اغتيال الحريري مدخل حروب إيران

اغتيال الحريري مدخل حروب إيران

اغتيال الحريري مدخل حروب إيران

 العراق اليوم -

اغتيال الحريري مدخل حروب إيران

عبد الرحمن الراشد
بقلم - عبد الرحمن الراشد

اغتيال رفيق الحريري وبقية القيادات السياسية والأمنية والفكرية اللبنانية لم يكن سوى فصل واحد في الحرب مع إيران. ومع أن المحكمة الدولية، بالقليل الممنوح لها من صلاحيات، وأمام التهديدات التي طالت محققيها الدوليين، وتخريب مسرح الجريمة، فإنها حكمت بما يعرفه العالم، «حزب الله» هو من قام بقتل هؤلاء لصالح إيران.
مرّت 15 عاماً على الاغتيال، ولا تزال جرائم إيران وحزبها مستمرة، وآخرها انفجار الميناء الذي دمَّر ثلث وسط بيروت، وأصاب الآلاف في مسلسل العنف.
مقتل الحريري ورفاقه كان يهدف إلى تصفية القوى السياسية المواجهة للمحور الإيراني، والاستيلاء على لبنان بعد تأمين النظام الموالي لها في سوريا، وبعد عامين على إقصاء نظام صدام في العراق. استمرت إيران تقتل كل من وقف في طريقها، ودامت حملة الرعب 6 سنوات في بيروت، إلى أن قامت الحرب الأهلية في سوريا. ولا شك أبداً في أن انفجار الوضع في سوريا كان من نتائج اغتيالات لبنان التي افتتحت المواجهات والتدخلات الإقليمية رداً على التمدد الإيراني.
المحكمة الدولية أدانت شخصاً واحداً فقط، هو سليم عياش، ربما هو أقل أفراد العصابة أهمية، لكن معظم المتورطين في تلك الجريمة، وبقية جرائم اغتيالات لبنان، قد قضوا في سوريا ولبنان، وعلى رأسهم عماد مغنية الذي قتل في سوريا بعد 3 سنوات من اغتيال الحريري. ولحق به خليفته مصطفى بدر الدين المتهم رسمياً بقتل الحريري، وهؤلاء قادة عمليات الاغتيالات سبق أن نفذوا جرائم مماثلة في منطقتنا، منها الكويت بالنيابة عن إيران. كما قتل معظم القادة العسكريين والأمنيين المتورطين من الجانب السوري، وبالتالي لم يحتج أهل ضحايا الغدر إلى المحكمة الدولية، لأن محكمة القدر اقتصت من قادة الإجرام، كما خسر «حزب الله» وإيران الآلاف من منتسبيهم في الحرب في سوريا.
اغتيال الحريري كان عملية تهدف إلى إزاحة الفريق السياسي المعارض، واستكمال مشروع الهلال الإيراني الذي تكسر منذ ذلك اليوم. ورغم فارق الوزن والزمن، فإن اغتيال الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق بتفجير موكبه مستنسخ من عملية اغتيال وريث العرش النمساوي فرانز فرديناند في عام 1914 في البوسنة، الذي أطلق الرصاصة الأولى للحرب العالمية الأولى، التي راح ضحيتها 10 ملايين شخص. نفذ الجريمة «تنظيم القبضة السوداء» الصربي، بعد استيلاء الصرب على البوسنة ومقدونيا. دبرت إيران اغتيال 23 شخصية لبنانية، ضمن مشروعها للاستيلاء على الحكم.
اللجوء إلى المحكمة الدولية للتحقيق في جرائم اغتيالات لبنان، كانت رغبة من المجتمع الدولي الذي اقتنع حينها تماماً بأن المؤسسات العدلية والتنفيذية اللبنانية خاضعة لهيمنة نظامي إيران وسوريا، أو تخشى انتقاماته، بما فيهم رئيس الجمهورية آنذاك الذي سارع بإعطاء الأوامر لتنظيف مسرح الجريمة وتعطيل التحقيقات. وفي الوقت الذي انشغل المحققون في البحث عن خيوط الجريمة، نشبت حرب واسعة لدفع النفوذ الإيراني إلى الخلف، وبعد عقد ونصف عقد من تلك الجريمة، إيران هي المحاصرة والملاحقة دولياً، وكذلك حلفاؤها وتنظيماتها.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اغتيال الحريري مدخل حروب إيران اغتيال الحريري مدخل حروب إيران



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 03:47 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على النوع الثالث من إنسان الغاب في إندونيسيا

GMT 03:45 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

محمد يوسف يُؤكّد صعوبة مواجهة وفاق سطيف

GMT 16:29 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة من أجمل السراويل المخملية لموسم شتاء 2018

GMT 17:58 2017 الأحد ,24 أيلول / سبتمبر

إنتاج السيارات يتراجع 8% في تركيا

GMT 22:10 2016 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

الشرطة العراقي يضمن بقاء حارسه "أحمد باسل فاضل"

GMT 16:50 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

كائنات حية تعيش في جبال هملايا ..قرد "يعطس" وسمكة "تمشي"

GMT 04:12 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

نادين لبكي تتألق بفستان أبيض في "أوسكار 2019"

GMT 16:04 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتزي يستبعد الدوسري والغنام من المباراة الودية أمام الأردن

GMT 02:36 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

البنجر علاج فعال لمرض الزهايمر والتهابات الكبد

GMT 04:57 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

محمد رمضان بصحبة والديه فى افتتاح محل شقيقته

GMT 05:18 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إطلالة شيرين عبد الوهاب تُثير الجدل في أحدث ظهور
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon
iraq, iraq, iraq