السؤال الكبير والسؤال الأكبر… أميركيا

السؤال الكبير والسؤال الأكبر… أميركيا

السؤال الكبير والسؤال الأكبر… أميركيا

 العراق اليوم -

السؤال الكبير والسؤال الأكبر… أميركيا

خيرالله خيرالله
بقلم - خيرالله خيرالله

بقي ترامب أم لم يبق، لن يكون المستقبل ورديا أمام إيران في حال لم تأخذ علما بأنّ ليس في استطاعتها لعب دور القوّة المهيمنة في الخليج والشرق الأوسط.

شهران تقريبا، يفصلان عن موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. هل يعود دونالد ترامب أم لا يعود؟ هذا هو السؤال الكبير الذي يخفي سؤالا أكبر. السؤال الأكبر هل تتغيّر السياسة الخارجية الأميركية، تجاه إيران، بمجرّد خروج ترامب من البيت الأبيض وحلول الديمقراطي جو بايدن مكانه… أم أنّ السياسة الأميركية المتبعة منذ تمزيق الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني باتت سياسة ثابتة مدعومة من المؤسسة العسكرية والأمنية الأميركية؟

ليس سرّا أن هناك رهانا إيرانيا على رحيل ترامب، خصوصا أن بايدن سيستعين، في مجال السياسة الخارجية، بدبلوماسيين أميركيين لعبوا دورا في التوصّل إلى الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني في عهد باراك أوباما. سيتبيّن في حال فوز بايدن، الذي كان نائبا للرئيس في عهد أوباما، هل ميله إلى متابعة سياسة التملّق لإيران أم أن هناك ما يدفعه إلى أن يكون مختلفا عن باراك أوباما الذي لم يكن يرى سوى الإرهاب السنّي في المنطقة متناسيا ما تقوم به إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين وبلدان أخرى…

ليس هناك ما يشير إلى أنّه سيكون هناك اختلاف كبير في مجال السياسة الخارجية بين ترامب وبايدن، خصوصا في ما يتعلّق بإيران. الأكيد أن إدارة بايدن ستميّز نفسها في مجالات كثيرة، بما في ذلك العلاقة مع أوروبا عموما، لكنّ الأكيد، في المقابل، أن أميركا لن تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي. حتّى لو عاودت إدارة بايدن التفاوض في شأن الملفّ النووي الإيراني، سيظل أنّ أي مفاوضات في هذا المجال ستتجاوز الملفّ النووي إلى الدور الإيراني في المنطقة… فضلا بالطبع، عن الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى.

لا يتعلّق الموضوع فقط بالمؤسسة العسكرية والأمنية الأميركية التي لديها حسابات قديمة تريد تصفيتها مع إيران. يتعلّق الأمر بالكونغرس بمجلسيه الذي اتخذ موقفا واضحا من إيران ولم يبد أي اعتراض على العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب.

 تحمّل المؤسسة العسكرية والأمنية إيران، بين ما تحمّلها، المسؤولية عن وقوع عدد كبير من القتلى في صفوف الجيش الأميركي في العراق في مرحلة ما بعد 2003. كانت إيران شريكا في الحرب الأميركية التي استهدفت إسقاط النظام العراقي. كانت الشريك الخارجي الوحيد في هذه الحرب. كانت راغبة في تصفية حساباتها مع العراق.
بعدما سقط النظام الذي كان قائما في العراق، صار همّ “الجمهورية الإسلامية” محصورا في كيفية إخراج الأميركيين منه بأي ثمن كان من أجل وضع اليد على البلد. سقط عسكريون أميركيون بالعشرات على يد مجموعات تابعة لإيران وذلك من أجل تحقيق الهدف الإيراني. استعانت إيران بميليشياتها العراقية في حربها على الأميركيين في العراق، علما أنّ هذه الميليشيات عادت إلى العراق على الدبابة الأميركية!

هذا ما نساه وتجاهله باراك أوباما الذي انسحب من العراق عسكريا في العام 2011، بالتفاهم مع إيران. هذا ما لم تنسه المؤسسة العسكرية والأمنية الأميركية التي لا تزال تتذكّر أيضا تفجير مقر المارينز قرب مطار بيروت في 23 تشرين الأوّل – أكتوبر 1983. قتل وقتذاك ما يزيد على 250 عسكريا أميركيا، كما قتل 58 عسكريا فرنسيا في تفجير آخر قريب من حيث قُتل الأميركيون.

هذا غيض من فيض الملفّات العالقة بين الولايات المتحدة وإيران، علما أن دونالد ترامب لن يعترض على التوصّل إلى تفاهمات مع إيران في حال فوزه بولاية جديدة. لكنّ هذه التفاهمات لا يمكن إلّا أن تشمل مسائل أخرى في مقدّمها الدور الإيراني خارج حدود “الجمهورية الإسلامية”.

ليست إدارة ترامب وحدها التي اتخذت قرارا بالتخلّص من قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني الذي كان يرمز إلى دور يتجاوز حدود “الجمهورية الإسلامية”. هناك أميركا كقوة عظمى قررت المواجهة ومنع إيران من السيطرة على المنطقة، خصوصا على العراق.

بقي ترامب أم لم يبق، لن يكون المستقبل ورديا أمام إيران في حال لم تأخذ علما بأنّ ليس في استطاعتها لعب دور القوّة المهيمنة في الخليج والشرق الأوسط. للمرّة الألف، لا بدّ من التذكير بأنّ ليس لدى النظام في إيران ما يقدّمه إلى أيّ دولة من دول العالم، بما في ذلك الدول العربيّة. لم تستطع إيران بناء نموذج قابل للتصدير إلى خارج حدودها.

قبل أن تسعى “الجمهورية” إلى مصالحة مع إدارة أميركية جديدة، قد لا تكون لديها سياسة مختلفة كثيرا عن إدارة ترامب، من الأفضل لو تتصالح أوّلا مع نفسها. ما حصل أمر في غاية البساطة. يختزل هذا الأمر أنّه لا يمكن لأيّ دولة لعب دور القوة الإقليمية المهيمنة في غياب الاقتصاد القوي القابل للحياة. في النهاية، إن الفشل الأكبر لـ”الجمهورية الإسلامية” التي أسّسها آية الله الخميني هو فشل اقتصادي. كشفت العقوبات الأميركية هشاشة إيران التي استثمرت في الميليشيات المذهبية إلى أبعد حدود من أجل نشر الخراب والبؤس والسلاح والصواريخ في المنطقة العربيّة.

بدل أن يكون رهان إيران على جو بايدن، لماذا لا يكون على إعادة النظر في مشروعها التوسّعي والاقتناع بأن لا أفق من أيّ نوع لهذا المشروع. الدليل على ذلك، أن إيران تدخلت في العراق. ما نتيجة تدخّلها؟ تدخلت في سوريا. ما الذي حل بهذا البلد الذي صار يعاني من خمسة احتلالات؟ تدخلت في اليمن. هل من بلد بائس أكثر من اليمن في هذه الأيّام؟ أخيرا تدخلت في لبنان وما زالت تتدخل. أفلس لبنان وصار على الحضيض وبات يعاني من فراغ على كلّ المستويات، بدءا بمؤسسة رئاسة الجمهورية وصولا إلى أي وزارة من الوزارات فيه.

تحتاج إيران إلى رهان من نوع جديد. لن يقدّم حلول جو بايدن مكان دونالد ترامب في شيء. لن يكون عهد جو بايدن عودة إلى عهد باراك أوباما لا أكثر ولا أقلّ…

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السؤال الكبير والسؤال الأكبر… أميركيا السؤال الكبير والسؤال الأكبر… أميركيا



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 00:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

كوميكس تعرض 4 إصدارات في الشارقة للكتاب

GMT 10:15 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مبدعة ومميزة لبوابات الحدائق الصغيرة

GMT 03:00 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز تصاميم جبس بورد لأسقف غرف نوم مميزة

GMT 14:53 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

مستندات تكشف أخطاء إدارية داخل اتحاد الجمباز المصري

GMT 03:52 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

سبع نصائح لتنظيف دواخل خزائن المطبخ بسهولة

GMT 02:59 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أكبر البحيرات في العالم

GMT 09:36 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

تعرفي على فوائد وضع خل التفاح على الشعر

GMT 13:38 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

الصدريين يعلنون عن إقالة سليم الجبوري

GMT 08:05 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

ضابط روسي يمنع بشار الأسد من اللحاق ببوتن

GMT 02:40 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أول غطاسة في الأرجنتين حذرت من مشاكل الميكانيكية في الغواصة

GMT 06:36 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

محشي ورق العنب اللذيذ

GMT 14:44 2014 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

التراجع عن عرض فيلم "واحد صعيدي" الأربعاء

GMT 03:41 2016 الإثنين ,22 شباط / فبراير

انطلاق مهرجان زهور ينبع بمشاركة 150 شركة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq