حزب الله أنا لبنان ولبنان أنا

"حزب الله".. أنا لبنان ولبنان أنا

"حزب الله".. أنا لبنان ولبنان أنا

 العراق اليوم -

حزب الله أنا لبنان ولبنان أنا

خيرالله خيرالله
بقلم - خيرالله خيرالله

مع انهيار النظام المصرفي واحتجاز أموال المودعين ومع الكارثة التي لحقت بالنظام التعليمي ومع الأزمة التي تعاني منها المستشفيات هل لا يزال في الإمكان الحديث عن بلد اسمه لبنان؟

كلام كثير هذه الأيّام عن الحرب الدائرة في المنطقة، وهي حرب بكلّ ما في الكلمة من معنى. خلطت هذه الحرب، الفريدة من نوعها، بين التكنولوجيا المتطورة والضربات التقليدية التي تستهدف أهدافا في سوريا.. والضغوط الاقتصادية التي يبقى أفضل مثل عليها العقوبات الأميركية على إيران.

تدور الحرب خارج لبنان الذي يبدو مصرّا على زج نفسه فيها في ظلّ وجود “حكومة حزب الله” في “عهد حزب الله”. يدفع لبنان ثمنا غاليا على كلّ صعيد بسبب إصرار “حزب الله” على زجّه في حرب إقليمية بناء على طلب إيراني ليس إلّا.

الثمن الذي يدفعه لبنان كبير إلى درجة أن مصيره صار في مهبّ الريح، خصوصا في ظلّ أزمة اقتصادية لم يشهد مثيلا لها منذ قيامه قبل مئة عام. يبقى أفضل تعبير عن هذه الأزمة الاقتصادية انهيار النظام المصرفي اللبناني الذي كان بمثابة العمود الفقري للاقتصاد. مع انهيار النظام المصرفي واحتجاز أموال المودعين، من لبنانيين وعرب وأجانب، ومع الكارثة التي لحقت بالنظام التعليمي، ومع الأزمة التي تعاني منها المستشفيات، هل لا يزال في الإمكان الحديث عن بلد اسمه لبنان؟ الأكيد أن ذلك لم يعد ممكنا، خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار ما يعاني منه قطاع الكهرباء والأموال التي صرفت منذ 12 عاما على يد وزراء “التيّار الوطني الحر” (التيّار العوني). يتبيّن يوما بعد يوم أنّ صرف الأموال على الكهرباء لم يكن سوى عملية “تشبيح..”.
ليس التوتر على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية سوى تفصيل في هذه الحرب التي تصبّ في إفهام ايران بأنّ عليها الانسحاب من الأراضي السورية عاجلا أم آجلا. أكثر من ذلك، على إيران التراجع عن مشروعها التوسّعي الذي يطال العراق، إضافة إلى سوريا ولبنان واليمن. تندرج الحرب الدائرة في المنطقة في هذا الإطار في وقت تصرّ فيه إيران على تأكيد أن لبنان ورقة من أوراقها وأنّها لن تسمح بإفلات هذه الورقة منها.

ليست العملية الأخيرة التي نفّذها “حزب الله” في مزارع شبعا المحتلّة، ثمّ نفى أن يكون نفّذها بعدما وزّع أنصاره الحلوى في الشوارع احتفاء بـ”الانتصار” الجديد على إسرائيل، سوى تعبير عن الرغبة في زجّ لبنان في حرب يبدو مطلوبا أن يكون له دور فيها غصبا عن رغبة شعبه.. ولكن بموافقة الحكومة والعهد الميمونين.

من الواضح، أن هذه الموافقة أكثر من طبيعية في ظلّ الهيمنة التي بات “حزب الله” يمارسها في كلّ المجالات اللبنانية. يؤكّد ذلك نجاحه في عزل لبنان عن العرب والعالم. هذا ما دفع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى إبلاغ أحد كبار المسؤولين ما معناه أنّ العالم ليس مستعدا لمساعدة لبنان في ظلّ وجود مثل هذه الحكومة. لا شكّ أن الفراغ يبقى أفضل من هذه الحكومة.. مثلما أن الفراغ في رئاسة الجمهورية كان أفضل من انتخاب مرشّح “حزب الله”.

ما يؤكّد أن الفراغ كان أفضل، إن على صعيد رئاسة الجمهورية أو على صعيد رئاسة الحكومة، غياب أيّ رد فعل يصدر عن أيّ من المسؤولين على عملية لـ”حزب الله” في شبعا ردّا على قتل إسرائيل لعنصر من “حزب الله” يقاتل في سوريا، أي يشارك في الحرب، ذات الطابع المذهبي، المستمرّة منذ تسع سنوات على الشعب السوري. قد يكون هدف “حزب الله” من النفي المتأخّر لتنفيذ عملية في شبعا تفادي أيّ إحراج لحكومته وعهده في هذه الظروف بالذات!

كلّ ما يمكن استنتاجه من العملية التي قال مؤيدو “حزب الله” في البداية إنّها استهدفت دبابة إسرائيلية بصاروخ “كورنيت” أن الهدف توجيه رسائل في اتجاهات عدّة. لعلّ الرسالة الأولى أن لبنان لا يمكنه البقاء خارج الحرب الدائرة في المنطقة. لكن الرسالة الأهمّ هي الرسالة الثانية الموجّهة إلى الداخل اللبناني. أراد “حزب الله” القول بكلّ بساطة إنّه الآمر والناهي في البلد.. حتّى لو كان ذلك على حساب البلد وأهله.

في النهاية، يرى “حزب الله” أنّه يمثّل الإجماع اللبناني. على كلّ من لا يعجبه ذلك عليه مغادرة لبنان. ذهب “حزب الله” إلى سوريا بإجماع لبناني وهو يرفض، باسم الإجماع اللبناني، الدعوة إلى “الحياد” التي أطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي. يرفض، باسم الإجماع، كلّ ما صدر عن البطريرك إن بالنسبة إلى “فك أسر الشرعية اللبنانية” أو تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في مقدّمها القرارات 1559 و1680 و1701. باختصار شديد أراد “حزب الله” القول: أنا لبنان، ولبنان أنا.
ليس لدى إسرائيل أيّ اعتراض، أقلّه في الوقت الحاضر، على ما يقوم به “حزب الله”. إذا كان “حزب الله” واجهة لبنان في العالم، فأين المشكلة؟ العالم كلّه تقريبا، صار يصنّف “حزب الله” كتنظيم “إرهابي”. ما الذي لدى إسرائيل تخسره عندما يكون لبنان في “عهد حزب الله” و”حكومة حزب الله”؟ هل خسرت إسرائيل شيئا عندما أصبحت “حماس” التي يرمز إليها الفلسطيني الملثّم الذي يحمل بندقية ويستعرض صواريخ رمزا لفلسطين وقضيّة فلسطين؟ كلّ ما حصل أن الجلاد الإسرائيلي صار الضحيّة، في حين أنّ الضحيّة الحقيقية، وهي الشعب الفلسطيني، صارت الجلّاد.. أقلّه بالنسبة إلى المجتمع الدولي.

مرّة أخرى يثبت “حزب الله” أنّ لبنان واللبنانيين آخر همومه. لبنان ليس سوى “ساحة” لإيران تستخدمها كما تشاء بما يخدم مصالحها التي تتناقض كليّا مع مصالح لبنان.

من أجل بقاء لبنان “ساحة”، يمكن الحديث عن عملية في شبعا ثمّ التراجع عن تنفيذ مثل هذه العملية. المهمّ استمرار الإمساك بلبنان واللبنانيين وبقاء لبنان واللبنانيين رهائن لدى إيران في وقت تدور فيه حرب من نوع مختلف في المنطقة.

المهمّ أن يكون قرار الحرب والسلام في  لبنان قرارا إيرانيا في مرحلة تطرح فيها أسئلة كثيرة عن وضع القوات الدولية في الجنوب اللبناني ومستقبلها. هذه القوات موجودة أصلا منذ العام 1978، لكنّه جرى تعزيزها صيف العام 2006 مع صدور القرار الرقم 1701 عن مجلس الأمن. كيف سينظر المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتّحدة إلى وضع القوات الدولية، المفترض تمديد مهمّتها في الـ31 من آب – أغسطس المقبل، والتي يقول الأمين العام لـ”حزب الله” إنّ وجودها لا يهمه بقيت أو رحلت؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزب الله أنا لبنان ولبنان أنا حزب الله أنا لبنان ولبنان أنا



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 01:01 2018 السبت ,18 آب / أغسطس

تعرف على موعد طرح Oppo F9 Pro

GMT 17:03 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الحب أساس الاحتياجات الأسرية

GMT 03:46 2015 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

إيناس النجار تكشف عن تفاصيل أعمالها الفنية المقبلة

GMT 03:44 2016 الأحد ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة إيمي آدامز تتألق في فستان أسود طويل وأنيق

GMT 15:20 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

بَدء عروض مسرحية "زواج سعيد" في الأردن

GMT 02:35 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

فندق فرنسي يتيح قضاء ليلة تحت النجوم بدون خيمة

GMT 10:04 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف فائدة جديدة لخلط حليب الثدي مع لعاب الرضيع

GMT 18:11 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عادل الأعصر يقترب من انتهاء تصوير فيلم "خلي بالك من اللي جاي"

GMT 15:32 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

5 خطوات للحصول على رموش جميلة وكثيفة

GMT 18:32 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الفنان هاني سلامة يستكمل تصوير مسلسل " فوق السحاب"

GMT 12:41 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

سعر الدينار الكويتي مقابل ليرة سورية الأربعاء

GMT 23:59 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الريال السعودي مقابل الدينار العراقي الجمعة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq