الإشارة حمراء

الإشارة حمراء

الإشارة حمراء

 العراق اليوم -

الإشارة حمراء

بقلم : عمرو الشوبكي

حين وصلت إلى مطار الدار البيضاء، مساء الأربعاء الماضى، كانت الساعة قد اقتربت من منتصف الليل، وطوال الطريق من المطار وحتى مدينة الرباط شاهدت حجم النظام والانضباط على الطريق السريع حتى تشعر وكأنك فى بلد أوروبى لا بلد عربى يعانى من مشاكل اقتصادية وتنموية كثيرة.

 ومنذ أن استقللت السيارة من مطار الدار البيضاء وحتى العاصمة الرباط لم يمر السائق طوال الطريق الذى زاد على 100 كيلو متر من أى سيارة من ناحية اليمين، ولم أجد سيارة نقل واحدة تسير فى الحارة الشمال، إنما كلها بلا استثناء من «أهل اليمين»، ولا توجد سيارة أخرى تسير بين حارتين لكى تسبق السيارات التى أمامها على طريقة «المقصات» التى صارت سلوكا عاديا فى طرقنا المصرية.

الطرق السريعة فى المغرب نظيفة ومنضبطة، ولا يمكن أن تجد فيها حمارا شاردا يعبر الطريق أو بقرة تسده أو مجموعات من البشر تعبره جريا متصورة أن الجرى سينقذها من السيارات المسرعة، رغم أن حولها قرى فقيرة يعانى سكانها من مشاكل كثيرة، ولكن لا أحد يتعامل بهذا الاستخفاف بأرواح الناس ولا الاستهانة بالقوانين.

وحين دخلت العاصمة الرباط فى الواحدة صباحا كانت حركة السير قد خفت بدرجة كبيرة، ولم يقم السائق مثل باقى السيارات بكسر إشارة مرور حمراء واحدة، رغم أنه لم يكن هناك شرطى واحد ولا سيارة أخرى تقطع الطريق أمامه، ومع ذلك توقف فى كل الإشارات التى مر بها حتى وصلنا للفندق.

المغرب يتطور كل عام بصورة كبيرة وكل الزملاء الذين حضروا معى هذه الندوة أو ندوات سابقة، اكتشفوا أن هناك نموا عمرانيا حدث، لم يهدم مدنا أو أحياء قديمة إنما حافظ عليها وجددها.

فى الرباط مستحيل أن تجد شارعا بلا رصيف يسير عليه الناس، وأماكن آمنة لعبور المشاة وشواطئ البلاد مفتوحة أمام الناس العادية، وشغلت مدينة الرباط فى السنوات الأخيرة تراماً فوق الأرض فى حين قمنا بهدمه فى مصر الجديدة (بلا مبرر) وتدمير أحد المعالم التاريخية لمدينة القاهرة العظيمة.

لقد نجح المغرب أن يتقدم (دون ثورة) رغم أنه لايزال لديه مشاكل اقتصادية وسياسية كثيرة، وأصبح نقطة جذب هائلة لجانب مهم من الحوار العربى الأوروبى وأيضا الحوار العربى / العربى، سواء على المستوى الثقافى أو السياسى، حتى وصل الأمر إلى ذهاب كثير من الشركات السينمائية العالمية والعديد من المنتجين إلى هناك لتصوير أفلام فى استديوهات مغربية بنيت فيها كثير من الآثار المصرية، بعد أن وجدوا صعوبات أمنية وبيروقراطية فى تصوير أفلامهم فى أماكن الآثار الحقيقية فى مصر.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر : المصري اليوم 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإشارة حمراء الإشارة حمراء



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 15:20 2019 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 12:06 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

السينما الخالدة

GMT 07:26 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"عشيقة جدي" مجموعة قصصية جديدة لمحمد بركة

GMT 14:33 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

اوبو تستعد للإعلان عن ثلاثة إصدارات من الهاتف OPPO F5

GMT 05:04 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

مصر ترد بقوة على إسرائيل بشأن الحدود مع غزة

GMT 17:56 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

عالم الأمومة المفخخ

GMT 09:44 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"سابك" تبدأ طرح سندات دولية بالدولار غير مدعومة بأصول

GMT 20:19 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

شركه بي إم دبليو تشوقنا لـ X7 من خطوط الإنتاج
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon
iraq, iraq, iraq