المناورة الكبرى

المناورة الكبرى

المناورة الكبرى

 العراق اليوم -

المناورة الكبرى

عمرو الشوبكي
بقلم : عمرو الشوبكي

بصرف النظر عن مستقبل الصراع القومى المحتدم بين الأكراد ودول المنطقة: عرب وفرس وأتراك، خاصة مع الأخيرة، فإن ما جرى الأسبوع الماضى، عقب الغزو التركى للأراضى السورية، من مناورات عسكرية وسياسية وأوراق ضغط، دل على أن معركة كبرى جرت فى ساحة السياسة أكثر من ساحة المعارك، وأن الطرف الأمريكى على غير العادة أدارها بمهارة كبيرة.

ورغم هزيمة المشروع السياسى لتركيا فى سوريا والذى قام على دعم فصائل عسكرية مسلحة تكفيرية وغير تكفيرية من أجل إسقاط النظام بالقوة المسلحة، وشاركها فى ذلك دول عربية أخرى، ومع ذلك فهى الدولة الوحيدة من بين الدول الخاسرة فى سوريا التى حافظت على تأثيرها الإقليمى فى مواجهة الأطراف الأخرى (روسيا وإيران) وهذا ما انعكس على مفاوضات يوم الخميس الماضى بين الرئيس التركى ونائب الرئيس الأمريكى (كلاهما متشدد) والتى استمرت لأكثر من 5 ساعات.

ورغم التجهم الذى خيم على أجواء الاجتماع وتوقع الكثيرين فشله إلا أن أمريكا نجحت فى أن تفرض وقف إطلاق النار على الأتراك فى مقابل ضمان انسحاب القوات الكردية لمسافة 20 ميلا من الحدود التركية، وأيضا رفع العقوبات عن أنقرة.

والحقيقة أن التصعيد الذى شهدته المنطقة، طوال الأسبوع الماضى، خاصة بين الجانبين الأمريكى والتركى، كان يدل على أنهما وصلا إلى نقطة اللاعودة، والحقيقة أن الضغوط التى مارستها أمريكا واستجابة الجانب التركى دلت على مستوى من إدارة الصراعات السياسية لا يقوم مطلقا على الصراعات الصفرية التى نعرفها فى العالم العربى بالشعارات وليس فى الواقع والفعل.

وقد قام الرئيس الأمريكى بمناورة كبرى جعلتنى لأول مرة أبدى إعجابا بأدائه (وأعتقد ستكون الأخيرة)، فقام بسحب القوات الأمريكية من المناطق الكردية، وكتبت وكتب غيرى منتقدا هذه الخطوة، فى حين أثبت الواقع أن ترامب امتلك ورقة ضغط كبيرة على الأكراد بسحب قواته (ونفعت) حين ساهمت فى إقناعهم بعد ذلك بضرورة وقف إطلاق النار، كما أن فرضه عقوبات اقتصادية على تركيا كان ورقة ضغط كبيرة على تركيا واقتصادها المأزوم (ونفعت).

اتفاق الخميس الماضى يقول إن ترامب، رغم خطابه المتطرف وتقلباته السياسية، وعدائه للحقوق الفلسطينية، إلا أنه قام بمناورة كبيرة لم يكن سحب قواته تسليما للروس ولا للأتراك، إنما كان مناورة للضغط على الجميع، وربما شجعت الأتراك للدخول إلى سوريا حتى فوجئوا بالضغط الأمريكى الكاسح فرضخوا له.

يقينًا هناك دروس يجب أن نتأملها فى عالمنا العربى لتزايد أدوار الآخرين فى بلادنا وحالة الضعف التى جعلت أمر بلد عربى عظيم مثل سوريا مرتهنا بدول غير عربية (تركيا وإيران)، وأن مواجهتهم لا يجب أن تكون بالرفض فقط، إنما ببديل وحضور عربى حقيقى.

حقنت هذه الخطوة دماء أبرياء كثيرين، والنصر لشعب سوريا الكريم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المناورة الكبرى المناورة الكبرى



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:21 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 22:14 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 00:37 2017 الجمعة ,27 كانون الثاني / يناير

كؤوس "اللكزس" تُشعل الجياد في سباق الخيل

GMT 09:02 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

السوريون وشطارتهم

GMT 20:41 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

دراسة إسبانية تؤكّد عدم اكتشاف ميول الأطفال تساهم في فشلهم

GMT 12:53 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

استدعاء جميع نسخ "بوغاتي شيرون" بسبب عيب في الصناعة

GMT 05:32 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

رحلات صيفية في الشتاء بأقل من 500 استرليني من مراكش إلى غوا

GMT 04:45 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"DesignSixtyNine" تحصد جائزة أفضل مدونة داخلية لعام 2017

GMT 21:24 2013 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

بيهاتي برينسلو مثيرة و نحيفة في بيكيني ساخن

GMT 20:56 2016 الإثنين ,19 أيلول / سبتمبر

القرفة تزيل رائحة الفم الكريهة

GMT 07:01 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يطلق سراح سجى الدليمي طليقة أبو بكر البغدادي

GMT 07:46 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

متجر صغير يبيع مستلزمات المنزل بأسعار رمزية

GMT 11:47 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

40 عامًا لأولي هونيس داخل "بايرن ميونخ"

GMT 12:18 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

أجمل العباءات الشتوية الراقية لاستقبال العام الجديد

GMT 07:42 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

كافاليرز يتخطى هوكس في دوري السلة الأميركي

GMT 05:10 2018 الثلاثاء ,10 تموز / يوليو

العثور على قناديل البحر المتوسط في الإسكندرية
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon
iraq, iraq, iraq