بوتين يخطط لتمديد رئاسته بالاتحاد مع روسيا البيضاء

بوتين يخطط لتمديد رئاسته بالاتحاد مع روسيا البيضاء!

بوتين يخطط لتمديد رئاسته بالاتحاد مع روسيا البيضاء!

 العراق اليوم -

بوتين يخطط لتمديد رئاسته بالاتحاد مع روسيا البيضاء

بقلم : هدى الحسيني

بدأ النقاش في الأوساط الغربية عن مرحلة «ما بعد بوتين»، إذ كان هذا موضوع ندوة مغلقة طرحت أسئلة: مَن الذي سيأتي بعد فلاديمير بوتين الرئيس الروسي الذي كان مسؤولاً عن روسيا، كرئيس أو كرئيس للوزراء منذ بداية القرن الحادي والعشرين؟ قال أحد المشاركين إنه يعتقد أن روسيا بعد بوتين ستصبح مملة، «يجب أن يُنظر إلى بوتين على أنه شخصية انتقالية في بعض النواحي. كان عميلاً لـ(كي جي بي) في ألمانيا الشرقية وشهد انهيارها. عاد إلى روسيا وشهد انهيار الاتحاد السوفياتي، وكاد يصبح من دون عمل، وكان ذلك وقتاً صادماً له. هو لا يحاول إعادة إحياء الاتحاد السوفياتي، ولا يحاول إعادة إنشاء الإمبراطورية الروسية، إنه يحاول خلق شيء جديد».

في الندوة قال خبير في الشأن الروسي إن خطة خلافة بوتين هي في طليعة أفكار النخب الروسية. بدأوا يفكرون في هذا الأمر منذ تم انتخابه أو اختياره رئيساً عام 2000، وأحد السيناريوهات التي يتحدثون عنها، كون بوتين يقاوم الحد المسموح به في ولايتين، وستنتهي ولايته الثانية عام 2024، هو كيف سيتحايل على ذلك؟ السيناريو الذي يجري طرحه الآن هو أن تحقق روسيا «ANSCHLUSS» جديداً، مع روسيا البيضاء وإنشاء دولة اتحاد روسيا وروسيا البيضاء على غرار ما فعلت ألمانيا مع النمسا في الحرب العالمية الثانية.
هذه الفكرة موجودة حالياً على الورق، عندها فإن بوتين كرئيس لهذا الاتحاد الجديد يمكن أن يخدم فترتين رئاسيتين جديدتين بعد انتهاء ولايته عام 2024. من هنا فإن الكثير من الناس قلقون حقاً، وفي مينسك (عاصمة روسيا البيضاء) قلقون بشكل استثنائي.

وأضاف الخبير: «كنت في روسيا البيضاء في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وعقدت اجتماعاً مع الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، وبدا لي أنه قلق للغاية. نعرف أنه ديكتاتور وليس شخصاً لطيفاً، لكن ما يقلقه الآن بالتحديد هو أن روسيا ستحاول أن تأخذ كل مظاهر السيادة التي احتفظ بها طيلة العقدين الأخيرين مدة وجوده في السلطة، لذلك يحاول ببطء السيطرة على بعض المؤسسات الرئيسية في روسيا البيضاء بشكل تدريجي، كتلك التي يطلقون عليها حتى الآن (كي جي بي) البيلاروسي، بالإضافة إلى الأجهزة الأمنية الأخرى».
ومن المعروف أن الاجتماعات المتكررة بين بوتين ولوكاشينكو طوال عام 2018، لم تمحُ التباينات الثنائية والمستمرة بين موسكو ومينسك. ولم يحقق اجتماع الرئيسين في فبراير (شباط) الماضي في سوتشي أي حل، وسوف تستمر المحادثات، لكن لقاء سوتشي قدم على الأقل تلميحات جديدة إلى أين تتجه العلاقات. كانت الإشارة الرئيسية في اللقاء الذي عُقد يومي 13 و15 من فبراير الماضي هي التصريح الذي أدلى به لوكاشينكو، ويتعلق بسيادة روسيا البيضاء في سياق «تكامل أعمق» مع روسيا. ووفقاً لرئيس روسيا البيضاء فإن السيادة التي «نفهم على أنها تفوق الإنسان على أراضيه الخاصة هي رمز مقدس وأيقونة مقدسة»، أما الاستقلال فهو «مفهوم نسبي حيث لا يوجد بلد مستقل تماماً في العالم». في رأيه أن قادة روسيا البيضاء وقادة روسيا مستعدون للوحدة في حين أن الناس ليسوا مستعدين بعد، وعندما يصبح الشعبان جاهزَين، فإن الرؤساء سوف يحققون إرادتهم في الوحدة


يعود الخبير إلى الحديث عن لوكاشينكو بأنه ليس محللاً دبلوماسياً، لكنه يحاول في المؤسسات الأمنية وضع الذين هم أكثر ولاءً له، أو على الأقل الموالون أكثر لسيادة روسيا البيضاء وأقل خضوعاً لأوامر موسكو. هذا أمر يحدث الآن في روسيا البيضاء، ويحدث في الوقت الذي تُنهي فيه روسيا إعاناتها الاقتصادية لروسيا البيضاء، وهذه قضية كبيرة، لأن روسيا البيضاء اعتمدت على هذه الإعانات لتحقيق نمو اقتصادي خلال العقدين الماضيين، وبالتالي سيخلق هذا واقعاً جديداً، بمعنى أن بوتين ولوكاشينكو لم يعودا تقريباً يتكلمان نفس اللغة، ويمكن أن يكون هناك نوع من السيناريو الشبيه بـ«دونباس» في شرق أوكرانيا، داخل روسيا البيضاء. ويضيف: «أنا لا أتوقع ذلك، لكنه بالتأكيد احتمال ممكن».

بعد روسيا البيضاء وصل النقاش إلى أوروبا، حيث اتفق المتحاورون على أن بعض السمات المميزة للنفوذ الروسي هي الاضطراب والفُرقة والشك وعدم اليقين، وأي شيء يمكن أن يدق إسفيناً بين الولايات المتحدة وشركائها في حلف الناتو.

قال أحد المشاركين: مع الإدارة الجديدة، وبعدما قال الرئيس دونالد ترمب، إن حلف الناتو عفّى عليه الزمن، عادت الإدارة إلى طمأنة الحلفاء لا سيما في دول البلطيق لجهة عزم الولايات المتحدة على إبقاء سياستها هناك، وأن حلف الناتو يبقى التزاماً ثابتاً خصوصاً في ما يتعلق بالدفاع.

وأشار إلى ما صرح به مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي، في أواخر شهر يناير (كانون الثاني) لشبكة «فوكس» الأميركية، عندما سئل حول المادة 5 من ميثاق الحلف، إذا ما تعرضت دولة الجبل الأسود لهجوم، فهل يجب على الرجال والنساء من الولايات المتحدة الدفاع عن تلك الدولة؟ فكان جوابه: «يجب ألا نخطئ في الأمر، لقد كانت أميركا موجودة دائماً عندما كانت مصالحها والمصالح العالمية على المحكّ».

يضيف الخبير: «هناك حالياً غموض يحيط بأصدقاء أميركا وحلفائها لم يكن موجوداً منذ تأسيس حلف شمال الأطلسي عام 1949. لكن بوتين يفهم جيداً، وكذلك جنرالاته، أن حلف الناتو متفوق تقليدياً على روسيا، ويدرك أن القوات الدفاعية التي نشرناها في دول البلطيق، من ناحية المعدات، وأيضاً الفرق المتعددة الجنسيات هناك، والوجود الأميركي في بولونيا، كل هذا رادع لا يستهان به».

وطُرح سؤال عما إذا كانوا يرون القيادة الروسية ستعتمد اتجاهات تختلف جوهرياً عن مواقفها الانتهازية المعادية للغرب، فردّ أحد المشاركين: «نعم، أعتقد ذلك، لأنه إذا نظرنا إلى غالبية النخبة الروسية سنعرف أن عليها أن تعلن صراحةً عن ولائها لبوتين ولحملته ضد الغرب، لكن هذه الغالبية فاسدة وبراغماتية، تريد فقط أن تكون قادرة على النهب والسرقة من روسيا بسلام، ثم تحتفظ بالأموال في الغرب، وأن تأتي مع عائلاتها لتمضية العطلة في جنوب فرنسا». ويضيف: «لكن بوتين أصبح أكثر تطرفاً وأكثر وطنية وأكثر اهتماماً ببناء مكانه في التاريخ، وبطريقة ما سحبهم معه، لكن من خلال التحدث إلى الكثير من الناس في موسكو فإن هناك العديد ممن ينتظرون رحيل بوتين، مع معرفتهم بأن هذا لن يحصل غداً، لكنه سيحصل، عندها ستكون هناك فرصة لإعادة توجيه السياسة بشكل أساسي. لن تصبح بين عشية وضحاها ديمقراطية غربية، لكن لن تكون بالتحديد موجهة لتحدي الغرب».

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوتين يخطط لتمديد رئاسته بالاتحاد مع روسيا البيضاء بوتين يخطط لتمديد رئاسته بالاتحاد مع روسيا البيضاء



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 04:26 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

مفاجآت مذهلة في معرض لوس أنجلوس لعام 2017

GMT 06:06 2019 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل وقت لزيارة النرويج من حيث الطقس والمعالم السياحية

GMT 05:53 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

إليكِ أبرز الطرق لمعرفة نوع الجنين

GMT 10:39 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مثيرة عن ليلة "الاغتصاب" المتهم بها رونالدو

GMT 02:46 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح معرض"باريس للسيارات 2018"بمشاركة الشركات العالمية

GMT 05:30 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

كيندال جينر تتألق بفستان جذاب باللون الأبيض

GMT 14:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

مفاجآت بطولة ويمبلدون تصدم نجمات عالم التنس

GMT 09:34 2018 الإثنين ,25 حزيران / يونيو

الاسقف الملوّنة تعزز من جمال ديكور منزلك الداخلي

GMT 13:51 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

روسيا تتوّج بذهبية الفرق في كأس العالم للمبارزة

GMT 02:46 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيمان العاصي تخطف أنظار الجمهور بإطلالة "غير متوقعة"

GMT 07:10 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

"نايكي" تطرح الحجاب الرياضي التقني الذي طال انتظاره كثيرًا

GMT 02:48 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مرشدة سياحية تخاطر بحياتها لالتقاط صور لذوبان نهر جليدي

GMT 09:55 2015 السبت ,10 كانون الثاني / يناير

فوائد القرنفل للقلب والكبد
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq