عبد الحي وداعاً

عبد الحي.. وداعاً

عبد الحي.. وداعاً

 العراق اليوم -

عبد الحي وداعاً

بقلم : منى بوسمرة

 رحل بلا استئذان وبلا إنذار، ففقدت «البيان» فجأة أيقونة من أيقونات التميز فيها، وما أكثرها، لكن الزميل المرحوم عبد الحي محمد الذي اختاره الله إلى جواره بالأمس، كان له أداء خاص ومختلف، جعل منه قدوة مهنية للزملاء، ليس في «البيان» فقط بل في الساحة الإعلامية المحلية التي خدم فيها لنحو 25 عاماً.

غيابه، ورحيله، خسارة أكيدة لأسرته الصغيرة، لكنه في الوقت نفسه خسارة لأسرته المهنية «البيان» على المستويين الإنساني والمهني، فخطفه الموت من بيننا، صديقاً وأخاً وصحفياً لامعاً، طالما تميزت «البيان» دوماً بتميزه المهني، حتى سقط على بلاط صاحبة الجلالة حاملاً قلمه حتى اللحظة الأخيرة، كاتباً نهاية المشوار.

مع صدمة المفاجأة، غابت الكلمات، مثلما غابت مع رحيل زملاء سبقوه وسبقونا، إلى دار الحق، لكن ورغم ألم الفراق، فحين نسترجع شريط الذكريات، فإن عبد الحي وأمثاله، يمنحوننا وكل الزملاء القدوة والنموذج في العطاء والنقاء والانتماء والاندفاع نحو العمل بالأفكار والمجهود، حيث كان دائماً شعلة نشاط وعمل وتميز، أثارت إعجاب كل من عمل معهم أو قابلهم، حتى صار مقياساً للتنافسية بين زملائه. فاسمه لم يغب يوماً عن صفحات «البيان» طيلة 13 عاماً، فكان مثالاً للانضباط والتفاني بالعمل والاستعداد الدائم لتلبية طلبات صاحبة الجلالة التي لا تتوقف، فكان «ريس الميدان» وعنوانه حتى توقفت عقارب الساعة، فسكن الصمت، وحزنت صفحات «البيان» على غياب اسمه، وكان تأثير غيابه حاضراً منذ اليوم الأول لرحيله، حيث لم يخطر ببال أحد من زملائه أن يفارقنا على هذا النحو المفاجئ.

سبقنا، إلى دار الحق، مثلما كان دائماً سباقاً في انفراد أخباره وموضوعاته، وسعيه الدؤوب نحو المقدمة، مترفعاً عن الصغائر، مجتهداً وقت الوقائع، فذاً في عمله، حتى لمع قلمه في كل ما كتب، وبعدسة بصره اقتحم الصعاب وتجاوز التحديات حتى لامس العلياء يوم فاز بجائزة الصحافة العربية، فرفع رأسه فخراً، ومنح «البيان» وساماً لا يرفعه إلا من هم في مثل موهبته.

ليس للكلمات أجنحة لتصله وهو يضيء في أكوان أخرى، لكننا نشهد له بالتفوق، المهني والأخلاقي، وأن اسمه سيبقى منحوتاً في ذاكرة «البيان» وصحافة الإمارات، يروي سيرته، ويحفظ ذكراه الجميلة.

وداعاً عبد الحي، فالحياة قصيرة، والموت منزلنا الأخير.

لك الرحمة، ولأسرتك خالص العزاء.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبد الحي وداعاً عبد الحي وداعاً



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:12 2020 الثلاثاء ,05 أيار / مايو

تنسيقات كاجوال من رانيا شهاب

GMT 07:29 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

دراسة تكشف أن ألعاب الأطفال فيها مواد خطيرة

GMT 23:20 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

سعر الريال السعودي مقابل دولار أمريكي الاثنين

GMT 05:48 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

5 رحلات سياحية لا ينبغي عليك تفويتها العام المقبل

GMT 09:28 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

شاكيرا تنفي انفصالها عن جيرارد بيكيه بطريقتها الخاصة

GMT 18:51 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

منتخب سيدات تونس يتلقى الهزيمة الرابعة في مونديال اليد

GMT 05:38 2014 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

طبيب سعودي ينجح في زراعة سماعة من نوع "باها"

GMT 02:57 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنى عسل تؤكد أن برنامجها الجديد على "أون لايف " سيكون مفاجأة

GMT 05:11 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طرق الوقاية من "الصدفية" فى الشتاء

GMT 06:34 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

زوزو نبيل التي لا يعرفها أحد

GMT 08:13 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

عسير تودع فراشة الإعلام أم كلثوم عن 42 عامًا

GMT 00:57 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

سهير رمزي تؤكد أنها فوجئت بدورها في "قصر العشاق"

GMT 16:36 2014 السبت ,01 آذار/ مارس

اللفت يساعد في علاج الحساسية

GMT 11:20 2015 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

حمام أمونة الدمشقي يجمع بين التراث والحداثة

GMT 03:42 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

ريهام حجاج حبيبة عمرو سعد في "وضع أمني"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq