عجقة سير

عجقة" سير!

عجقة" سير!

 العراق اليوم -

عجقة سير

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

قرأت معلومة طريفة عن أزمة السير وسط لندن، وهي أن سرعة السيارات الحديثة ذات الأربع عجلات فيه هي ذاتها سرعة الحناطير القديمة، التي تجرها الأحصنة ذات الأقدام الأربع. لندن، كغيرها من العواصم الكبيرة، مدن شبكة القطارات والأنفاق، والباصات الحمراء ذات الطبقتين.. والسيارات طبعاً.
من يتصور، أو يحلم، بقطارات، وأنفاق في رام الله الصغيرة، وباقي مدن الضفة ذات التلال، لتخفف من أزمة المرور، التي يسميها بيارتة لبنان «عجقة» سير، ولدى شوام دمشق صفة واسم آخر؟
كما غيرها من المدن، تبدو المدينة كلها، وسطها وأطرافها، كأنها كراج كبير، وصارت أرصفة شوارع قلبها، الملونة أزرق ـ أبيض، مواقف للدفع المسبق، والأرصفة المقابلة الملونة أحمر ـ أبيض للوقوف المجّاني والمخالف، مع قليل من الأرصفة خارج مركز المدينة الملونة أسود ـ أبيض، للوقوف المجّاني والقانوني.
قرأت عن أزمة السير في رام الله معلومة غير طريفة عن عدد ترخيص السيارات الجديدة شهرياً. قال لي صاحب سيارة خاصة وقت أزمة السير، أمام الشارات الكهربائية، كأن الناس «نسوا» السير على أقدامهم، في شوارع الأطراف، خلاف شوارع المركز، حيث فوضى وأزمة و»عجقة» السيارات والمشاة.
صديق يعاني من آفة قلبية له تفسير، وهو أنه يمارس رياضة المشي في شوارع مستقيمة وسط المدينة، ولا يقوى على ذلك في أرصفة شوارع حلزونية، صعوداً وهبوطاً.
مدن كبرى أخرى، حلّت جزئياً الاختناقات المرورية في وسطها بنظام سير مفرد ـ مزدوج أسبوعي للوحات تسجيلها (نمرتها)، وبالطبع بقطارات وأنفاق، وخطوط باصات منتظمة تسيّرها بلدياتها، أو شركات خاصة. مدن ممتدة بلا تلال وجبال.
توجد في مدينة رام الله سيارات ركاب صفراء أو برتقالية، أربعة ركاب أو سبعة، تعمل على الخطوط الداخلية، أو الخطوط الخارجية، لكن لا توجد فيها، بعد، خطوط باصات عامة، لأن المدينة صغيرة، وسكانها قلائل، أو لأن أرصفتها ملأى بالسيارات، أو شوارع مركزها ضيقة للباصات الكبيرة، التي يسميها البيارتة «جحش الدولة»!
لا تملك عامة الناس قدرة على دفع 10 – 15 شيكلاً لسيارات الطلب، مقابل 3 شواكل لسيارات السرفيس، العاملة على نقل الركاب من بعض الأطراف إلى قلب المدينة.
يمكن للبلدية ترخيص باصات صغيرة (ميكرو) ذات لون مميز وحمولة 10 – 15 راكباً، بأجرة قليلة لتعمل كسيارات سرفيس على عدة خطوط في المدينة، خاصة بعد أن زرعت البلدية مظلّات وقوف وانتظار في شوارع المدينة.
واحد من أسباب أزمة واختناقات حركة السير، هو أن معظم التاكسيات الخاصة ذات راكب واحد هو سائقها وصاحبها، باستثناء وحيد هو باصات نقل تلاميذ المدارس.
بعض المدن الكبرى في العالم، حلّت جزئياً أزمات المرور عن طريق برمجة إشارات المرور الكهربائية للتزامن مع «موجة خضراء» بين الإشارات، إذا سارت بسرعة معينة. شوارع مدننا مدججة بإشارات المرور، لكن ليست مبرمجة تماماً لنظام «الموجة الخضراء» لأن تصميم الشوارع والإشارات الكهربائية لا يلائم نظام «الموجة الخضراء» لحركة سير السيارات.
بعض المدن الكبرى تحلّ أزمة السير، جزئياً، ببناء جسور لشوارع فوقية على تقاطعات و»مصلّبيات» حركة سيارات كثيفة، والميول الطبوغرافية المتفاوتة في مدن تلال الضفة مؤهلة نظرياً لذلك، لولا مشاكل نزع الملكية الخاصة، وحفظ البيوت القديمة في التقاطعات المؤهلة طبوغرافياً لشق وبناء شوارع فوقية.
كان لديّ رأي ساذج بدا لي منطقياً لمّا باشرت بلدية البيرة بناء مجمّع وقوف سيارات جوار حسبة المدينة، وهو: لماذا لا تكون المساحة الفارغة الكبيرة، مقابل مقاطعة رام الله، مكاناً لمحطة باصات مركزية كبيرة لكل المدينة، خاصةً أنها قريبة نسبياً من مركز المدينة؟
لدى بدء المشروع، كلّفت رئاسة «الأيام» الزميلة السابقة، رنا عناني، بطرح سؤالي على رئيس البلدية حينذاك، الذي أجابها: شو بيفهّموا في هيك مسائل؟
أنا من «المشاة» ولي فهم معين وحلول معيّنة، ولأصحاب السيارات الخاصة فهمهم؛ وللبلديات مفاهيمها لمعالجة مشاكل السير وحلولها.. دون أنفاق، ودون جسور معلّقة،  ودون خطوط باصات صغيرة (ميكرو). كل تعداد سكان الضفة يقارب سكان مدينة عالمية كبيرة.

كهرباء بلا انقطاع
سنجتاز شتاءً قاسياً، دون مشاكل في انتظام تزويد الكهرباء للتدفئة أو للتبريد صيفاً، بعد تشغيل محطة تقوية في «قلنديا»، وقبلاً بشهر في «صرّة» قرب نابلس.. وقريباً في «بيت أولا» بمحافظة الخليل.
إلى ذلك، تطوير توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، وكذلك توليد كهرباء من مكبّ «زهرة الفنجان» المركزي قرب جنين. سيزودنا كل هذا بـ 100 ـ 150 ميغاواط لكل محطة.
لدينا عدة محطات توليد، لكن لدينا 114 جهة لتوزيع الكهرباء، والهدف هو ربطها في شركة واحدة وطنية.
لو أن الانتفاضة الثانية لم تحصل، والانقلاب الغزّي لم يحدث لكانت كل مناطق السلطة بلا أزمات كهرباء لو جرى استغلال حقول غاز غزة (مارين 1 ومارين 2) العام 2000، أي قبل اكتشاف إسرائيل حقول غاز، وصراع حقول الغاز بين دول شرق البحر المتوسط.
آنذاك، فكرت إسرائيل في استيراد الغاز من غزة، والآن، نشتري الكهرباء والغاز من إسرائيل، أو من الأردن، أو من مصر.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عجقة سير عجقة سير



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 04:26 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

مفاجآت مذهلة في معرض لوس أنجلوس لعام 2017

GMT 06:06 2019 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل وقت لزيارة النرويج من حيث الطقس والمعالم السياحية

GMT 05:53 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

إليكِ أبرز الطرق لمعرفة نوع الجنين

GMT 10:39 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مثيرة عن ليلة "الاغتصاب" المتهم بها رونالدو

GMT 02:46 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح معرض"باريس للسيارات 2018"بمشاركة الشركات العالمية

GMT 05:30 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

كيندال جينر تتألق بفستان جذاب باللون الأبيض

GMT 14:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

مفاجآت بطولة ويمبلدون تصدم نجمات عالم التنس

GMT 09:34 2018 الإثنين ,25 حزيران / يونيو

الاسقف الملوّنة تعزز من جمال ديكور منزلك الداخلي

GMT 13:51 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

روسيا تتوّج بذهبية الفرق في كأس العالم للمبارزة

GMT 02:46 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيمان العاصي تخطف أنظار الجمهور بإطلالة "غير متوقعة"

GMT 07:10 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

"نايكي" تطرح الحجاب الرياضي التقني الذي طال انتظاره كثيرًا

GMT 02:48 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مرشدة سياحية تخاطر بحياتها لالتقاط صور لذوبان نهر جليدي

GMT 09:55 2015 السبت ,10 كانون الثاني / يناير

فوائد القرنفل للقلب والكبد
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq