الحقيقة والعدالة من أجل لبنان

الحقيقة والعدالة من أجل لبنان

الحقيقة والعدالة من أجل لبنان

 العراق اليوم -

الحقيقة والعدالة من أجل لبنان

عريب الرنتاوي
بقلم - عريب الرنتاوي

من يعرف لبنان، يعرف أن تحقيقاً مهنياً، نزيهاً وشفافاً، بكارثة حجمها من حجم بيروت، يبدو أمراً متعذراً إن لم نقل مستحيلاً...لا لنقصٍ في الخبرات والأدوات، ولكن لنقص في «الحياد» و»النزاهة» و»الشفافية»...لم تمض التحقيقات السابقة في سلسلة جرائم القتل والتفجير والاغتيال إلى أية نتيجة، وليس ثمة من سبب واحدٍ مقنع، لعدم تسجيل كارثة بيروت، ضد مجهول.

ومن يعرف لبنان أيضاً، يعرف تمام المعرفة، أن ليس كل مطالب بـ»تحقيق دولي» في كارثة العنبر 12، إنما يصدر عن رغبة في توخي الحقيقة وإحقاق العدالة...كثيرون منهم، وبالذات رموز الطبقة الفاسدة والمهترئة، ينطبق عليهم القول: «مش رمانة قلوب مليانة»، و»كلام حق يراد به باطل»، فهؤلاء الملوثة أياديهم بدماء أبناء شعبهم، الذي أثروا على حسابه، لا تهمهم الحقيقة إلا أن كانت تخدم أغراضهم في تجديد حضورهم، وتسوية حساباتهم القديمة والجديدة مع خصومهم.
والذي يعرف لبنان تمام المعرفة، يحار في فهم الأسباب العميقة الكامنة وراء رفض فريق من اللبنانيين إجراء هذا التحقيق، اللهم إلا كانت في بطونهم عظام يخشون تحريكها فتتمزق احشاءهم...، فالأصل ألا يخشى الأبرياء من التحقيق العادل والشفاف، طالما أنهم أبرياء، والحقيقة لا تضيرهم بشيء، وبخلاف ذلك ستظل رؤوسهم مجللة بهالات سوداء من الشك والاتهام.
يقال، وثمة بعض الصحة في هذا القول: أنهم يخشون «توجيه» التحقيق و»توظيفه» في المعركة الأكبر الدائرة على امتداد الإقليم بين واشنطن ومعسكرها وطهران وحلفائها...لكن ثمة ضمانات يتعين على هذا الفريق اشتراطها، من أجل القبول بفتح الأحشاء المفتوحة والمتناثرة في ميناء بيروت، لمعاول المحققين وأدواتهم الدقيقة، بدل الاكتفاء بالرفض المسبق، غير المعلل، أو إثارة مخاوف سمجة كتلك التي طرحها نائب رئيس مجلس النواب حين قال: إن عرض القبول بالتحقيق الدولي يعني نهاية الدولة في لبنان، عن أي دولة يتحدث هذا «العتيق» في السياسة اللبنانية، الذي اعتاد الاستقواء بقوى نافذة في دائرته الانتخابية ومجلسه النيابي؟
كان يمكن أن يقال، على سبيل المثال لا الحصر: نوافق على «تحقيق دولي – عربي مشترك»، شريطة توخي التوازن، و»عدم الانتقائية» في اختيار الدول التي سيتولى خبراؤها التحقيق...كان يمكن اشتراط تشكيل لحنة تحقيق نيابية تمثل كافة الكتل البرلمانية، بما فيها الكتل المحسوبة على هذا التيار، تواكبها لجنة تحقيق أمنية تعمل كتفاً إلى كتف مع لجنة التحقيق الدولية، على أن تتشكل من الأجهزة الأمنية المختلفة، الموزعة ولاءاتها على الطوائف والمذاهب وقادتها وفرسانها...كان يمكن، ولا يزال ممكناً، البحث عن «سلة ضمانات» كفيلة بأن تبدد المخاوف من سوء التوجيه والتوظيف لرحلة البحث عن الحقيقة، بدل الاكتفاء بالاعتراض والاستنكاف المثيرين للشكوك والاتهامات...كان يمكن قطع الطريق على الألسنة التي انفلتت بالأمس، وأصحابها المتورطين في سلسلة لا تنتهي من المجازر الجماعية وعمليات الاغتيال، بل وكان ممكنا تقطيع ألسنتهم، لو أن معركة البحث عن الحقيقة، قد أديرت على نحو مغاير.
الوقت لم يمض بعد على أمرٍ كهذا، والفرصة ما زالت قائمة، ولعل التفاتات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته «التاريخية» لبيروت، ما يشجع على التفكير بطريقة مختلفة، فالرجل حرص على عدم استثناء كتلتي أمل وحزب الله من لقاء «قصر الصنوبر»، والرجل صرح بأنه لا يمكن «تجاهل» حزب الله عند البحث عن أي حل للاستعصاء اللبناني...هذا مدخل جيد للبحث عن مخارج، والتفاوض بشأن الضمانات، ومن دون ذلك ستمضي سجالات اللبنانيين واتهاماتهم المتبادلة، من دون نهاية، ومن المعيب أن يرتضي أحد من اللبنانيين تقييد الكارثة ضد مجهول.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحقيقة والعدالة من أجل لبنان الحقيقة والعدالة من أجل لبنان



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 02:48 2016 السبت ,24 أيلول / سبتمبر

قالب معكرونة بشاميل محشية بالدجاج والشيدر

GMT 14:46 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

صور شهداء ذي قار تزين باحة مجلس النواب العراقي

GMT 23:04 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

مُنخفض قطبي يضرب عددًا مِن الأراضي الفلسطينية

GMT 18:50 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

خمسة أسئلة تساعدك على تحقيق أحلامك في عام 2019

GMT 12:17 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

3 نصائح للرجال لاختيار لون ربطة العنق المناسبة

GMT 03:32 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

6 أفكار أنيقة مميزة لزينة حفلات الزفاف

GMT 20:44 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعلامية داليا كريم تنهي مأساة أسرة عمرها سنوات

GMT 04:03 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الكلاسيكية تطغى على منزل سكارليت جوهانسن الجديد

GMT 05:24 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

نهيان بن مبارك يحضر أفراح الساعدي والراشدي

GMT 20:52 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

تعاون روسي سعودي في مجال الطاقة الكهربائية

GMT 01:37 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

"روسيا" تختبر شاحنة قادرة علي السباحة

GMT 10:40 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

نيللي مقدسي تطرح كليب "هلا هلا" لجمع نساء العالم

GMT 05:02 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

كمين أمني محكم يوقع تاجر "مواد مخدرة" في العيون
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq