أما آن الأوان للبرلمانيين أن يكفروا عن ذنوبهم

أما آن الأوان للبرلمانيين أن يكفروا عن ذنوبهم

أما آن الأوان للبرلمانيين أن يكفروا عن ذنوبهم

 العراق اليوم -

أما آن الأوان للبرلمانيين أن يكفروا عن ذنوبهم

بقلم : رائد الهاشمي
بقلم : رائد الهاشمي

دخلنا عام 2020 ولاتزال موازنته في أدراج حكومة عبدالمهدي المستقيلة ولم يتم ايجاد مخرج قانوني لارسالها الى قبة البرلمان بالرغم من كل الأوضاع الساخنة التي يمر بها البلد والمنطقة وبالرغم من استمرار التظاهرات والاعتصامات في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب, والحقيقة ان هذا الأمر غريب ومستهجن ويزيد من حجم الفجوة بين المواطن والطبقة السياسية التي تلاعبت بمقدرات البلد طوال ستة عشرة عاماً وتلاعبت وتحايلت عشرات المرات على دستور البلد الذي كتبوه بأنفسهم وكان هذا التلاعب عندما تكون هناك مصلحة لهم ولأحزابهم ولكن الأمر عندما يكون في مصلحة البلد والمواطن نراهم يتحججون بالدستور والقانون, فهل من الصعب أن يجتمع برلماننا العتيد ويناقش قضية مصيرية وخطيرة مثل احالة الموازنة من الحكومة الى البرلمان ويجدون لها مخرج قانوني أو يصوتون على منح صلاحية لحكومة تصريف الأعمال لاحالة الموازنة اليهم بدلاً من التصويت على قانون الادارة المالية رقم 6 لعام 2019 والذي بموجبه يريدون تدوير مبالغ المشاريع التشغيلية فقط والانفاق عليها في عام 2020 على شكل موازنة مؤقتة ويتركون الأمور الأخرى سائبة بدون حلول .أتسائل هل ان التصويت على اعطاء الصلاحية للحكومة بتمرير الموازنة هو أمر مستحيل ويخالف الدستور الذي تعودوا على انتهاكه دائماً. الجواب على هذا التساؤل ان الأمر يسير ولايوجد فيه تجاوز على الدستور فوضع البلد الحرج والتحديات الكبيرة التي يمر بها سواء كانت داخلية أو خارجية تحتم عليهم أن يتخذوا هذه الخطوة بدون تأخير, وعليهم أن يمارسوا دورهم الوطني المطلوب في انقاذ البلد من منزلق خطير خاصة في الجانب الاقتصادي حيث أن موازنة 2020 وكما هو معروف ستحمل عجزاً مالياً مرعباً لم يسبق له مثيل في تاريخ موازات البلد حيث سيتراوح العجز من 45 الى 48 تريليون دينار وبما يعادل موازنة ايران لعام 2020 التي تفوقنا بمساحتها وتعداد سكانها واقتصادها لمرات عديدة ,وهذا العجز يقارب ثلث حجم الموازنة الكلي التي تبلغ من 140 الى 145 تريليون دينار.

المطلوب من البرلمان أن يسارع بهذه الخطوة وبعدها وحين وصول الموازنة اليه أن تتفرغ اللجان المالية واللجان الخاصة بوضع الحلول الفورية وبالاستعانة بالخبراء الاقتصاديين والماليين لوضع خارطة طريق مستعجلة لتجاوز الأزمة الاقتصادية المحتملة في عام 2020 واستغلال فرصة ارتفاع أسعار النفط العالمية بسبب الاضطرابات السياسية الحالية ووصول سعر البرميل الى أكثر من 70 دولاراً والتوقعات بصعوده أكثر في المرحلة المقبلة لتقليل العجز الكبير في الموازنة  وعليهم المسارعة باتخاذ اجراءات كثيرة تساعد الحكومة على تضخيم الموارد المالية وتقليل العجز ومنها اتخاذ قرارات وتعليمات فورية بالزام كافة مؤسسات الدولة بضغط نفقاتها بأكبر قدر ممكن لأن حالة البلد غير طبيعية والتصعيد الخطير في التطورات السياسية وخاصة بين أمريكا وايران والذي أثر وسيؤثرعلى العراق بشكل كبير جداً, والاجراء الآخر الذي يجب على البرلمان اتخاذه هو تفعيل لجان رقابية عديدة بالتعاون مع الحكومة للسيطرة على ايرادات جميع المنافذ الحدودية البرية والبحرية والجوية وبما فيها منافذ اقليم كردستان وانهاء حالات سيطرة الميليشيات والأحزاب السياسية وانهاء الفساد المستشري فيها,واذا ماتم اتخاذ هذا الاجراء بشكل صحيح فان الموارد الكبيرة التي ستدخل الى ميزانية الدولة ستساهم بشكل كبير في تقليل حجم العجز وتقليل الكارثة الاقتصادية المرتقبة على البلد.          

 أقول لقد آن الأوان أن يسارع البرلمانيون للتكفير عن الذنوب الكثيرة التي اقترفوها بحق هذا الشعب المسكين والذي يغلي في ساحات الاعتصامات منذ أكثر من ثلاثة أشهر وأن يكون هناك انعقاد دائم لمجلسهم وتمنع فيه الاجازات والغيابات منعاً باتاً وتكون جلساتهم علنية أمام وسائل الاعلام لكي يطلع الشعب بشكل مباشر على ممثليه ويفرز الوطني من غير الوطني وأن يسخروا جهودهم لخدمة هذا الشعب المسكين وأن ينأوا بالبلد من التأثيرات والولائات الخارجية التي أوصلت البلد الى هذه الحالة البائسة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أما آن الأوان للبرلمانيين أن يكفروا عن ذنوبهم أما آن الأوان للبرلمانيين أن يكفروا عن ذنوبهم



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 23:12 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 01:29 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

حسن الرداد يجسد شخصية وكيل نيابة في "كارما"

GMT 14:23 2020 الثلاثاء ,01 أيلول / سبتمبر

معلومات عن نوع نبات فريد بمحمية عجلون في الأردن

GMT 17:17 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

الكرواتي زوران يخطف جائزة أفضل مدرب

GMT 18:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أبطال فيلم "نادي الرجال السري" يحتفلون بالعرض الخاص

GMT 22:18 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

محمد فراج ينتهي من تصوير فيلم "الممر" خلال أيام

GMT 12:23 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

حبل الكذب قصير

GMT 12:46 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

كيف هو مشهدنا الرياضي؟

GMT 02:16 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

سعر الريال السعودي مقابل جنيه سوداني الثلاثاء

GMT 13:13 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

دمشق تقدم توضيحات حول قانون يمس مستقبل العقارات

GMT 13:57 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

حوّلي شرفة المنزل الى أجمل غرفة معيشة

GMT 04:34 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

طارق لطفي يعود للسينما بعد غياب بفيلم "122"

GMT 13:44 2018 الإثنين ,19 آذار/ مارس

المصارع بوبي لاشلي يقترب من العودة إلى "WWE"

GMT 18:12 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

"نسختك أصبحت قديمة" مشكلة جديدة تواجه مستخدمى واتس آب
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon
iraq, iraq, iraq