عسكرة الفضاء

عسكرة الفضاء

عسكرة الفضاء

 العراق اليوم -

عسكرة الفضاء

بقلم : مكرم محمد أحمد

أعلنت الولايات المتحدة عزمها على الإسراع بإنشاء قوة فضائية كفرع سادس جديد للقوات المسلحة الأمريكية بعد القوات البرية والبحرية والجوية ومشاة البحرية وحرس تسليح الفضاء، هدفها المُعلن المواجهة الفضائية لكل من الصين وروسيا باعتبارهما خطرين إستراتيجيين على أمن الولايات المتحدة.

 ويتشكل قوام القوة الفضائية الجديدة من حزمة متنوعة من الأقمار الصناعية تتعدد وظائفها ما بين الاستطلاع بالتصوير الرقمى، أو الأقمار الصناعية المختصة بالإنذار المُبكر، والأخرى المزودة بنظام القصف المدارى التى يطلق عليها مُصطلح القنابل المدارية، وينطوى مشروع القوة الفضائية الجديدة على إنشاء قيادة عسكرية فضائية، تملك موازنة حدها الأدنى 2 مليار دولار تتولى التعامل مع التهديدات خارج الغلاف الجوي، تصل قوة عملها إلى حدود 15 ألف شخص خلال السنوات الخمس الأولى، وسوف يصادق الكونجرس بمجلسيه النواب والشيوخ على إنشاء القوة الجديدة بعد أن أكد مسئول أمريكى بارز أن الفضاء لم يعد مجرد حيز للدعم وإنما أصبح ميدان قتال ينبغى أن نكون كأمريكيين مستعدين فيه للقتال والردع والانتصار، لأن المتغيرات الجديدة لا تستبعد اندلاع صراع بين القوى الدولية فى الفضاء، يجعل حرب النجوم حقيقة واقعة فى ظل التنافس بين روسيا والصين والولايات المتحدة خارج الكرة الأرضية والذى ظهرت بداياته فى السباق الرهيب على استعمار القمر سعياً لاستثمار ثرواته الطبيعية، التى تتمثل فى وجود عدد من المعادن المهمة مثل الذهب والفضة والبلوتونيوم.

وسوف يتم تخصيص 73 مليون دولار لبناء مقر قيادة القوة الفضائية الجديدة، ووصف وزير الدفاع الأمريكى بالوكالة باتريك شاناهان تشكيل القوة الجديدة بأنه يمثل لحظة تاريخية للولايات المتحدة وخطوة استراتيجية مهمة تضمن مصالح الولايات المتحدة فى الفضاء، وتقدم فهماً أكبر وأكمل للتهديدات الفضائية المتوقعة، وقالت تقارير إعلامية إن قيادة القوة الجديدة سوف تتولى أيضاً رصد الصواريخ الباليستية لحظة انطلاقها ومراقبة العمليات الفضائية وتأمين وسائل أكثر فاعلية لعملية منظومة الأقمار الصناعية التى تعتمد عليها القوات المسلحة الأمريكية، خاصة أن استخدام أقمار التجسس الصناعية أدى إلى تقليص حجم الجيوش وتغيير الكثير من الخطط التكتيكية وتعظيم عناصر الحرب الفضائية بعيداً عن مجالات المواجهة الميدانية، حيث استخدمت الولايات المتحدة 3 أقمار صناعية فى عملية عاصفة الصحراء عام 1991 تمتعت بقدرات تمييز عالية وصلت إلى حد الرصد الدقيق لأحجام من الأهداف فى حدود 10 سنتيمترات، كشفت ضمن ما كشفت كل مواقع إطلاق الصواريخ الباليستية التى يملكها الجيش العراقى!.

والواضح أن الروس يضعون نصُب أعينهم إعادة برامج روسيا الفضائية بما يمكنها من منافسة الولايات المتحدة، ومنذ عام 2005 أطلقت روسيا 15 قمراً صناعياً عسكرياً مملوكة لوزارة الدفاع الروسية مخصصة للتجسس والإنذار المُبكر فضلاً عن منظومة أقمار تتشكل نواتها من 24 قمراً صناعياً تحلق جميعها حول الكرة الأرضية فى 3 مدارات بهدف احتلال مساحات من الفضاء الكونى، تمكن روسيا من منافسة الولايات المتحدة فى سعيها لعسكرة الفضاء والسيطرة عليه، وقد دخلت الصين خلال العقد الأخير الساحة الفضائية، وحققت طفرة فى امتلاكها الأقمار الصناعية العسكرية القادرة على العمل بكفاءة على جميع المستويات المدارية، ويزيد عدد الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية الصينية فى الفضاء على 36 مركبة، وصلت إحداها فى يناير الماضى إلى سطح الجانب البعيد من القمر فى سابقة هى الأولى من نوعها، والواضح أيضاً أن عسكرة الفضاء هى الشغل الشاغل الآن للعسكريين فى الولايات المتحدة وروسيا والصين، بهدف تطوير التقنيات القادرة على تحقيق السيطرة الفضائية.

وما يثير قلق العالم بالفعل أنه لا يبدو حتى الآن أن هؤلاء الفرقاء المتنافسين على عسكرة الفضاء يقتربون من تسوية مشكلاتهم عبر التفاوض على طرق واحدة لرسم الحدود فى الفضاء، بما يضمن حل نزاعاتهم المستقبلية فى إطار التسوية السلمية، لكن الأمر المؤكد أن إعلان الولايات المتحدة رسمياً عزمها إنشاء قوة فضائية كفرع سادس للقوات المسلحة الأمريكية سوف يدفع الروس والصينيين إلى خطوة مماثلة تعزز سباق عسكرة الفضاء انتظاراً لتوافق هذه القوى على كيفية التسوية السلمية لمشكلات الحدود فى الفضاء.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عسكرة الفضاء عسكرة الفضاء



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 02:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

جزر هاواي ضمن أفضل 10 عطلات فاخرة في 2018

GMT 01:30 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

سهام إحسان تكشف عن آخر تصميماتها الصيفية في 2017

GMT 02:30 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

خدمة "Apple Music" الموسيقية تتفوق على سبوتيفاي

GMT 07:25 2018 الخميس ,14 حزيران / يونيو

أفضل أفكار لتصميمات الأبواب الأمامية للمنزل

GMT 04:15 2018 الأحد ,10 حزيران / يونيو

وفاة والد مطرب شهير بعد صراع مع المرض

GMT 13:24 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

حمدي أبو جليل يقدم "رواية أخرى في التاريخ الإسلامي"

GMT 18:20 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

حلا الترك تظهر في إطلالة مثيرة على "سناب شات"

GMT 05:38 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

قواعد ذهبية لتجنب تفاقم حروق الفم واللسان

GMT 00:43 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

منال سلامة تقدم شخصية شريرة في مسلسل " عائلة الحاج نعمان "

GMT 01:28 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

التهاب الحلق أحد الأعراض غير المعروفة لسرطان الفم

GMT 00:28 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

يسرا اللوزي تكشف عن طبيعة دورها في "عائلة الحاج نعمان"

GMT 20:59 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لعلاج الهالات السوداء بوصفات بسيطة في منزلك

GMT 00:04 2015 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

معكرونة بالجمبري و صوص روز

GMT 00:33 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

ماغي بوغصن تسجِّل 80 ألف مشاهد لفيلمها "السيدة الثانية"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq