هل سيصمد حظر التجوال

هل سيصمد حظر التجوال ؟

هل سيصمد حظر التجوال ؟

 العراق اليوم -

هل سيصمد حظر التجوال

بقلم : رائد الهاشمي
بقلم : رائد الهاشمي

حظر التجوال اجراء احترازي ووقائي لجئت اليه معظم دول العالم بعد ان وصلت حالة التفشي لفيروس كورونا الى مرتبة الجائحة العالمية حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية,وهذا الاجراء يعتبر أفضل وسيلة لتقليل انتشار الفيروس خاصة في ظل انعدام وجود لقاح ودواء له لحد الآن.

معظم حكومات العالم عندما اتخذت هذا الاجراء سبقته بقرارات واجراءات تضمن بها حقوق الناس وتضمن لهم لقمة العيش الضرورية خاصة لمحدودي الدخل وقسم من الحكومات تكفلت بسريان رواتب الموظفين في القطاع العام والقطاع الخاص وكذلك عمدت الى توزيع سلات غذائية لجميع العوائل ووضعت خطط محكمة ودقيقة لايصالها الى بيوتهم خلال فترة حظر التجوال حتى تضمن بقاء الناس في بيوتهم وبالتالي تقلل من انتشار الفيروس.

ماحصل في العراق أن الحكومة سارعت الى تنفيذ معظم توصيات منظمة الصحة العالمية وهذا شيء جيد ولاغبار عليه ولكن المؤلم ان الحكومة عندما اتخذت قرار فرض حظر التجوال لم تفكر ولم تحسب حساب الناس الذين يعيشون على قوتهم اليومي والذين يعملون بأعمال بسيطة والعاملين في القطاع الخاص والساكنين بالايجار ولم تفكر للحظة واحدة كيف سيتمكن هؤلاء الناس وهم يشكلون الغالبية العظمى في المجتمع العراقي, وقد أصبحوا غالبية بفضل سوء ادارة الحكومات المتعاقبة وبفضل الفساد المنتشر في الطبقة السياسية التي عاثت في الأرض فساداً وغنمت من أموال السحت الكثير ولم تفكر بمصلحة هذا المواطن المسكين الذي كان هو الخاسر الوحيد في معادلة ظالمة.

ما أريد طرحه ونحن نعيش ظرفاً عصيباً جداً ونشهد تحدياً عالمياً خطيراً هو ان السبيل الوحيد للنجاة من هذه الجائحة هو ديمومة عملية حظر التجوال واستمرار مكوث الناس في بيوتهم, فهل ستتمكن الحكومة من الحفاظ على عملية الالتزام به, والجواب على هذا التساؤل يسير وهو ان حظر التجوال لن يصمد وسرعان ماسيتلاشى لأن القضية تمسّ لقمة العيش للفقير فكيف نريد من عائلة فقيرة لاتملك غير قوت يومها أن تلتزم بالقرار وماذا سيأكلون في اليوم التالي وكيف سيدفعون الايجار وكيف سيدفعون لصاحب المولدة.

كل هذه التساؤلات لايشعر بها غير صاحبها ولن تشعر بها الحكومة ولا الطبقة السياسية المنشغلة بتشكيل الحكومة منذ عدة أشهر وبخلافات سياسية عقيمة وبمصالح شخصية وحزبية وبصفقات فساد لنهب المزيد من الأموال, فهل نطالب المواطن الفقير أن يستمر بالبقاء في بيته ونتهمه بالجهل عدم معرفة مصلحته ومصلحة عائلته وهذا الاتهام باطل لانه لايوجد انسان سوي لايخاف على حياته وحياة عائلته ولكن عندما يصل الأمر الى لقمة العيش فلن تستطيع كل القوانين والتعليمات مهما كانت قاسية أن تمنعه من الخروج لتأمين لقمة العيش لعائلته.

اذاً نحن أمام تحدي خطير نتائجه ستؤثر على العراق بأكمله ويتطلب من الحكومة والبرلمان والطبقة السياسية برمتها أن تتظافر جهودها وتستشعر هذه الأمور والمعاناة للمواطن الفقير وأن تتخذ اجراءات سريعة لتأمين لقمة العيش الضرورية للمواطن حتى تضمن التزامه بقرار حظر التجوال, والاجراءات المتاحة كثيرة اما بتأمين سلات غذائية سريعة توزع الى العوائل الفقيرة أو بمنح مالية سريعة توزع بآليات دقيقة تضمن العدالة في التوزيع بعيداً عن تلاعب الفاسدين لكي نضمن بقاء الناس في بيوتهم ونتمكن من تجاوز هذه المرحلة الخطيرة ونضمن تقويض انتشار الفيروس الذي لو انتشر بشكل واسع لاسامح الله فستكون كارثتنا فوق كل التصورات بسبب تهالك القطاع الصحي العراقي بفضل جهود حكوماتنا الرشيدة.  

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل سيصمد حظر التجوال هل سيصمد حظر التجوال



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 22:02 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 16:43 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طريقة تصليح الخدوش في مفروشات المنزل الجلدية

GMT 01:03 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

تجنب الصوت العالي من أتيكيت التحدث مع الآخرين

GMT 15:21 2013 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم "دولة الإسلام" يُزيل تمثال الحُريّة عن ساعة الرقة

GMT 19:39 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

الكشف عن تفاصيل جريمة القتل التي هزت دمشق

GMT 15:05 2015 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أمطار متوسطة على منطقة حائل السعودية

GMT 22:42 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

دولتشي آند غابانا تطرح عطرًا جديدًا للأطفال الرضع

GMT 16:45 2014 الأحد ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل فساتين السهرة للبدينات من تصميم نعمان الأحجر

GMT 21:25 2020 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

أفكار مبتكرة ومميزة لوضع "سفرة" في شرفة المنزل

GMT 18:28 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

نجوم احتفلوا بعيد ميلاد نجمة فوازير رمضان شريهان الـ55

GMT 02:59 2019 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

تقرير أوروبي يحذر من مكون خطير في "نوتيلا"

GMT 06:14 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

مطعم في الإمارات يفرض غرامة على مَن لا يأكل طعامه كاملًا

GMT 00:02 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

هل تؤثر فترة الحضانة على سلوك الأطفال؟

GMT 23:47 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكد ان كوكب الأرض كان عبارة عن "كرة ثلج"‬

GMT 11:09 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

تألقِ بمجوهرات من "حجر الروبي"الأحمر القاني
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq