الهاشمي يلتحق بقصير، فهل يواجه الكاظمي مصير الحريري

الهاشمي يلتحق بقصير، فهل يواجه الكاظمي مصير الحريري؟

الهاشمي يلتحق بقصير، فهل يواجه الكاظمي مصير الحريري؟

 العراق اليوم -

الهاشمي يلتحق بقصير، فهل يواجه الكاظمي مصير الحريري

عريب الرنتاوي
بقلم : عريب الرنتاوي

فُجعت الأوساط السياسية والإعلامية العراقية وغير العراقية، بالاعتداء الخسيس الذي أودى بحياة الباحث في الجماعات الإرهابية وحركات «الإسلام المسلح» هشام الهاشمي...ليس لأنه اعتداء على حياة مواطن واغتيال لحرية الرأي والتعبير فحسب، بل بالنظر لما يستبطنه من «رسائل دامية» إلى كل من «يهمه الأمر»، وفي ظني أن خيوط الجريمة واصابع الاتهام تتجه إلى إحدى المليشيات الموالية لإيران، التي لم يَكُف الهاشمي عن انتقادها في الآونة الأخيرة، بعد أن كرّس سنوات طويلة من حياته القصيرة في التصدي لداعش تنظيما ودولة و»خلافة» وكشف أخطر أهدافه ومراميه.

من تابع الهاشمي خلال السنوات الأخيرة، وكنت واحداً من هؤلاء، رأى في الرجل «وطنياً عراقياً»، تختلف أو تتفق معه، لا بأس، ولكنه جزء من تيار غير منظم، يتطلع إلى استعادة كيان الدولة وبعث «الوطنية العراقية» التي تهمشت وتهشمت بفعل انفجار «الهويات القاتلة»، من طائفية ومذهبية وإثنية وغيرها، ولا شك أن الرجل كان يحتفظ بعلاقات طيبة مع بعض مؤسسات الدولة «العميقة» التي كانت تزوده بالكثير من المعلومات والمعطيات حول موضوعاته التي عمل عليها...آخر ما كتبه كان عن الحشد الشعبي، مكوناته وكياناتها، اتجاهاته وولاءاته، هياكله التنظيمية والإدارية، أعداده وتوازناته.
بهذا المعنى، وبرغم اختلاف السياقين، اللبناني والعراقي، وتعاقب الزمنين الفاصلين بين اغتيال سمير قصير (حزيران 2005) والهاشمي (تموز 2020)، إلا أنني لم أستطع مقاومة إغواء المقارنة بين الواقعتين: كتاب وصحفيون ومثقفون، قاوموا الهيمنة الخارجية على بلدانهم، ودفعوا حيواتهم ثمناً لذلك...كتاب تحدوا الوصاية والهيمنة، فسقطوا فريسة سهلة في أفواه المليشيات السائبة وأجهزة المخابرات التي لا ترحم...في هذا السياق أيضاً يمكن إدراج واقعة اغتيال رئيس تحرير النهار جبران تويني (ديسمبر 2005).
قادتني هذه الاستدعاءات والتداعيات، إلى افتراض أن جريمة اغتيال الهاشمي ليست سوى رسالة موقعة بالدم ومكتوبة بالرصاص، موجهة إلى رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، تنذره بمصير يشبه مصير رئيس الوزراء اللبناني المغدور رفيق الحريري...صحيح أن جريمتي اغتيال قصير وتويني وقعتا بعد جريمة اغتيال الحريري (شباط 2005) وليس قبلها، لكن الحريري كان تلقى ما يكفي من الإنذارات الدامية قبل واقعة الرابع عشر من شباط إياها.
مرة أخرى، العراق ليس لبنان، والكاظمي ليس الحريري، لكن منطق الهيمنة ومقتضيات إدامتها، تقودان إلى النتيجة ذاتها، وإن بأدوات مختلفة، وأشكال مختلفة...الكاظمي تحرك في الآونة الأخيرة، لاستعادة الدولة العراقية ووقف مصارف الفساد وسدّ مجاريها، الكاظمي المتخفف من أعباء الإيديولوجيا وأذرعها المليشيوية، الرجل المتطلع لاستعادة الهوية والسيادة، لا يروق لكثيرين في العراق وخارجه، وهو يتعرض لحملة «شيطنة شعواء» تبدأ من المنطقة الخضراء في بغداد، ولا تنتهي في طهران، وتمتد بتفاوت، بامتداد دول «المحور» وأطرافه...الحملة على الهاشمي التي سبقت اغتياله، اندرجت في هذا السياق واستخدمت ذات المفردات.
قبل اغتياله بأيام، بشّر الهاشمي بولادة كتلة برلمانية، قد تشكل حاضنة للكاظمي ومشروعه، فالرجل بلا كتلة، وهو جاء إلى موقعه من الصحافة والمخابرات، ولقد صدقت مصادر الهاشمي وتشكلت الكتلة من أزيد من ثلاثين نائباً...ثمة خيط واصل، بين أداء الهاشمي ورئيس حكومته على ما يبدو، وثمة مروحة واسعة من التلاقي، وربما لهذا السبب «استحق» الرجلان الاتهامات بالخيانة والعمالة للولايات المتحدة، بل والتهديد بالقتل...الهاشمي كان هدفاً سهلاً ومكشوفاً لرصاصات الغدر، أما الكاظمي، فليس محصناً بأكثر من أطواق الحماية التي كان الحريري يحيط بها نفسه، فإلى أين يمضي العراق، ومن هو الهدف التالي؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهاشمي يلتحق بقصير، فهل يواجه الكاظمي مصير الحريري الهاشمي يلتحق بقصير، فهل يواجه الكاظمي مصير الحريري



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 02:48 2016 السبت ,24 أيلول / سبتمبر

قالب معكرونة بشاميل محشية بالدجاج والشيدر

GMT 14:46 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

صور شهداء ذي قار تزين باحة مجلس النواب العراقي

GMT 23:04 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

مُنخفض قطبي يضرب عددًا مِن الأراضي الفلسطينية

GMT 18:50 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

خمسة أسئلة تساعدك على تحقيق أحلامك في عام 2019

GMT 12:17 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

3 نصائح للرجال لاختيار لون ربطة العنق المناسبة

GMT 03:32 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

6 أفكار أنيقة مميزة لزينة حفلات الزفاف

GMT 20:44 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعلامية داليا كريم تنهي مأساة أسرة عمرها سنوات

GMT 04:03 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الكلاسيكية تطغى على منزل سكارليت جوهانسن الجديد

GMT 05:24 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

نهيان بن مبارك يحضر أفراح الساعدي والراشدي

GMT 20:52 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

تعاون روسي سعودي في مجال الطاقة الكهربائية

GMT 01:37 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

"روسيا" تختبر شاحنة قادرة علي السباحة

GMT 10:40 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

نيللي مقدسي تطرح كليب "هلا هلا" لجمع نساء العالم

GMT 05:02 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

كمين أمني محكم يوقع تاجر "مواد مخدرة" في العيون
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq