اميركا بايدن استمرار ام تعديل

اميركا بايدن استمرار ام تعديل؟

اميركا بايدن استمرار ام تعديل؟

 العراق اليوم -

اميركا بايدن استمرار ام تعديل

الكاتب حسن صبرا
بقلم : حسن صبرا

يستحسن ان نشير بداية الى ان كثيرين ممن انتخبوا جو بايدن لرئاسة اميركا وهم بمعظمهم من المتأرجحة اصواتهم اختاروه  نكاية بل وكراهية باسلوب خصمه الرئيس الحالي دونالد ترامب.
وبالتالي يجب اخذ هذه المفارقة بعين الاعتبار ونحن نتوقع سياسة مختلفة لبايدن عن سياسة سلفه..
الاسلوب الذي ساد في عهد ترامب وسبب خسارته الرئاسة لولاية ثانية سيستفيد منه بايدن في المستقبل كما افاده في الانتخابات التي اصبحت ماضياً...
كيف ؟
بداية يجب ان نحدد الاهتمام الاميركي الخارجي لنقدم توقعاتنا حول مناطقه وهي: الصين أولاً ثم روسيا ثم الاتحاد الاوروبي ثم الشرق الاوسط وفي مقدمته ايران ثم وطننا العربي وفي القلب منه قضية فلسطين المحتلة على الرغم من الاختراقات الاميركية بإقامة علاقات بين الكيان الصهيوني وبلاد عربية بين المحيط والخليج وبينهما السودان..
الصين اولوية اميركية في المجال الاقتصادي وهو عصب السياسات في كل دول العالم، خصوصاً وان وباء كورونا المستفحل كاد يشك الاقتصاد الاميركي ليكشف ازمة اميركا في مستويين:
المستوى الاول، هو في النهج الرأسمالي الذي اظهر كل مساوئه نتيجة هذه الازمة في البطالة أولاً وفي الاستهلاك ثانياً وفي التعامل اللاإنساني من الذين يملكون في مواجهة من لا يملك..
المستوى الثاني، في الثقافة المختلفة لدى الاميركيين عن ثقافة ابناء جنوب شرق آسيا عموماً والصين خصوصاً.
  ولسنا في مبارزة او منافسة لنحدد اهمية روح القطيع الجماعية التي تلتزم تعاليم السلطات الحاكمة المتشددة في حالة التزام الصينيين تعاليم الحزب الشيوعي الصيني بالوقاية اللازمة لمواجهة وباء كورونا مقارنة مع التفلت الاميركي الذي اكتسب انتشاراً من اعلى الهرم الذي مثله انكار ترامب لوجوده ثم في اتهام الصين بالمؤامرة بتصديره لتضرب الاميركان
هناك امر اهم وهو ان التزام الصينيين هو شأن ثقافي وقيمي واخلاقي وديني في مقابل قيم الحرية والانفتاح والمعارضة
  لذا نجحت الصين في كبح الوباء وفشلت اميركا واسلوب ترامب ساهم في حد كبير في هذا الفشل
الهم الثاني في الخارج هو روسيا التي تتشارك مع الصين ومع ايران في تحدي ومنافسة ومغايرة اميركا في سياستها، وما زال في ذاكرة الديمقراطيين في الولايات المتحدة ان موسكو ساهمت بشكل او بآخر في هزيمتهم وخسارة هيلاري كلينتون معركتها الانتخابية لمصلحة ترامب عام 2016
غير ان روسيا اقرب لاميركا من الصين في المسألة الاهم وهي ان موسكو باتت تشكل معها ثنائياً لا اخلاقياً في دعم العدو الصهيوني مثلما كان حين اغتصاب فلسطين عام 1948 اذ اعترفت موسكو السوفياتية بالكيان الغاصب بعد 17 دقيقة من اعلانه في 15/5/1948..
وتشترك روسيا ايضاً في الهم السوري مع اميركا من جهة العمل على اخراج ايران من الاراضي السورية لمصلحة العدو الصهيوني الذي تشكل له ايران هماً كبيراً خصوصاً مع نجاح ايران عملياً بالربط بين الجبهة اللبنانية التي ترابط فيها المقاومة المدعومة من ايران وبين وجودها العسكري داخل سورية
 هاتان القضيتان جوهريتان في جعل العلاقة حاجة للاثنين حتى مع خلافهما في مسائل اخرى..
المسألة الثالثة هي الاتحاد الاوروبي الذي ناصبه ترامب الاستهتار والابتزاز المالي والسخرية السياسية وهو يشجع بريطانيا على الخروج من منظومته الاقتصادية
بايدن سيسلك الطريق التقليدي في تعاون دول الغرب في السياسة وفي الاقتصاد وفي العلاقات الخارجية والاهم في دعم الحلف الاطلسي الذي يجمعهم
وسيشكل تعاوناً اكبر في مواجهة تركيا اردوغان المتمردة لإعادتها الى المسار الغربي ووقف الابتزاز الذي يجيده حاكمها
القضية الاهم هي المسألة الايرانية واهم موضوع فيها هو الملف النووي ، وكان بايدن من موقعه كنائب للرئيس باراك اوباما هو المفاوض الاميركي الابرز مع الدول الغربية الاخرى مع ايران
وضع ترامب في برنامجه الانتخابي الغاء الاتفاق الذي وقعه سلفه اوباما ونفذ وعده .. بينما قال بايدن انه متمسك بهذا الاتفاق لكنه يحتاج الى تعديل
من هنا البداية ، لأن التعديل لا يشمل المسائل العلمية التنفيذية من الاتفاق بل يشمل ايضاً ما كان اتفاق اوباما السابق مع ايران يتضمنه من دون تركيز على تنفيذه والان يقول بايدن انه سيطبقه وهو محدد في نقطتين :
1-الاولى هي البرنامج الصاروخي الايراني المتطور  وتريد اميركا الغاءه من دون الغاء الصواريخ التقليدية
2-الثانية هي دور ايران الاقليمي ووجودها الامني والعسكري في العراق وسورية ولبنان واليمن
وهاتان المسألتان مرتبطتان بأمن اسرائيل وامن البلاد العربية خصوصاً في الخليج العربي فضلا. عن سورية والعراق ولبنان
هذه المسائل الخارجية سيحصل فيهما تغيير الى حد ما لتبقى قضية فلسطين التي ستضطر لمواجهة واقع اشدمرارة وهو ان الصديق التقليدي السابق وهو الاتحاد السوفياتي سينضم الى العدو التقليدي الاشد قوة في دعم اسرائيل على حساب فلسطين وشعبها..
وهنا يجب ان نعترف بأن فلاديمير بوتين الباحث عن دور ومكانة في مشرقنا العربي سيكون اقدر على رسم سياسة قديمة -جديدة لقضية الحق الفلسطيني  بالعمل على حل الدولتين وهو المشروع الذي يتحدث عنه جو بايدن في مقابل صفقة القرن التي حمل ترامب شعارها وعمل على اقرارها بمساهمة من بعض اصدقائه العرب

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اميركا بايدن استمرار ام تعديل اميركا بايدن استمرار ام تعديل



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 01:07 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

بوسي تكشف أسرارًا جديدة في حياة نور الشريف

GMT 04:38 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

مجموعة من أفضل العطور الجذابة للرجال

GMT 01:01 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

ملك بدوي تؤكد أنها سعيدة بمشاركتها في "الطوفان"

GMT 15:28 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تعرف على سعر اليورو مقابل الدينار العراقي الإثنين

GMT 00:35 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

ريهام عبدالغفور تنتهي من تصوير مشاهدها في "سوق الجمعة"

GMT 02:04 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف تأثير انقراض الديناصورات على الثدييات

GMT 09:49 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

20 معلومة مهمة عن سيارة "تسلا إكس" الكهربائية

GMT 06:30 2015 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

حفل زفاف جماعي لـ250 مقاتلًا من الحشد الشعبي العراقي
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq