بقلم : صلاح منتصر
اقتحمت صفحات الكمبيوتر مؤخرا عشرات الإعلانات لسيدات ورجال يعانون من السمنة ويحكون عن تجربة عاشوها: «الهدوم مابقتش تيجى على مقاسى وبدأت أجرى كل يوم الصبح لمدة ساعة وفى الليل أروح الجيم ومع ذلك كان وزنى بيزيد بشكل مرعب لحد ماوصلت 87 كيلو وفى يوم صادفت إعلانا عن منتج بيسموه قاتل السمنة قلت أجربه وبعد ماكملت كام يوم خسرت تقريبا 15 كيلو ووصلت للوزن المثالى».
وتتعدد الحكايات وتستضيف الإعلانات دكاترة يحكون عن السمنة والريجيم والتمرينات الرياضية وتنتهى كل الحكايات إلى هذا الساحر القاتل للسمنة الذى اسمه القهوة الخضراء ويقولون إنه مستخلص نباتى لا يتسبب فى مشاكل فى الهضم وأكثر من ذلك يحسن القدرة الجنسية، وهذا الساحر ثمنه 1100 جنيه ولكن علشان خاطرك ادفع فقط 599 جنيها!
والواقع أنه لا يمكن أن تكون السمنة أو البدانة بهذه السهولة بحيث يكون جسم الإنسان فك وتركيب وتخفيض عدة كيلوجرامات منه فى أيام، وإنما هى عملية نصب واضحة لا تنفرد بها مصر فى الواقع وإنما توجد فى دول كبرى على رأسها أمريكا التى تطارد مواطنيها بهذه الإعلانات التى تنافس رش البيوت بالمبيدات. ولست أعرف هل تدخل هذه الإعلانات التى تبسط خفض الإنسان لوزنه وماكنش حد غلب فى اختصاص وزارة الصحة أم المجلس الأعلى للإعلام أم الاثنين؟ لكن المؤكد أنه من الضرورى مواجهتها .
وأن يتولى أطباء التغذية الرد على هذه الخرافة لأن الحقيقة أن تخفيض الوزن من أكثر الأمانى البشرية التى يتطلع إلى تحقيقها ملايين السمان، فهى فى الوقت نفسه من أصعب المشاكل التى يواجهها الإنسان، ولهذا تمتلئ مكتبات العالم بآلاف الكتب التى تتحدث عن آلاف الوسائل والنظريات لتخفيض الوزن. وفى كل شهر نظرية جديدة وريجيم جديد ولا فائدة.
القهوة الخضراء آخر صيحة فى سلسلة عمليات النصب لتخفيض الوزن ولابد أن لها ضحايا كثيرين فهل من أحد ينقذهم؟!