«صوت الكبار»

«صوت الكبار»

«صوت الكبار»

 العراق اليوم -

«صوت الكبار»

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

الرجال منهم، جاءوا إلى المباراة صابغين شعرهم بشكل واضح، ومن له شاربان بينهم، صبغهما أيضاً، وفيهم من أصلع رأسه تماماً. وكأنما على اتفاق واحد، كانت أصواتهم كلها جميلة وحناجرهم مذهبة وأغانيهم من البديع القديم.
هذه الأيام الحلكاء يشعر المرء بالذنب إذا ما خامره فرح، أو «استخفه طرب». ويشعر بذنب أكبر إذا ما أقر بذلك وما «استحى على شيبته» المشتعلة مثل رأس زكريا.
برنامج «Voice للكبار» عرض رائع من عروض الإمتاع والمؤانسة. مجموعة من ذوي وذوات الأعمار المتقدمة تقدم أنواعاً من الغناء شبه المنسي، الذي ضاع تحت أقدام الكليبات وراقصاتها. ومطربون ومطربات من سائر بلاد العرب، بموشحاتهم وعباءاتهم الزاهية والقلنسوات الحمراء التي لا أدري من أي بلد في المغرب أتت.
في برنامج Voice لليافعين يأتي المشاركون برفقة آبائهم أو أمهاتهم. في Voice الكبار يأتون برفقة أبنائهم وبناتهم، يصفقون لهم، ويدمعون ويفرحون كلما شعروا أن أعضاء اللجنة الحاكمة، قد زلزلتهم الأصوات الآتية من خباء المنازل العادية والبيوت التي لا مكان لها بين المحترفين من أهل الفن.
إنهم مجرد مقلدين يرددون ما كان يطلع به أسياد الطرب على المسارح. إلى أن تسمعهم. وعندئذ تدرك أنهم أصلاء متفوقون، وأن التقليد صنو الأمل، وأحياناً يفوق.
أدركت وأنا أصغي مساء السبت الفائت، مدى التشوه الذي طغى على نفوسنا. لم نعد نشاهد إلا البرامج السياسية. ومثل مرضى النفوس لم يعد يرضينا سوى البرامج التي تقهرنا وتذلنا وتقض مضاجعنا ويقظتنا معاً.
المفكر الأميركي هنري ديفيد ثورو كان يحب أن يشبه نفسه بديك يوقظ الجيران لكي يفوت عليهم الاستغراق في النوم، في مباهج الحاضر المتبخر سريعاً في مطاوي الزمان. Voice الكبار استعادات لأوتار العمر. في ذكرى مولد فيروز قبل أيام، بعث إلي صديق من الرياض «تذكيراً» بالأمر أشبه بمذكرة إدارية، لكي لا أنسى الكتابة عن الأمر. ماذا بقي لم أكتبه على مدى السنين. وماذا عندي أضيف ما كتبته في السبعينات «صوتك وطني». يخامرنا شعور بالخوف عندما نشعر أن العمر يمر سريعاً بهذه الظواهر البشرية التي تلدها العصور لا الأرحام. ولا تعود تكفي تمنياتنا وأمنياتنا. وكان الهنود الحمر يخافون ألا تكفي الصلوات للآلهة ساعة أو ساعتين، فيتلون الصلاة فوق كومة من الحطب ويشعلونها الليل والنهار، كي يحملها الدخان إلى السماء.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«صوت الكبار» «صوت الكبار»



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 15:20 2019 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 12:06 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

السينما الخالدة

GMT 07:26 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"عشيقة جدي" مجموعة قصصية جديدة لمحمد بركة

GMT 14:33 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

اوبو تستعد للإعلان عن ثلاثة إصدارات من الهاتف OPPO F5

GMT 05:04 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

مصر ترد بقوة على إسرائيل بشأن الحدود مع غزة

GMT 17:56 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

عالم الأمومة المفخخ

GMT 09:44 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"سابك" تبدأ طرح سندات دولية بالدولار غير مدعومة بأصول

GMT 20:19 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

شركه بي إم دبليو تشوقنا لـ X7 من خطوط الإنتاج
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon
iraq, iraq, iraq