًا كبيرًا يرحل عن دنيانا فإن له جانبًا آخر فى حياته لا يقل خطورة عما يعرفه العالم عنه إذ إن د.«عادل عبدالفتاح»- كما نسميه نحن فى «مصر»- هو أيقونة «منظمة الشباب» فى العصر الناصرى تحت قيادة الراحل الكبير الدكتور «حسين كامل بهاء الدين» الذى أصبح وزيرًا للتعليم بعد ذلك بسنوات، ففى منتصف ستينيات القرن الماضى كانت «منظمة الشباب» تتقدم الصفوف فى تجربة رائدة، وكان «عادل عبدالفتاح» هو سكرتير التنظيم ومعه كوكبة تحمل مسؤوليات موازية من أمثال «مفيد شهاب» و«عبدالأحد جمال الدين» و«هاشم العشيرى» و«عبدالغفار شكر» الذى كان مسؤولًا عن ملف التثقيف وكنت أنا شخصيًا مساعده على مستوى محافظة «القاهرة»،كان «عادل عبدالفتاح» شخصية قوية ومحبوبة فى ذات الوقت وله «كاريزما» متميزة حتى تأثرنا به جميعًا وانبهرنا بشخصيته فى سنوات الشباب المبكر، وعندما حدثت «نكسة 1967» انفرط العقد واتجهت تلك القيادات الشابة تبنى نفسها بعيدًا بحكم تخصصاتها كل فى طريقه فأصبح «حسين كامل بهاء الدين» واحدًا من ألمع أساتذة طب الأطفال فى تاريخنا الحديث ووصل إلى موقع «رئيس الجمعية الدولية» فى هذا التخصص

وشد «عادل عبدالفتاح» الرحال إلى «بريطانيا» لاستكمال دراسته للدكتوراه وهناك بدأت المحطة الثانية لعلاقتى بتلك الشخصية المصرية العظيمة وقد اقتربت منه أكثر وأصبحت لدينا مساحات مشتركة من اللقاءات فى عطلة كل أسبوع حيث كنت أعمل دبلوماسيًا صغيرًا فى القنصلية ثم السفارة المصرية فى العاصمة البريطانية وبهرنى «عادل عبدالفتاح» فى ذلك الوقت مرة أخرى وهو يشق طريقه باقتدار مثلما فعل من قبل فى منظمة الشباب، وقد أبلغنى ذات مرة بعد سنوات قضيتها مستمتعًا بصحبته فى «لندن» أنه يزمع الرحيل إلى العالم الجديد حيث فرص البحث العلمى والدراسات المتقدمة فى مجال تخصصه أكبر من حيث الإمكانات كما أن آفاق ذلك الفرع من الطب مفتوحة هناك بفرص أكبر فودعته حزينًا، وظل التواصل بيننا حتى بعد أن عدت إلى الوطن وعملت فى مؤسسة الرئاسة سكرتيرًا للرئيس الأسبق «مبارك» وكنت أتابع نجاحات «عادل عبدالفتاح» وبريق اسمه من حين لآخر وأثناء زياراته الخاطفة لمصر ثم بدأت المحطة الثالثة عندما منذ ما يزيد عن خمسة عشر عامًا داعيًا إلى أن ترشحه الدولة المصرية عن جدارة «مديرًا لمنظمة الصحة العالمية» خصوصًا أنه يحمل جنسيته المصرية باعتزاز رغم حصوله على الجنسية الأمريكية،

وأعترف أن «مصر» لم تعطه حقه وتقاعست وزارة الصحة عن تأييده قائلين لماذا لا ترشحه «الولايات المتحدة» للمنصب مادام يحمل جنسيتها ويعمل فى واحدة من جامعاتها وفقدت «مصر» فرصة ضائعة لتولى هذا المنصب الدولى الكبير.. رحمه الله بما قدم لنا ولغيرنا من إسهامات مجيدة فى ميدانى السياسة والطب.

المصدر :  المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم مصرى بصمة من الستينيات عالم مصرى بصمة من الستينيات



GMT 06:23 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

صوت العقل من «إمرالي»

GMT 06:21 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مذبحة المستوردين!

GMT 06:18 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

هل صحيح أن الأردن قبل 30 عاما كان أجمل؟!

GMT 06:16 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

العالم أمام اختبار أمن الملاحة

GMT 08:41 2019 السبت ,11 أيار / مايو

عن «إبداع» الكرك وثوبها الأبيض

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 09:54 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

إعلام "التريند"!

GMT 14:33 2015 الخميس ,17 أيلول / سبتمبر

"Hyundai Elantra 2016" سيارة بمواصفات ترفيهية

GMT 00:28 2015 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الطفل المعجزة يكشف ذكرياته الخاصة مع فناني الزمن الجميل

GMT 12:13 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

تقرير عن طراز "تيفولي" من شركة "سانغ يونغ" للسيارات

GMT 03:50 2016 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

آدم ينفي مهاجمة "الشيعية" في لبنان خلال مراسم عاشوراء

GMT 01:32 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكد أن الفلفل الحار يساعد في محاربة السرطان

GMT 11:29 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

صيحات أحذية من أسبوع الموضة في لندن لموسم ربيع 2020

GMT 22:00 2019 الإثنين ,15 تموز / يوليو

أفضل 8 مستحضرات كريم أساس للبشرة الدهنيّة

GMT 14:35 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

سقوط شبكة لتبادل الزوجات وحفلات جنس جماعى

GMT 05:20 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

بيرات ألبيرق يُؤكِّد ضرورة القيام بإصلاحات في الاقتصاد
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq