ذكريات الستينيات

ذكريات الستينيات

ذكريات الستينيات

 العراق اليوم -

ذكريات الستينيات

بقلم - عمرو الشوبكي

اعتاد الأستاذ محمد السيد رجب أن يتواصل معى منذ سنوات، واعتدت نشر كثير من رسائله الهامة والمتنوعة، آخر هذه الرسائل حملت ذكريات جيله عن عصر عبدالناصر وزمن الستينيات وجاء فيها:

الدكتور عمرو الشوبكى

تحية طيبة وبعد

تحت عنوان (مائة عام على ميلاد عبدالناصر) كتبت فى عمودكم المهم مقالا جميلا وإننى أنتهز هذه الفرصة لأتحدث عن عبدالناصر الإنسان الذى عاش ومات مصريا أصيلا شريفا.

أحدث عبدالناصر انقلابا اجتماعيا داخل مصر، وتغيرت أحوال المصريين على نحو كبير!

كنت صبيا صغيرا أرى معظم أبناء الشعب يسيرون حفاة وكانت مهنة جمع أعقاب السجائر مهنة شائعة وكان الجهل سائدا والشهادة الابتدائية القديمة هى نهاية المطاف لمعظم الناس!

كانت منطقة وسط البلد حلما وكانت فنادق مثل سميراميس والكونتيننتال أملا شاهقا يراها الناس فقط ولا يحلمون بدخولها وكانت محلات مثل جروبى والأمريكيين بعيدة عن المتناول رغم أن ثمن طبق البودنج قرشان ونصف!

كان الفلاح المصرى يعمل بعشرة قروش من الفجر إلى المغرب وفى عام 1954 أصبح الحد الأدنى لأجر الفلاح هو 25 قرشا!

كان عبدالناصر مواطنا مصريا صعيديا شريفا حازما نزيها مع الشعب وقرة عينه أن يرى المواطن المصرى يعيش حياة كريمة رافعا رأسه وليس خافضا بصره!

لقد ذكرت لك مرة أن عبدالناصر تلقى هدية خاصة من الرئيس الأمريكى أيزنهاور عام 1953 قدرها ثلاثة ملايين دولار وقد أنفق عبدالناصر هذا المبلغ فى تشييد برج القاهرة الذى أصبح منارة وفخرا!

كم شخصا فى العالم يستطيع مقاومة إغراء ثلاثة ملايين دولار؟!

تغيرت أحوال المجتمع المصرى وأصبح رؤساء الوزارة والوزراء ورؤساء تحرير الصحف وضباط الجيش والشرطة ومديرو البنوك ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات وأساتذة الجامعات ورؤساء مجلس إدارة الشركات هم من يحكمون مصر ويديرون شؤونها!

ونستطيع أن نقول إن كل هؤلاء هم أبناء الفلاحين والموظفين الذين تمتعوا بمجانية الجامعات وحصلوا على كل الفرص المتاحة والمستحدثة!

د. عمرو الشوبكى هل تعرف قماشا اسمه اللينوه؟!

لقد كانت تستورده أمريكا من مصر!

هل تعرف صوفا ممتازا اسمه سوبر فانسى1001 وبوتاجاز المصانع الصغير اتنين ونصف شعلة وثلاجة إيديال والسخان م ح.... إلخ؟!

كانت هناك زراعة جيدة وصناعة ممتازة وتعليم مناسب ولم يكن هناك محافظ يرتشى!

لم يكن الشعب غنيا، وحينما انقطع البث التليفزيونى ذات ليلة سعيدة عام 1963 صرف منحة للموظفين والعمال بحد أدنى 3 جنيهات وأقصى 15 جنيها وبات الشعب كله سعيدا مجبورا!

كان هناك أمل وهدف وعمل استمر 15 عاما حتى جاء الإعصار عام 1967.

نحن نعيش الآن فترة عصيبة ولكنها حافلة بالعمل الجاد ومحاربة الفساد وبالقطع سوف تؤتى ثمارها ولو بعد حين،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

محمد السيد رجب

مدير عام سابق بالإسكندرية

المصدر : جريدة المصري اليوم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكريات الستينيات ذكريات الستينيات



GMT 09:29 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

حول التطبيع 2

GMT 05:19 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

النصوص لا تصنع الإرهاب

GMT 05:33 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

GMT 08:31 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

هل نحتاج لمزيد من كليات الطب؟

GMT 04:38 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

مجلس الشورى

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 19:24 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

الإصابة تبعد اللاعب ميختاريان عن صفوف أرسنال لستة أسابيع

GMT 03:19 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حسن تُؤكّد أنّ "لا أحد هناك" خُطوة مُهمّة في مشوارها

GMT 12:00 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفضل المعالم السياحية في "كوتا كينابالو"

GMT 05:15 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

فيكتوريا بيكهام تكشف أسرار نجاحها في عالم الأزياء

GMT 19:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

جلد عروسين قبل زواجهما بأيام في إندونيسيا والسبب غريب

GMT 00:44 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إيمان أبو طالب تكشف سبب مشاركتها في "فرصة سعيدة"

GMT 17:36 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

5 فضائح مثيرة وراء شهرة الفنانة المصرية رانيا يوسف
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq